محمد المصري رئيس جمعية فنيي الدراما السورية
أمينة عباس
لأول مرةٍ في تاريخ عقد الندوات التي تتناول الدراما السورية حضر في ورشة”الدراما السورية”مَن يمثّل الفنيين الذين يعملون خلف الكاميرا من خلال أ.محمد المصري رئيس جمعية فنيي الدراما السورية الذي قدم ورقة عمل، وقد التقتْه “البعث” على هامش الورشة للحديث عمن وصفهم بالجنود المجهولين والصعوبات التي تواجه عملهم.
*لماذا وصفتَ الفنيين في الدراما السورية بالجنود المجهولين؟
**لأنهم الفئة الأكبر في المطبخ الفني، يحملون العبء والهم الأكبر، ويبذلون الجهد الأعظم، ويعملون خلف الكاميرا، ولا يحظون بالشهرة، وينالون الأجر الأقل والحقوق الأقل في العمل الدرامي.
*كيف تصف لنا واقع عمل الفنيين اليوم؟
**أهم ما يميز هذا الواقع كثرة المتطفلين على المهن والذين يعملون دون حِرفية ويشوهون صورة الفني السوري والدراما السورية، حيث تتعاقد معهم الشركات دون الفني المتميز، وهي غير مهتمة بجودة العمل الفني وارتقائه،ويؤدي ذلك إلى تدنّي الأجور بشكل عام مما يدفع الفني المتميز للعمل خارج البلاد وخسارته، كما تلجأ بعض الشركات لإعطاء فرص عمل لفنيين أجانب لا تزيد خبرتهم عن خبرة الفنيين السوريين وبأجور مضاعفة وتأمين سبل الراحة لهم، بينما يعامَل الفني السوري بخلاف ذلك في معظم الأحيان.
*لك دور كبير في ولادة جمعية فنيي الدراما.. حبّذا لو تحدثنا عن بدايات هذه الجمعية.
*طرحْنا كفنيين في أكثر من مناسبة أن يكون هناك نقابة للفنيين،وهذا لم يتحقق إلا بعد أن اجتمع عدد من الفنيين من أصحاب النفَس الطويل وبدأوا بالخطوات الأولى، وكانت الظروف والإمكانيات غير متاحة لطرح فكرة النقابة، فكانت الجمعية هي الطريق الأقل صعوبة،وكانت ولادة جمعية فنيي الدراما السورية المرخصة والمشهَرة بالقرار رقم 751 بتاريخ 12/3/2018 لتضم هؤلاء الجنود المجهولين العاملين خلف الكاميرا في الدراما التلفزيونيةوالسينمائية السورية.
*ما هي أهم الإنجازات التي حققتْها الجمعية لأعضائها؟
**بطاقة العضوية المعمّمة أصولاً من مكتب الأمن الوطني والقيادة القطرية كإثبات مهنة، خاصة في الظروف الصعبة التي كانت في فترة الحرب على بلدنا واضطرار الفنيين للعودة إلى منازلهم بعد ساعات عمل طويلة وفي أوقات متأخرة، كما تعاقدتْ الجمعية مع محامي خاص للدفاع عن حقوق الأعضاء وتقديم الاستشارات القانونية في حال حدوث أيّ خلاف بين الفني وشركات الإنتاج،وقد تمّ فضّ أكثر من خلاف في السنوات الأربع الماضية عن طريقه، كما قامت الجمعية بالتعاقد مع شركة للتأمين الصحي لتأمين الأعضاء بتأمين شامل مدفوع منهم بنسبة مخفضة وصلت حتى 40% وهو اختياريّ لمن يرغب، إلى جانب تنظيمِ عمل الفنيين ضمن جداول في حال طُلب من الجمعية ترشيح فنيين للأعمال سواء في الشركات الخاصة أو العامة وذلك ضمن دور دون استثناء أحد من الأعضاء، ويُحسب للجمعية كذلك قيامها بحملة تكريم للفنيين شيوخ الكار اعترافاً منها بفضلهم لما قدموه من نهوض بالدراما السورية في مختلف المجالات الفنية،والأهم أنها قامت بإيجاد تفاهم وتعاون بينها وبين نقابة الفنانين ولجنة صناعة السينما والتلفزيون في عدة مجالات، وخلال جائحة كورونا وتوقف الأعمال الفنية وبمبادرة بسيطة من الجمعية قامت بتوزيع سلل غذائية على عدد لا بأس به من الفنيين الأعضاء وغير الأعضاء، مع الحفاظ على سرية الأسماء.
*ماذا عن الطموحات التي لم تتحقق وأسباب عدم تحقيقها برأيك؟
**كانت هناك محاولات لتحقيق بعض المكاسب للفنيين باءت بالفشل، ليس تقصيراً منا كجمعية ولكن كانت هناك عقبات إدارية منعتنا من تحقيقها،ومن هذه الطموحات إقامة تجمّع سكني للفنيين من خلال إنشاء جمعية سكنية أسوة بباقي الجمعيات مثل الفنانين والمهندسين والأطباء وغيرهم، وإنشاء مقهى تحت اسم الجمعية ليكون مكاناً لالتقاء الفنيين وبسعر التكلفة لهم، وبالسعر المتداول لغير الفنيين مما يوفر عليهم تكاليف زائدة ويعود على الجمعية بوفر يمكن الاستفادة منه لصالح الفنيين في أمور عدة،إلى جانب إقامة صالة للأفراح والأتراح تكون مجانية أو بسعر رمزي للأعضاء،يعود ريعها لصندوق الجمعية ليكون داعماً للفني في حالات معينة، وبسبب عدم أخذ قراراتنا صفة الإلزامية لم نستطع أن نحقق للفنيين مطالبهم الأساسية والتي هي مطالب محقة وعادلة، يُجمع عليها كل الفنيين العاملين في الوسط الفني سواء كانوا أعضاء في الجمعية أو غير منتسبين لها.
*وأي مشاكل ما زلتم تطالبون بإيجاد حلول لها؟
**عند توقيع العقود مع الشركات المنتجة الخاصة أو العامة لا يستطيع الفني الحصول على نسخة من العقد مما يؤدي في بعض الأحيان ومع بعض الشركات لضياع حقوقه وتحديد ساعات العمل والمعروفة عُرفاً بـ 12 ساعة عمل،تتخللها ساعة استراحة لتناول وجبة الغداء لا تلتزم بها معظم شركات الإنتاج، فتصل عدد الساعات إلى 15 أو 16 ساعة، وأحياناً إلى 20 ساعة دون الاكتراث للمجهود الذي يقوم به الفني ضمن يوم التصوير وما يؤثر على أدائه وصحته دون أي تعويض ماديّ للوقت الإضافيّالمتعارف عليه، وتدني الأجور التي لا تتناسب مع المجهود والوقت ومخاطر العمل ومع أجور العاملين في هذه المهن خارج البلد مما يساعد على هجرة الفنيّ للعمل خارجاً وتحطم الجهود المبذولة لعودة الفنيين من الخارج، كذلك في حال تعرض الفني لإصابة عمل لا تتحمل الشركات تكاليف العلاج أو التعويض عن الإصابة حتى لا يدفع له باقي أجره في حال أدت إصابته إلى التوقف عن العمل، وفي حال حصول أي خلاف بين الفني وشركة الإنتاج ينتج عنه تركه للعمل لا يستطيع الفني الحصول على أجره عن المدة التي عمل بها.
*إلى أي درجة أنت راض عما تحقق في الجمعية؟
**بعد تأسيس الجمعية والاحتكاك المباشر بين الفنيين على مدى أربع سنوات بعيداً عن جو العمل لطرح المشاكل والحلول توصلنا إلى إجماع الفنيين على أن المشاكل تنحسر في مشكلة وحيدة تتمثل بعدم وجود نقابة فنيين أو نقابة مهن فنية وسينمائية أسوة بباقي الدول التي أكثرها مستواها الدرامي والسينمائي والفني أقل من مستوانا، وأسوة بباقي فئات الشعب بمختلف مهنِه ومجالاته والذين تمثلهم وتحميهم نقابات عدة.
*تسعونلتحويل الجمعية إلى نقابة،فما أهمية ذلك؟
**النقابة تضمن حقوقَ الفنيين وتدافع عنهم وتكون صوتهم المسموع وتحفظ كرامتهم وتضمن مستقبلهم من خلال وجود صندوق تكافل وراتب تقاعدي وضمان صحي وتعمل على تطوير خبرات الفنيين وتوزيع فرص العمل للفني ليشعر بالانتماء، ولتعطيه الأولوية على أي جنسية أخرى، وتعمل أيضاً على إعطاء الحق المعنوي وذلك بتكريم أعضائها وإعطائهم الإحساس بثمرة عملهم لترتقي بالدراما السورية وبنفس الوقت تضمن هذه النقابة للجهات المنتجة التعاقد مع فنيين ذوي خبرة ينتمون لجهة تمثلهم ويكونوا خاضعين لامتحانات من قبل لجان تختبر كفاءتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في الفريق الفني وتستطيع أخذ إجراءات بحق الفنيين المسيئين وبذلك نكون داعمين أيضاً لشركات الإنتاج.
*ما مطالبكم في الوقت الحاضر؟
**نحن كمجلس إدارة جمعيةِ فنيي الدراما السورية جاهزون لوضع خطة كاملة لتأسيس نقابة من خلالً وضع نظام داخلي وصولاً لضم كافة أعضائنا لهذه النقابة الذين يتجاوز عددهم 400 عضو،علماً أن عدد الفنيين السوريين يتجاوز ال 2000 فني وهم بحاجة لهذه الهيكلية التي تنظم عملهم وتدافع عنهم وتضمن مستقبلهم وتنظر بموضوع الأجور في المؤسسات العامة المعنية بالشأن الفني (المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والمؤسسة العامة للسينما) كي تتمكن من التعاقد مع الفنيين الأكفاء ذوي الخبرة لاستعادة مكانتها الفنية،وكذلكالنظر بموضوع التعاقد مع فنيين أجانب لأن الخبرات الوطنية أهم، ومطلوبة على مستوى الوطن العربي، لذلك من الضروري وضع شروط لهذه العقود وفرض ضرائب عليهم من مبدأ المعاملة بالمثل، مع الأخذ بعين الاعتبار الأولوية للفني السوري.