مجلة البعث الأسبوعية

بانتظار موسم تسويق التفاح .. ترقب حذر لمحصول جيد وخشية من السماسرة والتجار

البعث الأسبوعية – محمد محمود

بترقب وحذر ينتظر فلاحو طرطوس البدء بموسم تسويق التفاح لديهم، وعينهم على السنوات الماضية وخيبات الأمل المتكررة التي رافقتهم بعد أسعار متواضعة لم تنسجم مع جهودهم المضنية، والمتابعة المستمرة التي قدمها هؤلاء، فشروط التسويق والاستجرار قاسية وصعبة، والتبريد والتخزين غير متاح بسبب ظروف الكهرباء، والتجار والسماسرة لا يرحمون.

 

موسم جيد

ويشير بعض الفلاحين الذبن التقتهم البعث في منطقتي الدريكيش وصافيتا أننا بانتظار موسم تفاح جيد هذا العام فبعد انتهاء موسم التفاح الحزيراني لدينا التفاح الشموطي وهو المتوافر في السوق حاليا وهذه الانواع للاستهلاك المحلي لكنها كما يقول “جمال” صاحب إحدى المزارع لاتصلح للتبريد كالانواع الاخرى، ويتم استهلاكها مباشرة نظرا لعطبها السريع، اما بالنسبة للتفاح بنوعيه الابيض والاحمر من نوع “غولدن” و”ستاركان” فهو الأفضل للتخزين، ويضيف: كميات التفاح على الاشجار كانت جيدة هذا العام من حيث الكم، وهي خالية تماما من مرض الجرب الذي يصيبها عادة بسبب حالة الطقس من حرارة معينة ورطوبة، وهو احد الامراض الفطرية وهو عادة يسبب اضرار كبيرة في المحصول، لكن للاسف تعرضت اشجار التفاح لموجة برد خلال احد المنخفضات في فترة الربيع ادت لاصابة في الثمار في مناطق عديدة وهو ماسيؤثر على جودتها في التسويق.

 

مشاكل أساسية

ويتحدث الفلاحين عن مشاكل كثيرة يعانون منها باتت عناوين شبه ثابتة لمزراعي أشجار التفاح في المحافظة، فالمشكلة الاساسية لمحصول التفاح هو ارتفاع أسعار الادوية بشكل كبير بما لايتناسب غالبا مع سعر التسويق وجهد الفلاح، فشجرة التفاح تحتاج لرعاية كبيرة لفترة طويلة من العام من التقليم الى الفلاحة، ورش المبيدات، إلى القطاف وهي غالبا غالبية اشهر السنة، وهذا يحتاج لجهد ووقت طويل، ومن المشاكل عدم توفر الاسمدة الزراعية وفي حال توفرها فاسعارها مرتفعة جدا ولا تتناسب مع الأسعار.

ويرى مزارعون آخرون أن أهم مشاكل التسويق

هي نزول كميات كبيرة الى الاسواق دفعة واحدة حال نضوج التفاح وهو مايسبب تدهورا في اسعارها لان حاجة السوق المحلية لن تستوعب كامل الانتاج والاسوأ عدم توفر أسواق خارجية للتصدير نظرا للظروف، وهو مايجعل دور السماسرة اكبر ، ممن يستغلون حاجة الفلاح لتسويق المحصول في ظل ارتفاح تكاليف النقل بصورة كبيرة وارتفاع اسعار العبوات البلاستيكية التي يسوق فيها المحصول. وبالتالي يصبح الفلاح فريسة سهلة للسماسرة او من يسمون انفسهم بتجار التفاح والذين يفرضون اسعار بخسة لاتناسب لا التكاليف ولا الجهد ياخذون التفاح بارخص الاسعار ليببيعوه بأضعاف ذلك ولا حول ولا قوة للفلاح الذي يرضخ للسعر لعدم قدرته على تسويق محصوله كما قلت لتكاليف النقل الكبيرة وارتفاع أسعار العبوات البلاستيكية.

خطط وقائية

من جهته بين المهندس الزراعي أحمد محمود أهمية تطبيق المعالجة لأشجار التفاح بموعدها المناسب وبالطرق والوسائل اللازمة، ملقيا الكرة في ملعب الفلاح وعدم التزامه بالمواعيد المحددة وبرنامج المكافحة المتكاملة لآفات التفاح الذي تم تعميمه على المزارعين عن طريق الوحدات الإرشادية بما يضمن تخفيف استخدام المبيدات الكيميائية والوصول إلى منتج نظيف فضلاً عن وجود لجنة لمراقبة المصائد في البساتين والإعلام بمواعيد المكافحة.

وختم المهندس الزراعي: أن آفة دودة ثمار التفاح التي كانت تنتشر في بعض المواسم تتطلب تضافر جميع الجهود لمكافحتها، مبيناً أن بعض ثمار التفاح التي أصيبت بتلك الآفة كانت إما لنوعية المبيد المستخدم أو عدم فاعليته أو لطريقة وتوقيت استخدامه الخاطئ.

 

بالأرقام

من جهته بين محمد حسين رئيس اتحاد فلاحي طرطوس مجموعة من المعطيات المتوفرة عن موسم التفاح هذا العام بحسب الجمعيات والروابط الفلاحية حيث بلغت كميات الإنتاج المقدرة ٢٣٣٩٣ طن من محصول التفاح ضمن مساحة مزروعة قدرت ب ٣٣٦٢ هكتار وموزعة بين مجموعة مناطق نالت الدريكيش الحصة الأكبر منها بإنتاج مقدر ب ١٢٩٠٣ طن، وصافيتا ٦٥٩٧ طن و الشيخ بدر ١٧٢٠ طن والقدموس ١٣٢٩ طن وبانياس ٧٩٧ طن وطرطوس ٤٧ طن.

وأشار الحسين أن محصول التفاح في محافظة طرطوس يمتاز بالجودة والنوعية كون معظم أشجاره تزرع في المناطق المرتفعة عن سطح البحر، ويتوفر لها المناخ المناسب من حيث ساعات البرد، والأمطار، ما ينعكس إيجاباً على نوعية الثمار المنتجة.

 

غياب التسويق

واشتكى الحسين من غياب عملية التسويق للدولة حيث قال: عملية التسويق للدولة شبه معدومة بسبب تدني الأسعار والتشدد بالمواصفات من قبل السورية للتجارة (عدم توفر المواصفات المطلوبة)، مضيفا أن دور الاتحاد اليوم يكمن بالتنسيق مع السورية للتجارة ومحاولة الضغط عليها لإنجاح عملية التسويق وتشجيع الفلاحين على الزراعة وتقديم المساعدات المطلوبة ضمن المتاح وإدخال أصناف جديدة مقاومة للأمراض، وتساءل حسين عن جدوى عدم تسويق إنتاج التفاح هذا الموسم أسوة بالحمضيات، علماً أن كلفة كيلوغرام التفاح تفوق الحمضيات بأضعاف، كون شجرة الحمضيات لا تحتاج إلى رش، فالمكافحة حيوية، في حين أن شجر التفاح يحتاج إلى رشات متتالية.

 

المطلوب

فالمطلوب بخسب رئيس اتحاد فلاحي طرطوس هو التحضير للتسويق وتأمين كافة مستلزماته قبل بداية الموسم وبوقت كاف من ناحية العبوات وتحديد الأسعار. مشيرا أن بعض الفلاحين في العام الماضي قاموا بتسويق محصولهم في اكياس من النايلون لارتفاع تكاليف الخيارات الاخرى وهو ما أثر على اسعار تسويقها وادى لتدني جودتها ويبدو أن الأمرر سيتكرر هذا الموسم أيضا لان التكاليف في ازدياد حيث كانت اجور تبريد التفاح مرتفعة لاعتماد البرادات على المولدات بسبب ظروف الكهرباء وهو ما زاد التكلفة على الفلاح فالحل بوضع خطة قبل بدء موسم التسويق بفترة بمشاركة جهات مختلفة ممن لها علاقة بالزراعة والتصدير في سبيل تامين اسواق خارجية تستوعب المحصول وتدخل الجمعيات الفلاحية والسورية للتجارة وغيرها من جهات لها علاقة بالموضوع لتامين تسويق التفاح باسعار تناسب التكلفة والجهد وعدم ترك الفلاح فريسة للتجار والسماسرة .