أخبارصحيفة البعث

شهيدان فلسطينيان جديدان ينضمّان إلى قائمة ضحايا العدوان الإسرائيلي

البعث – وكالات:

تستمرّ تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالظهور تباعاً، ومع دخول الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال ساعاتها الأولى، تظهر المشاهد حجم الدمار والخراب الكبيرين الذين خلفتهما آلة الحرب الإسرائيلية، بالإضافة إلى ارتقاء المزيد من الشهداء ممّن أصيبوا خلال قصف طيران الاحتلال على القطاع ليصل العدد الكلي إلى 46 شهيداً.

فقد استشهد اليوم فلسطينيان بينهما طفلة متأثرين بإصابتهما خلال العدوان.

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية، أن الطفلة حنين أبو قايدة 10 أعوام، استشهدت متأثرة بإصابتها خلال قصف طيران الاحتلال قبل يومين على منطقة أم النصر في بلدة بيت حانون شمال القطاع، الذي أدّى إلى استشهاد والدتها.

وأضافت الوسائل الإعلامية: إن فلسطينياً استشهد هو الآخر متأثراً بإصابته بقصف لطيران الاحتلال على منطقة السامر وسط القطاع يوم أمس.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى 46 شهيداً بينهم 16 طفلاً و4 سيدات و360 مصاباً بجروح مختلفة، كما أسفر العدوان عن تدمير 9 أبنية سكنية وإلحاق أضرار بأكثر من 1500 منزل، بينما ردّت فصائل المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات الاحتلال في أطراف القطاع والأراضي المحتلة عام 1948.

وفي الضفة الغربية، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق فجر اليوم نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام في قرية رمانة غرب مدينة جنين.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال خمسة عشر فلسطينياً، بعد أن اقتحمت عدة أحياء في مدينتي بيت لحم ورام الله، وبلدات بيت كاحل وحلحول في الخليل، وبيت فوريك وزيتا في نابلس، ومردا وفرخة في سلفيت ويعبد في جنين.

وفي إطار التهجير الممنهج للفلسطينيين، اقتحمت قوات الاحتلال قرية عرب الكعابنة شمال شرق القدس المحتلة، بعدد من الجرافات، وهدمت أربع منشآت زراعية وخمسة منازل، كما اقتحمت قرية رمانة غرب جنين، وهدمت منزلي ذوي الأسيرين أسعد الرفاعي وصبحي صبيحات، ما أدّى إلى تشريد 41 فلسطينياً.

جاء ذلك في وقت أفاد فيه مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، بأن سلطات الاحتلال استولت على مساحات من منطقة عقبة الربيعة في بلدة سعير شمال مدينة الخليل، بهدف توسيع طريق استيطاني، مشيراً إلى أن توسعة الطريق ستطول مساحاتٍ واسعة من الأراضي، وستؤدّي إلى اقتلاع عشرات الأشجار المثمرة.

وفي الأثناء، اقتحمت جرافات الاحتلال مدعومة بقوة عسكرية، منطقة خلة سلامة شرق بلدة ترقوميا شمال غرب مدينة الخليل، وقامت بتجريف 12 دونماً، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون.

من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

دولياً، أدانت كوبا بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تسبّب بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى.

وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في تغريدة له على تويتر: إن بلاده “تدين بأشد العبارات العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة ضد قطاع غزة، التي تسبّبت بمقتل مدنيين أبرياء”.

وأكد رودريغيز، أن “هذا العدوان الإجرامي يشكّل تهديداً للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط”.

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، هي التي تسبّبت في تصعيد التوتر، مشدّدة على تمسّك روسيا بموقفها القائم على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في تصريح: إن “موسكو تعرب عن القلق البالغ إزاء هذه التطوّرات للوضع في قطاع غزة التي من الممكن أن تؤدّي إلى استئناف المواجهة العسكرية الشاملة ومواصلة تدهور الوضع الإنساني المؤسف في القطاع”.

وتابعت زاخاروفا: “نؤكد موقف روسيا المبدئي والثابت الذي ينعكس في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بشأن تأييد حل شامل وطويل الأمد للقضية الفلسطينية.. ونشير مرة أخرى إلى أنه يمكن وضع الحدّ للعنف المتكرر عن طريق المفاوضات فقط التي يجب أن تؤدّي إلى تحقيق الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة على حدود عام 1967”.

بدورها، انتقدت السفارة الروسية لدى القاهرة دفاع واشنطن وبروكسل التقليدي عن ممارسات الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أنه “ما من أحد في الديمقراطيات الغربية يهتم بمصير الفلسطينيين”.

ونقل موقع روسيا اليوم عن السفارة قولها في بيان اليوم: “إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يلتزمان سياسة المعايير المزدوجة ويدافعان تقليدياً عن موقف (إسرائيل)”، مشيرة إلى أنهما “يصدران أحياناً بياناتٍ روتينية حول دعم حل الصراع في الشرق الأوسط للحفاظ فقط على الصورة النمطية التي تحاولان ترويجها بكونهما حماة السلام على الصعيد العالمي”.

ونوه البيان إلى أنه مع ذلك لا أحد يهتم حقاً بمصير الفلسطينيين في هذه الديمقراطيات الغربية التي تدّعي أنها مراكز دفاع عن القيم واحترام المشاعر الإنسانية.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن كل التطوّرات والأحداث التي نشهدها تثبت أن الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة.

وكتب عبد اللهيان في مدوّنة على الانستغرام: “إن الجهاز الدبلوماسي لإيران وفي ظل التشاور مع الحلفاء والجيران، إذ يدين جريمة الكيان الصهيوني وعدوانه على قطاع غزة سيدافع دائماً عن المقاومة النشطة التي تتصدى لممارسات الاحتلال الخبيثة”.

وأضاف: “إن الذين يسعون لنشر جرائمهم من البحر إلى النهر هم اليوم في عزلة تامة ببناء جدار حول أنفسهم.. وبغية التغطية على الأزمات المتعدّدة التي يعانون منها في الأراضي المحتلة يشنّون بين الحين والآخر هجمات عمياء ضد النساء والأطفال إلا أنهم يفشلون في كل مرة ويستمرون في بناء الجدران حولهم وهم مفضوحون ومهزومون أكثر من ذي قبل”.

وأشار عبد اللهيان إلى أنه “منذ حرب الـ33 يوماً حتى اليوم كان هدفهم تغيير ميزان القوى والترهيب وهو أمر يستطيع المراقبون المنصفون والعقلاء أن يشهدوا به.. هل انتصروا أم فشلوا.. وبالتالي يظهر خضوعهم للهدنة مجدّداً أن الصهاينة يفهمون لغة القوة فقط”.