مجلة البعث الأسبوعية

الدوري الكروي الممتاز واجبات وضروريات…الأندية مطالبة بضبط جماهيرها.. واتحاد اللعبة أمام مسؤوليات التحكيم والتنظيم

البعث الأسبوعية-ناصر النجار

بداية الموسم الجديد القديم لكرة القدم جاءت عبر مباريات دورة الوفاء والولاء ومباريات كأس الجمهورية، وقد أشارت هذه المباريات بكل تفاصيلها إلى أن هناك مشكلة معينة ما زالت عالقة في أذهان لاعبينا وكوادرهم من خلال التعامل مع المباريات ومجرياتها وكيفية التصرف أمام كل الحالات المفترضة والطارئة وهذه ستسبب مشكلة ربما تكون صعبة في الموسم الجديد عندما ينطلق الدوري الكروي الممتاز مطلع الشهر الجديد وتجر الموسم كله إلى ما لا يحمد عقباه.

لذلك لا بد من إجراءات كثيرة على كل الصعد من أجل ضمان مسيرة كروية واثقة بعيداً عن الشحن والضغط والشغب، وهذه المسؤوليات منوطة بكل مفاصل اللعبة من أندية (إدارة وكوادر ولاعبين) ومن كل الجماهير المتابعة سواء على أرض الملعب مباشرة أو ضمن منصات التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى اتحاد كرة القدم بكل لجانه.

بما يخص الملاعب فالمفترض أن يكون دخول الجمهور إلى الملعب من كل الأبواب المتاحة ولو اضطر مدير الملعب لفتح كل الأبواب بغض النظر عن مصلحة متعهد المباريات الذي يصر على التضييق لمصلحة خاصة، لذلك من المفترض عند تعهيد المباريات أن يتم الطلب من المتعهد فتح أغلب الأبواب لضمان سلامة الجماهير بالدخول والخروج مع سهولة الحركة وخصوصاً عند نهاية المباريات.

ومن الضروري تقطيع المدرجات بحيث تكون هنالك فواصل بين جماهير الأندية المتنافسة حرصاً على عدم الاحتكاك داخل الملعب.

دور الأندية

يبرز دور الأندية من خلال توعية جماهيرها وحثها على التعامل الأخلاقي مع كل أطراف اللعبة بدءاً من الطاقم التحكيمي الذي يدير المباراة إلى جماهير الفرق المنافسة وإلى الفرق المنافسة أيضاً، واختيار روابط مشجعين مثقفة تكون مهامها إيجابية داخل المباراة من خلال توزيع نشرات التوعية على الجمهور، ومن خلال عدم السماح بنشر اللافتات المسيئة داخل الملعب حتى لا تثير الفرق الأخرى وجمهورها وحتى لا تكون مدعاة للكراهية ونشر البغضاء والعداء بين الفرق.

وما يخص وسائل التواصل الاجتماعي فإن الجهد الأكبر يجب أن تبذله إدارات الأندية وروابط المشجعين لكبح جما ح البعض المتعصب من جمهورها الذي يزيد ببعض العبارات من الحنق والبغضاء بين الأندية وجماهيرها ما يعود ذلك بالضرر العام على الأندية بالذات، وهذا ما رأيناه من خلال التشنج غير المبرر في بعض المباريات جراء الشحن السلبي.

المبدأ في الرياضة أنها تجمع ولا تفرق وتدعو إلى المحبة والوئام بغض النظر عن لغتها الأصلية وهي الفوز أو الخسارة، وكما نعلم فالفائز اليوم قد يكون خاسراً غداً، والعكس صحيح، والتشنج في الملعب يذهب الكثير من طاقات اللاعبين ومن جمالية الأداء، لذلك نأمل أن يكون التوجه دوماً نحو كرة القدم بالمعاني السامية والتحلي بالروح الرياضية بعيداً عن التشنج والغضب الذي لن يمنح كرة القدم إلا الخسارة.

قضايا ملحة

المبدأ العام الذي يمكن البناء عليه أن انديتنا كلها أنفقت الكثير من المال على فرقها وتعاقدت حسب إمكانياتها مع العديد من النجوم والمواهب وإن كانت نسبة التعاقدات متفاوتة من فريق لآخر إلا أنه تم بذل جهد كبير وأنفق المال الكثير على هذه الفرق، والغاية من ذلك ليس بطولة الدوري بالمطلق، قد يكون هدف الجميع لكن الحقيقة أن الفائز في المحصلة الأخيرة واحد، لذلك فإن الغاية الأسمى تتعلق بالأداء الجميل الراقي بغض النظر عن النتيجة لأن كرة القدم بالحقيقة توفيق وحظ معاً، فقد يخطئ لاعباً فيضيع جهد فريق بأكمله، والغاية الأخرى أيضاً بناء كرة قدم قوية في الأندية لها وزنها على الصعيد الكروي وبناء علاقات قوية ومتينة مع كل أطراف اللعبة، كرة القدم لعبة جمال وفن ومتعة، فلتبحث فرقنا عن هذه المعاني وهو أفضل من أن تتحول ملاعبنا إلى ساحات حرب بلا أي مبرر، لذلك لا بد من إجراءات تتخذها أنديتنا حيال البعض القليل المسيء من جماهيرها حتى تتقي العقوبات التي ستدفع الأندية ضريبتها وحتى تتسامى نحو أهداف الرياضة النظيفة البعيدة كل البعد عن أي فعل يعكر صفو الأجواء الكروية.

في الحالة الفنية فإن الثقافة الكروية ما زالت ضعيفة عند الكثير من أنديتنا في مجالات التخطيط السليم للمباراة وأسلوب اللعب، ونجد أن فرقنا باتت تعتمد على هدف واحد في المباراة، فمن كان له الحظ بهدف السبق (نام) عليه وبدأ لاعبوه إضاعة الوقت بأساليب متعددة، لذلك نستغرب تصرف المدربين الذين يوجهون لاعبيهم لادعاء الإصابة أو للإغلاق الدفاعي الكثيف، وكأن هؤلاء المدربين لا يملكون أكثر من هذه (الحيلة) للفوز بهدف، وهذا الأمر ليس من كرة القدم في شيء لأنه في الكثير من الأحيان تضيع ميزة التقدم بهدف إلى تعادل أو خسارة في آخر الوقت، وعلى ما يبدو أن مدربينا نسوا أن الحفاظ على التقدم بهدف يكون بهدف آخر وليس بإضاعة الوقت، وهنا نستغرب كيف يتم توجيه لاعبين دفعت إدارات الأندية لهم عشرات الملايين لإضاعة الوقت بدل أن يتم توجيههم لأداء أفضل وتسريع وتيرة اللعب وتسجيل المزيد من الأهداف، وما دام هذا الفكر الفني العفن مسيطراً على عقولنا الكروية فلن نصل إلى كرة قدم جميلة ومتطورة وترضي عشاق اللعبة.

قضاة الملاعب

كلنا يدرك أن الحكم بشر ممكن أن يصيب وأن يخطئ، وللتقليل من أخطاء الحكم لا بد من الاستعداد الجيد للمباريات، فالحكم لا يختلف عن اللاعب فكلما كان الحكم في جاهزية تامة فنياً وبدنياً وذهنياً كان أداؤه جيداً وكلما كانت مساحة الرؤيا أمامه واضحة وكان قريباً من مكان الكرة كانت قراراته أكثر صوابية، لذلك المأمول من الحكام أن يدخلوا المباراة بكامل جاهزيتهم وأن يبتعدوا عن التأثيرات الخاصة بالمباريات قبل إقامتها وأثنائها حتى يتمكن الحكم من توخي العدل بكل قراراته.

ولجنة الحكام مسؤوليتها كبيرة في تأهيل الحكام وتصويب قراراتهم ومتابعة جاهزيتهم وأخطائهم ومعاقبة المقصر والمهمل وفصل الحكم غير النزيه إن وجد، نجاح الدوري مرتبط بدرجة كبيرة بالأداء التحكيمي فكلما كان التحكيم جيداً كان الدوري أكثر نجاحاً، في كرة القدم لا يمكن القضاء على الأخطاء التحكيمية لأن كرة القدم لعبة أخطاء، وكما يخطئ المدرب بتشكيلته وقيادته للمباراة يخطئ الحكم أيضاً بقراءته لبعض الحالات وكما يخطئ اللاعب أو الحارس في الملعب أيضاً ممكن أن يصدر خطأ عن الحكم، لكن مع الاهتمام والعناية والجاهزية يمكن التقليل من مساحة الأخطاء وتفادي الأخطاء المؤثرة وهذا ما نطمح إليه.

ولكي يتمكن الحكم من تقديم مباراة جميلة بأخطاء قليلة لا بد من دعم كل أطراف اللعبة له، وخصوصاً اللاعبين وكوادرهم من خلال التعاون الإيجابي معه والامتناع عن الضغط والاعتراض والاحتجاج الذي سيؤثر على ذهنية الحكم وتركيزه ومزاجه وهذا أمر طبيعي الحدوث، والجمهور مسؤول هنا عن هذا الأمر من خلال تشجيع الحكم، فكما تصفق الجماهير للعبة الحلوة والهدف الجميل علينا أن نصفق للحكم عند القرار الجيد.

ومن جهة أخرى نتمنى من اتحاد كرة القدم تأمين التجهيزات الضرورية للحكام ورفع التعويضات المالية وتأمين الدعم والحماية لكل الحكام.

مطالب اتحادية

مسؤولية اتحاد كرة القدم في متابعة النشاط الكروي كبيرة ومهمة ومؤثرة وهي العصب الرئيس في هذه العملية لأنها تملك مفاتيح اللعبة كلها، والمسؤولية تبدأ من تأهيل كوادر اللعبة ليكونوا قادرين على الاضطلاع بمهامهم على أكمل وجه من خلال تنظيم الملعب وتعيين المراقب الجيد المتمكن الذي يحسن السيطرة على المباراة ويديرها بنزاهة من خلال رؤية كل المخالفات وحالات الشطط والتعاطي معها بروح المسؤولية وفق القانون.

المسألة المهمة هي التعامل مع كل الأندية بمقياس المساواة والعدل وأن يكون اتحاد الكرة على مسافة واحدة من الجميع، ففي الدوري لا كبير ولا صغير ولا مجاملات لزيد أو عبيد وكل الأندية تحت مظلة القانون يحميها ويمكن أن تتعرض للعقوبة إن لزم الأمر في حالة المخالفة.

جاهزية الملاعب من مسؤولية اللجان التنفيذية وعليها تأمين رجال حفظ النظام والطواقم الطبية، وعليها أيضاً تأمين جاهزية الملاعب من شباك صالحة ورايات ركنية جيدة إضافة لكل مستلزمات الملعب الضرورية.

وكم نتمنى لو يعقد اجتماع بين اتحاد كرة القدم والقائمين على حفظ النظام في الملاعب ليتم وضع آلية جيدة وجديدة للحد من الشغب والشطط بأفضل الوسائل وأسهلها وأقصر الطرق وأقل الخسائر.

موضوع الملاعب تلك من مسؤولية الاتحاد الرياضي العام ونتمنى أن يتم تجهيز الملاعب بشكل جدي وأن يتم العناية بكل ملاعبنا عبر صيانتها وتجهيزها بالشكل اللائق الذي يعين اللاعبين على أداء مباراة جيدة.