تحذير صيني لواشنطن من دعم انفصال تايوان.. وردود فعل دولية مستنكرة لزيارة بيلوسي
البعث – وكالات:
لا يزال الاستفزار الذي قامت به رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايوان في محاولة لدعم انفصال هذا الإقليم عن الوطن الأم الصين، يثير ردود فعل دولية مستنكرة لهذا العمل، حيث أكدت الردود أن هذا الاستفزاز يقوّض السلام والاستقرار في مضيق تايوان ومنطقة المحيط الهادي، فضلاً عن أنه تدخّل سافر في شؤون دولة ذات سيادة.
فقد شهدت تايوان اليوم، مسيرات وفعاليات احتجاجية نظمها ناشطون موالون للصين رفضاً لزيارة بيلوسي التي وصلت أمس إلى تايوان.
وحمل المتظاهرون لافتاتٍ كُتب عليها “الصين واحدة” و”ارفعي يا أميركا يديك عن تايوان”.
وردّد المحتجون كذلك شعاراتٍ تؤكد أن “الصين ليست عدوّاً لتايوان”.
جاء ذلك بينما اعتبر المتحدّث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني ما شياو قوانغ، أن تواطؤ رئيسة تايوان تساي إنغ ون وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي مع القوات الأجنبية يدفع تايوان إلى كارثة.
ووفقاً لصحيفة الشعب الصينية قال قوانغ: إن زعيمة تايوان وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي اصطفوا في الموقف الانفصالي المتمثل في استقلال تايوان.
وأشار إلى أن تساي وسلطات هذا الحزب وبالتواطؤ مع القوى الخارجية المعادية للصين، انخرطوا في الأنشطة الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان على الساحة الدولية وقاموا بتسهيل بيلوسي للحصول على دعم أجنبي لتحدّي البرّ الرئيسي.
وشدّد على أن ما فعلوه قوّض بشكل خطير التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق وعرّض السلام والاستقرار عبر المضيق لخطر شديد وأضرّ بشكل خطير بالمصالح المشتركة للمواطنين على جانبي المضيق.
من جهته، جدّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي تأكيد أن تايوان جزء من الصين وأن التوحيد الكامل للجانبين يمثل حتمية تاريخية.
ونقلت وكالة تاس عن وانغ قوله اليوم تعليقاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان: إن الصين لن تترك مجالاً لعمل القوى الداعية لاستقلال تايوان، مشدّداً على أن كل الجهود التي تدعم بها الولايات المتحدة ما يسمّى استقلال الجزيرة ستتكلل بالفشل، وموضحاً أن الولايات المتحدة تحوّلت إلى “المدمر الرئيسي” للسلام والاستقرار في مضيق تايوان ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهذا يثبت مرة أخرى أن بعض السياسيين الأمريكيين يقومون بتخريب العلاقات الصينية الأمريكية.
من جهتها، شدّدت حكومتا منطقتي ماكاو وهونغ كونغ الإداريتين الخاصتين على أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان تعدّ تدخلاً وقحاً بشؤون الصين الداخلية وتهدّد الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة شينخوا عن حكومة ماكاو قولها في بيان اليوم: إن زيارة بيلوسي تعدّ تدخلاً وقحاً بشؤون الصين الداخلية وسيادتها وتتجاهل بشكل متعمّد مبدأ صين واحدة، كما أنها تهدّد الأمن والاستقرار عبر مضيق تايوان وتضر بالعلاقات الصينية الأمريكية المشتركة.
وأشار البيان إلى أن الإدارة الأمريكية رغم زعمها المتكرر الالتزام بمبدأ صين واحدة إلا أن التصريحات والأفعال التي صدرت عنها في الآونة الأخيرة تتناقض مع هذه المزاعم وتخالفها.
وشدّد البيان على أن موقف ماكاو من قضية تايوان ثابت بالتمسك بسيادة الصين ووحدة أراضيها والالتزام بمبدأ صين واحدة ورفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية الصينية، كما أنه يدعم بشكل كامل موقف الحكومة الصينية للدفاع بحزم عن سيادتها ووحدة أراضيها.
وأكد الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة جون لي، أن زيارة بيلوسي تمثل تحدّياً صارخاً لمبدأ صين واحدة وتهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تشجّع محاولات تنفيذ ما يسمّى استقلال تايوان بما يهدّد سلامة ومصالح سكان تايوان، مشدّداً على موقف هونغ كونغ الداعم بشكل كامل للإجراءات اللازمة التي تتخذها الحكومة المركزية في بكين لضمان سيادة الصين ووحدة وأمن أراضيها.
دولياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان تعكس حرص الولايات المتحدة على الإثبات للجميع أنها لا تخضع لأي محاسبة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مع نظيره في ميانمار وونا ماونج لوين اليوم: لا أريد إطلاق أحكام بشأن دوافع الأمريكيين.. لكن ليس لدي أدنى شك في أن ذلك يعكس الخط نفسه الذي شاهدناه فيما يتعلق بالوضع الأوكراني، وهي الرغبة في الإثبات للجميع أنهم فوق أي محاسبة وأنه لا محظورات بالنسبة لهم، مشدّداً على أنه لا يرى سبباً آخر لخلق مثل هذه التوترات من فراغ مع علم الأمريكيين التام بما تعنيه زيارة بيلوسي لتايوان بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية.
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان أظهرت تجاهل الولايات المتحدة لحقوق الدول الأخرى.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها اليوم على منصة تلغرام تعليقاً على استدعاء السفير الأمريكي في الصين نيكولاس بيرنس من السلطات الصينية: إن “السفير يفهم أن الولايات المتحدة أظهرت باستفزازها من جديد تجاهلها لحقوق الدول الأخرى”، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين في الصين عجزوا عن الحديث خوفاً من الغضب الشعبي.
وأضافت زاخاروفا: “لا يجوز أن يتحدّث الأمريكيون عن احترام القانون الدولي بعد أن انتهكت واشنطن التزاماتها تجاه بكين”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في بيان لها أمس أن زيارة بيلوسي لتايوان تشكّل “استفزازاً سافراً يأتي في سياق النهج العدواني الأمريكي ضد الصين”.
وفي السياق ذاته، أعربت كوبا عن رفضها القاطع للإجراءات التي تستهدف وحدة أراضي جمهورية الصين الشعبية وسيادتها مدينة التدخل في شؤونها الداخلية.
وعبّرت وزارة الخارجية الكوبية عن قلقها إزاء تصاعد التوترات وتفاقم الوضع حول تايوان، مؤكدة أن هذا الوضع يأتي نتيجة مباشرة للسياسة العدوانية والوجود العسكري الكبير للولايات المتحدة وحلفائها في مضيق تايوان وقيامها بأعمال تهدّد السلام والأمن الإقليمي والدولي.
ورفضت كوبا الاستفزازات الجديدة المقنّعة بطابع اتصالات رسمية أو زيارات رفيعة المستوى، محذّرة من أن هذه السلوكيات تسبّب مخاطر إضافية متعمّدة، ومجدّدة تأكيدها التزامها الصارم بمبدأ “الصين الواحدة” والاعتراف بتايوان كجزء لا يتجزّأ من أراضي هذا البلد، داعية إلى احترام أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشكل صارم بعيداً عن الانتقائية وازدواجية المعايير، ومنوّهة بالدور الرئيس الذي تلعبه الصين كعامل استقرار وتوازن دولي وأهمية تعاونها مع البلدان النامية من دون شروط سياسية.
بدورها، انتقدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، واصفة هذه الخطوة بـالتدخل الوقح من الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية قوله: إن الوضع الحالي يظهر بوضوح أن التدخل الوقح للولايات المتحدة واستفزازاتها السياسية والعسكرية المتعمّدة هو بالفعل السبب الجذري للإضرار بالسلام والأمن في المنطقة، مضيفاً: إن “تايوان جزء لا يتجزأ من الصين وقضية تايوان تتعلق بالشؤون الداخلية للصين”.
وأكد المتحدّث أن كوريا الديمقراطية تدين بشدة أيّ تدخل لقوة خارجية في قضية تايوان وتدعم بشكل كامل موقف الحكومة الصينية العادل للدفاع بحزم عن سيادتها ووحدة أراضيها، مشدّداً على أن مخطط الولايات المتحدة لزعزعة نمو وتنمية الصين وجهودها من أجل إعادة التوحيد محكوم عليه بالفشل.