“نجوم وأضواء” أمسية أعادت أجمل الذكريات
ملده شويكاني
“تذكرة ذهاب بلا عودة” الأغنية الشهيرة لفرقة “البوني إم”، التي حققت شهرة كبيرة في الثمانينيات لكلماتها التي تسرد قصة حزينة وللتمازج الموسيقي الإيقاعي والوتري بألحانها، ولتكرار المقطع الأساسي “تذكرة ذهاب بلا عودة، إلى الحزن والأسى” ثم “صوت حركة القطار على القضبان، يعلن السفر بعيداً بلا عودة” كانت بأصوات كورال غاردينيا مع مجموعة من الموسيقيين للنحاسيات والوتريات مع الغيتار، إضافة إلى الدور الكبير للبيانو – العازفة راما نصري – وللإيقاعيات الغربية التي كانت اللحن الأساسي بمشاركة العازف سيمون مريش، بقيادة المايسترو غادة حرب على مسرح الأوبرا في أمسية “نجوم وأضواء” بحضور الإعلامية القديرة منى كردي التي قدمت البرنامج على شاشة التلفزيون العربي السوري طيلة سنوات، وشغل الناس في مرحلة الثمانينيات لتقديمه أشهر الأغنيات والفرق الأجنبية، لتعيد الأمسية أجمل الذكريات للجمهور الشغوف بهذه المرحلة.
تميزت الأمسية بجمالية الموسيقا المبنية على الإيقاعيات والنحاسيات والبيانو، وقد وظّفت المايسترو حرب تقنيات الغناء الكلاسيكي للكورال باللغة الإنكليزية السريعة المتوافقة مع النمط اللحني مع التوزيع الموسيقي الأوركسترالي الذي قامت به سفانا بقلة.
وتأتي هذه الأمسية كنوع من التكريم للإعلامية منى كردي لدورها بنشر الفنّ الراقي، فحفلت بمجموعة من الأغنيات المنوّعة من حلقات البرنامج بأداء غنائي وتعبيري راقص بحركات بسيطة مستمدة من روح الحركات الأساسية للأغنيات صممها معتز ملاطية لي، إضافة إلى جمالية الإضاءة والغرافيك.
وبعد الافتتاحية التي كانت شارة برنامج نجوم وأضواء من تأليف إلياس رحباني، غنى الكورال أغنيات عدة، منها أغنية “ملكة الرقص” لفرقة الآبا الشهيرة، وقد شاركت هبة فاهمة سافانا بقلة بتوزيعها، وبدأت بنمط هادئ “يمكنك الرقص، يمكنك التمايل، لتصل إلى المقطع الجميل” أيتها الملكة الراقصة اشعري بدفء الإيقاع القادم من ذاك الدفء.
أما الأغنية الأكثر تفاعلاً فكانت “الأب الهادئ” لفرقة البوني إم، وبدا فيها دور الإيقاعيات والنحاسيات أكبر بتكرار المقطع الأساسي “ماذا عن الأب الهادئ”.
الفقرة المميزة كانت بأغنية لجاكسون 5، إذ أخذت خلالها سفانا بقلة دور الصوليست برقصة إفرادية تعبيرية مع الحركات الجماعية، فاستحوذت على إعجاب الجمهور.
وشغلت أغنية ” كوباكابانا” لباري مانيلو حيزاً من الأمسية لجمالية موسيقاها المرتفعة والانتقالات الصوتية والفواصل الإيقاعية مع التأثيرات البصرية للغرافيك للوحة الأشجار المتمايلة.
تلتها ” أكثر من امرأة” لفرقة بيي غيس، شاركت بتوزيعها مع سافانا ياسمين محمد واتسمت بدور التأثيرات الإيقاعية مع الموسيقا الهادئة.
“راسبوتين”
الفاصل بالأمسية كان أغنية “راسبوتين” لفرقة “البوني أم “ذات الإيقاعات المتتالية بتكرار الجملة الغنائية والموسيقية فسردت الأغنية باختزال حكاية محبوب الملكة الروسية فوضعوا له السم بالنبيذ، لكنه لم يمت، واختتمت الأمسية مع مشاركة الجمهور بالتصفيق بأغنية “هل تريدون لفرقة الآبا.
التكريم تاج
الإعلامية القديرة منى كردي التي أغنت بمسيرتها تاريخ الإعلام السوري وتحاورت مع الرؤساء وكبار الشخصيات والأدباء، وكُرّمت سابقاً من قبل وزارة الثقافة في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- أجابت عن سؤال “البعث” عن خصوصية برنامج “نجوم وأضواء” الذي شغل جزءاً من مسيرتها الإعلامية الحافلة، فبدأت بشكر سورية التي تكرم مبدعيها في هذه المرحلة وهم على قيد الحياة، إذ جرت العادة في كثير من الدول الأخرى أن يتم تكريم المبدعين بعد وفاتهم، ولكن التكريم على قيد الحياة هو التاج.
الشغف بالإعلام
وتابعت: إن الشغف بالإعلام يدفع كل إعلامي لتقديم أفضل مالديه، وأنا أفتخر بلقاءاتي مع رؤساء الدول وشخصيات كبيرة، كما أفتخر أنني التقيت بالشاعر نزار قباني، لكن هذا البرنامج بالذات لاقى صدى كبيراً لدى الناس، لذلك توّج مسيرتي الإعلامية، والآن ربما لا يتذكرون ماذا قدمت يذكرون فقط هذا البرنامج وأنا فخورة لأننا استطعنا أن نوصل الإعلام من خلاله إلى كل بيت. وأعربت عن سعادتها بأن التكريم في دار الأوبرا أرقى مكان في الجمهورية العربية السورية.
وتحدثت مع الإعلاميين عن أهمية دور الإعلام بنقل صورة عن الفعاليات والأمسيات، فمن وظيفة الإعلام إلقاء الضوء على الأمور الجميلة التي يشارك بها الناس، وفي وقتنا الحالي الإعلام هو سلاح يمكن أن نحارب به كما يمكن أن يعمّ السلام من خلاله.
المايسترو غادة حرب نوّهت إلى برنامج “نجوم وأضواء” الذي بقي بالذاكرة، وأوضحت بأن رسالة كورال غاردينا نشر ثقافة السلام والمحبة والجمال، كونه يمثل جزءاً من قدرات المرأة السورية المعطاءة.