وماذا بعد الحب والاحترام؟!
أكرم شريم
سيكون حديثنا اليوم عن الحب، هذا الشعور، بل هذه المشاعر الجياشة والقوية والتي تسيطر على الإنسان، تسيطر على العقل والقلب، وما أكثرها قصص الحب، المحلية والعالمية، والتي نعرفها جميعاً ونعرف كيف يكون هذا المحب في ليله ونهاره، وهذا الشعور القوي الذي يشغله بل يحتله ويشغله عن كل شيء، وكم كانت تخاف الفتاة من أن يعرف أحد أنها تحب (فلانا) ويحبها هو أيضاً، وإذا عرف أحد بذلك وقال للآخرين فستكون هذه الفتاة قد وقعت في فضيحة كبيرة، لأن الحب كان يعتبر عيباً وحراماً وكل الناس يعتبرونه فضيحة، وكم كانت هذه الفتاة تدفع الثمن غالياً، علماً بأن الحب من خلق الله فينا وهو شعور نقي لا شائبة فيه وهو حلال ويقود إلى الزواج أفضل ما يفعله الإنسان لتلبية الحاجة الجنسية والنفسية للإنجاب والاستقرار في حياة سعيدة ودائمة الحب والسعادة والاستقرار مدى الحياة.
وكم هي كثيرة الحكايات والأحداث، إذا لم يصل هذا الحب إلى الزواج والاستقرار، كأن يرفض أبوها هذا الشاب الذي تقدم لطلب يدها ومعه أمه، وذلك لأنه ليس غنياً أو غريباً لا يعرفه ولم يعجبه، ولكن هذا الحب الحقيقي لا يموت، ويبقى يعيش في قلبها وقلبه وتتابع أخباره وهي زوجة لغيره، ويتابع أخبارها، وكلما تذكر هذه الحادثة، يعتريه ذلك الشعور بالانزعاج وأحياناً بالتعاسة، لأن قلبها أو قلبه كان مملوكاً ومحباً إلى أبعد الحدود. وهكذا تبقى ذكريات الحب الأول ولا تزول فمالذي يجعل هؤلاء الآباء يفعلون ذلك، هل هو الجهل بمعنى الحب الحقيقي وهو من خلق الله كما ذكرنا فكل شيء من المشاعر الطيبة والإنسانية والتي تملكنا وتتحكم بناء أكثر بكثير مما نملكها نحن ونتحكم بها!.
هذا الشعور أو المشاعر التي اسمها (الحب) نعيش فيها وبها في كل حياتنا وعلاقاتنا فهذا الأمر نحبه وذاك لا نحبه، وهذا التصرف أو الشخص القريب أو الغريب نحبه وذاك لا نحبه ولا نفعله ولا نقترب منه، كان كل ما نفعله في هذه الحياة وكل ما نريده أو نتمناه، ينطلق باستمرار من هذا الشعور بالحب والقبول، أو عدم الحب والرفض.
حتى الطعام الذي نختاره لنأكله ينطلق من هذا الشعور بالحب أو عدم الحب، خاصة وأن كلمة (أحب) معناها أنني (أريد) و(لا أحب) معناها (لا أريد) وحتى كل أعمالنا التي نختارها ونمارسها طوال حياتنا من المؤكد أنها تنطلق من هذا الشعور بالحب أو عدم الحب. وكذلك وهو الأهم هنا، أن كل طموحاتنا وكل ما نطمح إليه ونتمناه إنما ينطلق ودائماً وباستمرار من هذا الشعور القوي فينا أو هذه المشاعر القوية فينا، ألا وهي مشاعر الحب، أي الإرادة والطموح والتمنيات والممارسات وكل ما نفعله في حياتنا أو نريد أن نفعله، سواء كنا نستطيع أو لا نستطيع، كل ذلك ينطلق من هذا الشعور أو المشاعر (الحب) والإرادة والتمنيات وممارسات كل أعمالنا وشؤوننا، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن كل حب فيه احترام وكل احترام فيه حب ودائماً وباستمرار!.