أنديتنا تدخل مرحلة اللعب التجاري والتعادلات أكبر دليل
ناصر النجار
لعل التعادل، خاصة السلبي منه، هو النتيجة الأسوأ في عالم كرة القدم. ولم يكن التعادل في كرة القدم سيد الأحكام، كما يقولون، بل هو سيىء الأحكام لأنه يجهز على الفريقين فتكون خسارتهما معاً، ولنعرف مقدار الخسارة بالتعادل فإن كل ثلاثة تعادلات تساوي خسارتين، وأي فريق إن أنهى مبارياته ببطولة الدوري بالتعادل دون خسارة أية مباراة فإن مصيره سيكون الهبوط لا محالة، لأنه بهذه الحالة يكون قد استنفد ثلثي النقاط، والثلث الأخير من النقاط لن ينجيه ولن يضعه بموقع جيد على سلم الترتيب، ورغم أن التعادل يعتبره خبراء الكرة في العالم مقيتاً، إلا أنهم لم يجدوا العلاج المناسب لإلغائه عبر سن بعض القوانين التي تمنع وقوع التعادل، وإنما عدلوا كثيراً بقوانين اللعبة ليتم تسريع اللعب، وتفعيل خاصية التسجيل وكأنهم تركوا حل الأمر للمدربين واللاعبين أنفسهم.
بيد أن بعض خبراء اللعبة اقترحوا أن تكون كرة القدم مثل غيرها من الألعاب لا تعادل فيها، وأنصار اللعب الهجومي اقترحوا على الاتحادات الكروية عدم منح الفريق الذي تنتهي مباراته بالتعادل السلبي أية نقطة كعقوبة للعقم الهجومي، وذلك في إطار تفعيل العمل الهجومي، وتطوير أساليب التسجيل وهز الشباك.
وإذا عكسنا هذه الفكرة على مباريات الكأس، والمباريات الودية التي جرت في الأسابيع القليلة الماضية، وجدنا أن سبع مباريات من أصل تسع أقيمت في كأس الجمهورية، بدءاً من دور ربع النهائي، انتهت إلى التعادل!
وفي كأس الصحفيين انتهت نصف المباريات إلى التعادل، وفريق الكرامة على سبيل المثال انتهت أربع مباريات لعبها من أصل ست إلى التعادل السلبي، وواحدة انتهت 2/2، وكذلك حال فريق الفتوة وأهلي حلب.
هذا الأمر يقودنا إلى مسألة مهمة متعلقة بالعقم الهجومي في الأندية الكبيرة، ما جعله مرضاً مزمناً، وقد يصبح عالة على كرة القدم، لأن الكرة بلا أهداف كرة مقيتة وغير جميلة، وعلاج هذا المرض سيبقى بأيدي مدربينا الذين عليهم البحث عن الحل وإلا ضاعت جهودهم، وذهبت كل تعاقداتهم وأحلامهم أدراج الرياح.