الصين تلغي 23 قرضاً لـ17 دولة أفريقية
هيفاء علي
ألغت الصين سداد 23 قرضاً بدون فوائد لـ17 دولة أفريقية بعد أن ألغت في وقت سابق 3.4 مليارات دولار، وأعادت هيكلة 15 مليار دولار من الديون من عام 2000 إلى عام 2019. وقد وعدت بكين بالمزيد من مشاريع البنية التحتية، وقدمت اتفاقيات تجارية مواتية تحقق المكاسب للجميع.
لدى بكين تاريخ متكرّر من التنازل عن قروض كهذه، في حين ضاعفت الحكومات الغربية اتهامات لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية مفادها أن الصين تستخدم “دبلوماسية فخ الديون” في القسم الجنوبي من العالم، في الوقت الذي حوّلت الولايات المتحدة أفريقيا إلى ساحة معركة في حربها الباردة الجديدة ضد الصين وروسيا، كما سلّحت واشنطن المزاعم المشبوهة بـ”أفخاخ الديون” الصينية في محاولة لشيطنة بكين، بسبب مشاريع البنية التحتية الضخمة في القارة السمراء.
في السياق، عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماعاً مع قادة من مختلف الدول الأفريقية، والاتحاد الأفريقي في 18 آب الجاري، وقد أدان وانغ “عقلية الحرب الباردة الصفرية” للغرب، مقترحاً نموذجاً قائماً على تعاون أصحاب المصلحة المتعدّدين مع أفريقيا بما يحقق نتائج مربحة للجانبين لجميع الأطراف.
وأضاف الوزير الصيني أن ما ترحب به أفريقيا هو تعاون متبادل المنفعة من أجل تحقيق رفاهية أكبر للشعوب، وليس التنافس بين الدول الكبرى لتحقيق مكاسب جيوسياسية، كاشفاً النقاب عن عزم بكين على دعم الاتحاد الأفريقي في جهوده للانضمام إلى مجموعة العشرين، إضافة إلى أن الصين ستتنازل عن 23 قرضاً بدون فوائد لـ17 دولة أفريقية كانت مستحقة بحلول نهاية عام 2021. وشدّد الوزير الصيني على التزام بكين بتعزيز التجارة مع أفريقيا، وقد توصلت إلى اتفاقيات مع 12 دولة في القارة لإزالة الرسوم الجمركية على 98٪ من المنتجات التي تصدّرها إلى الصين، وبالتالي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الأفريقية. زيادة على ذلك، ستواصل بكين تقديم المساعدات الغذائية والاقتصادية والعسكرية لأفريقيا، مع تقديم المساعدة في مكافحة فيروس كورونا، وتأكيداً على أهمية “التعاون الإنمائي”، عرضت الصين استثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية باعتبارها دفعة قوية لعملية التصنيع في أفريقيا، حيث تلعب أفريقيا دوراً مهماً في مبادرة “الحزام والطريق” في بكين، وهي مشروع بنية تحتية عالمي يهدف إلى ربط البلدان في جنوب الكرة الأرضية، وتحويل مركز الاقتصاد العالمي إلى الشرق، بحسب الوزير الصيني الذي أضاف أنه في مواجهة الأشكال المختلفة لممارسات الهيمنة والتخويف، وقفت الصين وأفريقيا معاً، داعياً إلى حماية العدالة والعدالة الدولية.
في غضون ذلك، يزور دبلوماسيون أمريكيون أفريقيا ويضغطون عليها لقطع العلاقات مع الصين وروسيا، حيث زارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أوغندا وغانا خلال الأسبوع الأول من آب الجاري، وهدّدت القارة بأنها تنتهك العقوبات الغربية ضد روسيا. بينما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بعد ذلك جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في الفترة من 7 إلى 11 آب كجزء من رحلة تهدف إلى إضعاف علاقات أفريقيا مع الصين وروسيا، مستخدماً سلاح “فخ الديون الصينية” كأحد أقوى أسلحة واشنطن في حربها الإعلامية ضد الصين.
ورداً على هذه الاتهامات الباطلة، أشارت شركة “ميلتيبولارستا” في تحليل للأزمة الاقتصادية في سريلانكا إلى أن الحكومات الغربية والمؤسّسات المالية والبنوك والصناديق الانتهازية مسؤولة عن الغالبية العظمى من الديون التي تقع بلدان الجنوب في فخها، فيما أقرّ باحثون من جامعة “جونز هوبكنز”، وكلية “هارفارد” للأعمال في “مجلة مؤسسة واشنطن أتلانتيك” أن “فخ الديون الصينية” هو أسطورة، وأن الرواية التي ترعاها الحكومة الأمريكية هي كذبة!.