اللمسة الحلبية واضحة في معالم الشهباء الأثرية
حلب – غالية خوجة
ناقش الباحث المغترب د. محمود زين العابدين خمسة محاور في محاضرته التي أقيمت في سوق الإنتاج بالتعاون بين جمعية أصدقاء قلعة حلب ونادي السيارات للسياحة ومجموعة رحى للمدن القديمة والأمانة السورية للتنمية، وابتدأ المحاضر بلمحة تأريخية عن حلب ونسيجها العمراني، عابراً إلى قلعة حلب وعناصرها المعمارية، واصلاً إلى نماذج مختارة تقع ضمن محيط القلعة، معرجاً على المشروعات التوثيقية وترميمية مختارة، وأخيراً توظيف المبنى الأثري ثقافياً وسياحياً.
ومن أهم النقاط التي لفت إليها أن أهمية حلب استثنائية لعدة أسباب، منها أن قلعة حلب تقع في مركز المدينة وتشرف عليها، بينما قلاع العالم تقع خارج المدن، ومنها أسباب دينية بدءاً من معبد جدد كون حلب كانت وعبْر التأريخ القديم مركزاً أكروبولياً، عبوراً بالجامع الأموي الكبير كمعلم فريد، إضافة إلى الأسباب الفنية المعمارية التي تظهر فيها اللمسات الحلبية الخاصة مثل بناء المآذن عبْر العصور مثل الأموي، الزنكي، الأيوبي، العثماني، ملفتاً إلى شكل المئذنة الذي يختلف بين سلجوقية ومملوكية، مؤكداً أن جامع البهرمية من أجمل الجوامع وهو متأثر بمحراب مدرسة الفردوس، إضافة إلى حضور هذه اللمسة الحلبية المعمارية في العديد من المباني وبيئتها التخطيطية مثل المدارس كالخسروية والسلطانية وخان الشونة، وسوق الحرف التقليدية، وحمام يلبُغا، وجامع الحموي، ودار أبو الهدى الصيادي، وغيرها مثل التكايا والمناطق السكنية والأزقة الضيقة والبيوت المتلاصقة، وما نلمسه في بعض التفاصيل، أيضاً، ومنها “سقاطات الأبواب”، النوافذ، وأبواب حلب الكبيرة المتمتعة، غالباً، بصفة الدفاعية الواضحة مثل باب قنسرين.
وتابع: ومنها أسباب تجارية كون أسواقها القديمة لاسيما المسقوفة التي تعتبر بالطريقة المعاصرة “مولاً” أو “بازاراً كبيراً”، كما أن عملية الترميم تعيد للمكان ذاكرته وأن عملية التنظيف تحتاج إلى استدامة، مقترحاً عدة توصيات شخصية، منها إعادة القطار الكهربائي لمدينة حلب، وإيجاد حلول مرورية، وإنشاء مسارات سياحية والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة للتعريف بالقلعة والآثار القديمة، واستبعاد الحفلات عن القلعة ونقلها إلى محيطها مثلاً، وابتكار المناسب للاستثمار السياحي والثقافي، مؤكداً على النقلة النوعية لمرسوم السيد الرئيس بشار الأسد وما ينجزه للمقيمين والمغتربين الذين سيعودون.
واختتم متسائلاً: لماذا لا يجعل الكادر التدريسي من القلعة مصدراً للعمل على أبحاث الطلاب ومنهم طلاب الآثار؟
وأضافت المداخلات العديد من الآراء، منها عدم إحراق الأعشاب في محيط القلعة لتأثيرها السلبي على أهم معلم أثري، إضافة إلى ضرورة إزالة آثار وسائل التكييف من قاعة العرش، وضرورة تغريم من يشوّه جدران وأسوار الآثار بالكتابة والخربشة والتخريب والتلوث ورمي الأوساخ.
وعلق البعض بأن القلعة ومحيطها لا تحتاج إلى حركة مرور نفقية تحت الأرض لأنها ستؤثر على بنيتها ومحيطها سلباً، كما أن جهاز الدخان الضبابي المقترح وضعه في حمام القلعة الأثري وغيره سيؤثر سلباً على حجارة القلعة أو المعلم الأثري، تماماً، كأنفاس الزوار.