59.28 % من طلاب “الاقتصاد” و”الهندسة” يرون أن المؤسسات التعليمية غير قادرة على وضع رؤية لسوق العمل
دمشق – بشير فرزان
ناقشت إحدى الأوراق البحثية المقدمة في ورشة تنظيم سوق العمل في سورية التي أقيمت منذ فترة قريبة قضية “تمكين الشباب لموائمة سوق العمل في سورية.. وكلية الاقتصاد والهندسة نموذجاً”، والتي قدمتها المهندسة كوثر هرملاني والأستاذ الدكتور مجد صقور.
وبينت الورقة أنه لم يعد التدريب مرتبط بالعلوم والمعارف والتقنيات الحديثة فحسب، فقد أظهرت المرحلة السابقة وخاصة بعد كوفيد 19 فجوة كبيرة بين متطلبات سوق العمل والواقع الحالي لطالبي العمل في سورية، فنتيجة تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية برزت ظواهر جديدة كانعدام التوازن بين عارضي العمل والبطالة المتنامية، وبالتالي التباعد بين مخرجات التعليم وسوق العمل في الاقتصاد السوري.
وأشارت الورقة إلى أن 17.3% فقط من طالبي العمل يعتقدون أن المناهج التعليمية تساهم في تنمية المهارات المطلوبة لسوق العمل، و38.4% ترى أن المناهج التعليمية لا تساهم بتنمية مقدراتهم ومهاراتهم لسوق العمل، ونسبة 44.3% تعتقد أن مساهمة المناهج التعليمية جزئية في تنمية مقدراتهم.
ولفتت ورقة البحث إلى 73,42% من الخريجين قد خضعوا لدورات تدريبية في مجالات تدريبية متعددة ضمن التخصص والمهارات الإدارية والحاسب واللغة، واعتبرت ذلك مؤشر جيد يعكس إدراك الأفراد لأهمية بناء وتنمية القدرات للتأهيل لدخول سوق العمل، وأن 21% فقط ليس لديهم معرفة بالتخصصات المطلوبة لسوق العمل في مجال علوم الحاسب، و16.3% لا يملكون معرفة بالتخصصات المطلوبة في مجال الهندسة، و16.8 في مجال التسويق والمبيعات وباقي الخريجين يملكون معلومات عن التخصصات المطلوبة لسوق العمل المتغير بنسب متفاوتة.
وتضمنت الورقة أن نسبة 26.58% بينت تفضيلها للعمل الحر (العمل من المنزل) بسبب المرونة في العمل ومواكبة التطور التكنولوجي واختصار الجهد والوقت الضائع في التنقل، بينما أبدت نسبة 33.92% عدم رغبتها بالعمل الحر بسبب مميزات العمل الاعتيادي من حيث التواصل وغيرها وعدم امتلاكهم الخبرة بكيفية العمل الحر، و59.49% لا تجد مانعاً من العمل الحر حسب وضع وظروف العمل في حين ترى نسبة 59.28% أن مؤسساتنا التعليمية والتدريبية غير قادرة على وضع أهداف ورؤية لعام 2030 بما يخص سوق العمل، ونسبة 9.28 % فقط تعتقد أن مؤسساتنا التعليمية والتدريبية قادرة على وضع أهداف ورؤية لعام 2030 بما يخص سوق العمل.
وأوصت الورقة بالتوعية بمفهوم التنمية المستدامة وأهمية بناء وتنمية القدرات من خلال توفير مساقات تعليمية تشرح وظائف المستقبل في مرحلة عمرية مبكرة وعمل ندوات ونشاطات تعرفيه بالمهن قبل دخول الجامعة وإجراء تقييم عند دخول الجامعة يساعد على اختيار ما هو مناسب ومطلوب في سوق العمل.
ومن المقترحات التي جاءت عليها الورقة البحثية تنمية قدرات الشباب السوري لمواجهة التطور المتسارع في احتياجات سوق العمل ودعم خياراتهم المهنية من خلال برامج تدريبية مدروسة ومخططة وفق الرؤى الإستراتيجية لمتطلبات سوق العمل في سورية والعالم وتطوير مهارات العاملين وتنمية قدراتهم في القطاعات الخاصة والحكومية لموائمة المتطلبات المستقبلية للوظائف لدعم تطورهم الوظيفي ومواكبة متطلبات التحول الرقمي في مجال الموارد البشرية وإعادة تأهيل العاطلين عن العمل وخاصة الأفراد الذين فقدوا أعمالهم بسبب الحرب، وإتاحة فرصة التدريب والابتكار للجميع على حد سواء وبما يضمن رفع معدلات التنمية البشرية في كافة القطاعات الخاصة والعامة، والتوعية حول التخصصات التي يتطلبها سوق العمل وخاصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الصنعي، وبناء الثقة بقدرة المؤسسات التعليمية والتدريبية على مواكبة التطورات العلمية ووضع استراتيجيات وخطط متوافقة مع الواقع الحالي للشباب السوري وقابلة للتنفيذ والمتابعة والقياس.