حسين ناصر: ما ميّز عرضنا ملامسته للجرح السوري.. والجوائز رسالة تؤكد أن سورية ستبقى بلد الإبداع
فازت مؤخراً فرقة المسرح الجامعي للاتحاد الوطني لطلبة سورية من جامعة البعث بثلاث جوائز من أصل سبع، وهي “أفضل إخراج حسين ناصر، أفضل ممثل إستيفان برشيني، ثاني أفضل ممثلة اليسار إسبر”، وذلك خلال مشاركتها بعرضها المسرحي “كائنات من ضوء” في الملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي في تونس، والمسرحية من كتابة وإخراج حسين ناصر.
ماهي أهمية هذه الجوائز؟ وما الذي ميّز عرضك ليستحقها برأيك؟
هذه الجوائز رسالة مفادها أن سورية ستبقى بلد الجمال والإبداع وبلد النور والضوء، وكانت المنافسة قوية بيننا وبين العروض المشاركة (تونس، الجزائر، عمان، ليبيا، فلسطين، والعراق). وكنا نتوقع تقديم عرض يحظى بإعجاب الجمهور ويليق بسورية. وما ميّز عرضنا وجعله ينال هذه الجوائز ملامسته للجرح السوري بعيداً عن السوداوية والمباشرة، فقد سلّطنا الضوء على التجليات الإنسانية للحرب من خلال مقاربة مسرحية احتفالية ودرامية موسيقية راقصة تنشد المتعة والدهشة وإضاءة بصيص من الأمل، فكان العرض قريباً من روح المتلقي العادي والنخبوي، وقد رصد التجليات الإنسانية للحرب في سورية وصمود الإنسان السوري.. إن “كائنات من ضوء” هم سوريون دفعوا ثمن الحرب غالياً لكن غيارها ودماءها لم تلوثهم ولم تكسر الإنسان فيهم.
ما هي الرؤية الفنية التي اشتغلت عليها؟
لقد اخترت شكلاً مسرحياً جذاباً فيه “كونتراست” بين الشكل والمضون، فرغم انكسارات وأحزان الشخصيات كان هناك حالة احتفالية ومشهدية عالية المستوى، وهذا “الكونتراست” هو سرّ تفاعل الجمهور مع العرض.
ماذا عن إدارتك كمخرج للممثل؟
أعمل على تحضير الممثل من خلال ورشات عمل، ثم أشتغل على أجواء العمل بشكل غير مباشر من فرضيات وارتجالات تدخل الممثل في أجواء الشخصية وأجواء العمل قبل اطلاعه على النص، بحيث يكتشف الممثل أنه قد أنجز ٥٠ بالمئة من العمل على الشخصية خلال التحضيرات، وهذه طريقة مجدية جداً بالتعامل مع الممثل الهاوي.
.. ولكن أي خصوصية للعمل مع الهاوي؟
لا شك أن العمل مع الهواة شاق، فالمخرج يلعب دور المعلم والمخرج، وهذا ما يجعل عملية إبداع العرض أصعب وأطول، وقد لا يستطيع الممثل الهاوي تحقيق كلّ تصورات المخرج، ولكن بالوقت ذاته يساهم بخلق جيل جديد من المسرحين الشباب وهذا بحدّ ذاته متعة كبيرة.
ما الذي ميزك ككاتب؟ وهل سبب كتابتك للنص ندرة النصوص القابلة للمسرحة؟
نص “كائنات من ضوء” نص مخرج كتب لخشبة المسرح، ولذلك فقد تماهى الكاتب والمخرج في عملية خلق واحدة ومركبة، ومعظم تجارب المسرح الحديثة تنحو هذا النحو، أما سبب كتابتي فليس ندرة النصوص، فمعظم أعمالي لكتّاب معروفين.. السبب هو موضوعة العرض التي لم تنعكس حتى الآن في النص المسرحي السوري، فالحرب على سورية وتجلياتها موضوع وجد أصداءه ربما في الدراما السورية، أما في المسرح فما زال الموضوع بكراً!!
فرقة المسرح الجامعي بحمص.. ما هي الصعوبات التي تواجهها؟
فرقة المسرح الجامعي في حمص هي من أعرق فرق المسرح الجامعي في سورية ولها حضورها المتميز في المشهد المسرحي الجامعي السوري والعربي، وهذه ليست أول مشاركة خارجية لها، وهذه الجوائز ليست أول جوائز، كما أن للفرقة حضورها الخاص في المشهد المسرحي في حمص، وهي فرقة المسرح الجامعي الوحيدة التي لم تنقطع عن العمل في حمص منذ عشرين عاماً رغم الحرب. أما عن الصعوبات فنحن نعمل بظروف غير احترافية ومطلوب منا نتائج احترافية نحققها في كثير من الأحيان، إذ نعمل بموازنات زهيدة وبظروف تقنية متواضعة، ومع ذلك فإن مستوى بعض عروضنا كان أفضل من مستوى عروض احترافية مدججة بالنجوم وبشروط إنتاجية وتقنية أفضل بكثير.
ما أبرز محطات مسيرتك المسرحية؟
في مسيرتي ١٨ عرضاً مسرحياً، معظمها حاز على جوائز محلية ودولية، وأنا أعمل مديراً ومخرجاً للمسرح الجامعي في حمص بشكل متواصل منذ ٢٠٠٣ وقبلها كنت قد أسّست فرقة المسرح الجامعي في حمص في تسعينيات القرن الماضي مع الأستاذ زهير العمر وبمساعدة بعض طلاب دفعته في المعهد آنذاك الراحل نضال سيجري ود. سامر عمران والفنان أندريه سكاف، وقد شاركت الفرقة بالمهرجانات الدولية التالية: مهرجان المنستير للمسرح الجامعي في تونس وترشح العرض لأفضل إخراج وأفضل ممثل ونال أفضل ممثل عام ٢٠٠٣، كما شاركت الفرقة في مهرجان أريانة الأورو متوسطي لمسرح الشباب وهو مهرجان بلا جوائز عام ٣٠٠٣ أيضاً، وفي مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي بعرض “نساء لوركا” وترشح لأفضل عرض وأفضل إخراج وأفضل ممثلة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقد نال جائزة لجنة التحكيم عام ٢٠١٠.
أمينة عباس