هل نعرف المرأة حقاً؟!
أكرم شريم
لو كانت المرأة هي التي تحكم الشعوب في كلّ العالم، وكل المناصب الرئيسية تتولاها هي، وتحكم وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة.. لو كانت المرأة هذه الأمومة العظيمة والعزيزة تحكم الشعوب بهذه الطريقة، لما حدثت حروب كالحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ولما حدثت كلّ هذه الخلافات والصراعات بين الشعوب والتي تسير بالشعوب إلى الحرب العالمية الثالثة، فهل تقوم المرأة إذا كانت تحكم الشعوب بتشكيل جيش وقوة عسكرية وأسلحة متنوعة من المسدس والبارودة إلى القنبلة النووية، وخاصة حين تكون كلّ الشعوب تحكمها المرأة وليس فيها أي جيش أو قوة عسكرية أو أسلحة، فهل نعترف بهذه الحقيقة الكبرى في حياتها والتي هي الأكبر إذا جاز التعبير من كل الحقائق الأخرى في حياتها. فإذا حكمت المرأة فهل تقبل بكل ما تعيشه الشعوب من مشكلات وفساد؟؟ هل تقبل وهي التي تحكم بالفساد مثل دفع الرشاوى (والبراني والجواني) للحصول على ما لا يستحق أن يحصل عليه من يفعل ذلك، فهل تقبل المرأة أن يحدث ذلك وهي المسؤولة في كل المناصب من أصغرها إلى أكبرها، هل يمكن أن تقبل هذه الأمومة الأغلى والأعز على وجه الأرض، فهل يوجد أغلى وأعز من الماما في كل الدنيا، وفي كل مكان وزمان، خاصة وأننا جميعاً نعرف أنها هي التي تلدنا وتربينا وتحبنا وتسعى باستمرار لتحلّ كل مشكلاتنا وتقدم لنا كل ما نحتاج منذ اليوم الأول الذي نولد فيه، وماذا نقول وكيف نعدّد ما تفعله لنا منذ الولادة من الحب والنظافة والحرص الشديد على معرفة كل ما نحتاجه وتقوم بالتنفيذ وعلى الفور، وبكل حرص ومحبة وقناعة وسرعة وسيكون أسعد يوم في حياتها حين تسمع جنينها قد بدأ يتحدث وأول ما يقوله: ماما.. ما.. ماما.. وهي الماما الحلوة والمحبة والحريصة أشدّ الحرص على راحته وتلبية كل حاجاته من الرضاعة إلى كل شيء آخر، وهل يمكن أن ننسى حرصها الشديد عليه قبل أن يولد، أي قبل أن نولد، أي حين نكون في بطنها، في رحمها مدة تسعة أشهر، تسعة أشهر وهي تحرص علينا، وقبل أن تلد، ويشمل هذا الحرص كل حركة يتحركها لكي يبقى مرتاحاً في بطنها، وهكذا تكون النصيحة اليوم، أن بعد ماما لا أحد، وقبل ماما لا أحد في هذه الدنيا ودائماً وباستمرار!.