الحرف واللون.. رواية “رقصة حواء والمطر” ومعرض “بصمات”
أمينة عباس
احتفى غاليري زوايا مؤخراً بتوقيع رواية “رقصة حواء والمطر” للكاتبة دعاء بطيخ، وترافق ذلك مع افتتاح معرض “بصمات” للكاتبة نفسها والتي بيّنت في تصريحها لـ “البعث” أن القاسم المشترك بين الرواية والمعرض هو القاسم المشترك بين الحرف واللون، حيث يمكن أن يخطّ الكاتب حرفاً فيلهمه أن يترجمه بصورة تشكيلية على لوحة بيضاء، وهو إن كان فناناً تشكيلياً سيمتلك صفة تزيده بريقاً وعمقاً وشعوراً، مشيرة إلى أن المعرض تناول بـ 12 لوحة قصص اليدين ولغة الإشارة التي يتفاعل بها الصم والبكم مع المحيط دون الحاجة لنطق كلمة واحدة وهي لغة التواصل المشتركة بين أرجاء العالم.
وعن روايتها الأولى “رقصة حواء والمطر”، تقول: الرواية الأولى تشبه شعور الأم بانتظار مولودها الأول بكل ما يحمله هذا الانتظار من شوق ولهفة، وقد بدأت الولادة بخطّ حروف أولى، بدايتها كانت صادقة ومفعمة بالشعور والإلهام على مدى وقت طويل ليتمّ إنجاز هذا العمل الأدبي، والكاتب بعد عمله الأول يصبح أمام مسؤولية كبيرة للعمل القادم ليكون أكثر إبداعاً وغنى وتطوراً، مع الحفاظ على أسلوب الحرف الخاص به، منوهة بأن هاجسها حين كتابة روايتها كان هاجس الإلهام الذي يولد في لحظة لا تشبه الأخرى لأن لحواس الكاتب شعوراً مضاعفاً عن الآخرين، وله كينونته الخاصة به بانفعالاته وشعوره وإدراكه وتعمّقه في تفاصيل تحيط به قد لا يدرك وجودها أحد، وهي تفعل ذلك دون تحيّز للشكل أو المضمون، وبرأيها لا يمكن الفصل بينهما لأنهما حجران صلبان ترتكز عليهما كل أعمدة التكوين لبناء عمل أدبي أو فني سليم يمتلك خصوصيته، موضحة أن “رقصة حواء والمطر” ليست حكاية ولا سيرة ذاتية فحسب وإنما هي ما يأتي بعد الحكاية، فالعمل الأدبي برأيها يمرّ بصراعات وتقلبات كثيرة لينضج ويختمر بالفكر والحبكة وطريقة السرد.
عاطفة جياشة قاربت روح الشعر
وأشار الناقد عبد الله الشاهر في قراءته للرواية إلى أن الخط الرئيسي لها هو الحب بكلّ حالاته ومفاعيله، مبيناً أن الروائية أعادتنا إلى زمن فن الرسائل والمراسلات، وذكّرتنا بمي زيادة وجبران خليل جبران، ونابليون بونابرت وجوزفين من خلال شخصيتها الشفافة والرقيقة وفهمها للودّ وتوظيفاته، وهذا مؤشر على الحسّ المرهف والجمالية العالية التي شكلت بها خط سير روايتها بلغة صادرة عن عاطفة جياشة قاربت روحَ الشعر في الكثير من سردياتها الإبداعية المتخيلة، حيث شخصيات الرواية جميعها أقرب إلى الافتراضية منها إلى الواقع، حيث لم يلمح وضوحاً للزمان وللمكان، موضحاً أن أسلوب الذكريات جاء في البناء السردي موفقاً إلى حدّ كبير، خاصة وأنها الأقرب إلى حالة البوح بخفايا الذات والحالات الإنسانية، ليؤكد في نهاية قراءته أن الرواية وطنية تفصح فيها الكاتبة عن ذلك من خلال الفصل الأخير الذي تدعو فيه إلى الحب من أجل الوطن.