باتروشيف: واشنطن تسعى لعسكرة ثابتة في آسيا.. وإجراءاتها حول تايوان غير مسؤولة
البعث – وكالات:
هاجم سكرتير مجلس الأمن الروسي اليوم نيكولاي باتروشيف سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها القائمة على مبادئ الأحادية القطبية وحكم القوي وهيمنة ما تسمى القيم الغربية التي تحتكرها أمريكا، وحذر من سعي الناتو للتوسع الجيوسياسي في آسيا من باب أنه الراعي والحامي الوحيد للشعوب الآسيوية، كما جدد إدانة موسكو للإجراءات الأمريكية لإثارة التوتر حول ملف تايوان، معتبراً إياها غير مسؤولة وشبيهة بسياسات واشنطن تجاه أوكرانيا.
وقال باتروشيف خلال المشاورات التي أجراها ممثلون رفيعو المستوى من روسيا والدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا “آسيان”، عقدت عبر الفيديو: إن “الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية تقدم نفسها على أنها الحامي الوحيد الممكن لشعوب آسيا، من أجل التستر على خططها المغامرة في هذه المنطقة من العالم”، مضيفاً: إن “الدليل على رغبة الغرب في التوسع الجيوسياسي في آسيا كان في قمة الناتو بمدريد يومي الـ28 والـ30 من حزيران الماضي، حيث أقرت مفهوماً استراتيجياً جديداً للحلف ينصّ على إدراج منطقة آسيا والمحيط الهادئ تحت مسؤولية الناتو”.
وأوضح باتروشيف، أن هناك الآن بالفعل عسكرة ثابتة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وزيادة في الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي واليابان في المياه الإقليمية بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، لافتاً إلى أنه “من أجل التستر على خططهم المغامرة تقدم واشنطن وأقمارها الصناعية نفسها على أنها الراعي والحامي الوحيد الممكن للشعوب الآسيوية.. وخلف هذه الشاشة يواصل الأمريكيون تصعيد التوتر وضخ الأسلحة والوحدات وترتيب استفزازات في المنطقة، إضافة إلى أن النشاط الأمريكي في نشر أنظمة الدفاع الصاروخي فيها يشكل خطراً خاصاً على الاستقرار الاستراتيجي”. وأضاف باتروشيف: “نحن نعتبر الإجراءات الأمريكية لإثارة التوتر حول ملف تايوان غير مسؤولة على الإطلاق فالأمريكيون ينتهجون السياسة نفسها تجاه الجزيرة تماماً مثل أوكرانيا، ومهمتهم هي اتهام الصين بالقيام بمحاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن والتدخل لاحقاً بفرض الحظر والعقوبات ضد بكين”.
وأشار باتروشيف، إلى أن الولايات المتحدة قد تتخلف عن سداد ديونها العامة حيث تجاوز الدين القومي لها 30 تريليون دولار، فيما وصل دين اليابان لما يقرب من 10 تريليونات دولار، مبيناً أنه “مع الأخذ في الاعتبار هذه الديناميات هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن هذين البلدين سيواجهان في المستقبل المنظور مشاكل في إيفاء هذا الدين”.
ولفت باتروشيف، إلى أن السبب الرئيسي للقفزة في أسعار المواد الغذائية والطاقة هو مطبعة النقود العاملة في الولايات المتحدة وأوروبا، موضحاً أنه أثناء وباء كورونا حدث أكبر ضخ للأموال منذ 40 عاماً حيث طبعت الولايات المتحدة 5.9 تريليونات دولار، ولكن الغربيين ينقلون العبء بشكل مثير للسخرية إلى الدول النامية.
من جهة ثانية، أكد باتروشيف أن حجم التهديدات الإرهابية لدول جنوب شرق آسيا آخذ في الازدياد حيث يستمر مسلحو المنظمات الإرهابية الدولية العاملة في الشرق الأوسط في العودة إلى هناك، مشدداً على أن روسيا تهتم بتعزيز آليات الأمن الجماعي في المنطقة وإقامة صيغ عادلة وديمقراطية حقيقية للتعاون بين الدول.