رياضةصحيفة البعث

المنتخبات الوطنية تحت مطرقة النقد وسندان الواقع

ناصر النجار

الحسابات الكروية على مواقع التواصل التي تُعنى بشؤون المنتخبات الوطنية صارت نوعين، حسابٌ يقدّمه خبراء كرة القدم، وحسابٌ آخر نشاهده على صفحات الفيس بوك.

أغلب هذه الصفحات عاطفية تحبّ أن ترى منتخباتنا بأحلى صورة وأجمل أداء، مكتسية بثوب الانتصارات، ومن هذا المبدأ نجد أن الجمهور يتألم ويعاتب ويلوم كرمى منتخباتنا التي تمثله ويحبّ أن يراها بصورة المنافس القويّ دائماً.

لكن للأسف نجد أن بعض هذه الصفحات مأجورة، غايتها دوماً إفشال العمل الكرويّ واتهام كوادرنا القائمة على عملها بعدم الخبرة والمعرفة وغير ذلك، وما يتمّ تقييمه في هذه الصفحات لا يستند إلى أيّ معرفة واطلاع، إنما في سبيل دواعٍ شخصية، وقد يكون لتصفية حسابات ضيّقة لا أكثر ولا أقل!.

ولا نعفي بعض المدرّبين والإداريين ومن في حكمهم العاطلين عن العمل من أن يكونوا على الشاكلة هذه، أو وراء بعض الصفحات بسبب منافع شخصية أو مكائد يريدون نصبها لغيرهم.

المنتخبات الوطنية الثلاثة اليوم تخضعُ لهذه الحسابات، وكم نجد من المحلّلين والمراقبين الذين أدلوا دلوهم في هذا الموضوع دون أي تقييم علمي أو معرفة بالأسباب والمسبّبات أو إيجاد الأعذار، لأن خوضهم في المنتخبات بُني على الحسابات الشخصية الضيّقة.

ولنتابع الآن بشيء من التوضيح مسيرة المنتخب الأول، فقد تمّ مهاجمة المدرّبين فجر إبراهيم وأيمن الحكيم ونزار محروس وأنس مخلوف وحسين عفش ومهند الفقير ورأفت محمد ومروان خوري، وكلّ المدربين العرب والأجانب الذين مروا على كرتنا، واليوم نجد أن حسام السيد يلقى المصير نفسه، ومهما فعل المدرّب من جهد وقدّم من عمل فإنه لن يرضي الجميع، وسنجد من يترصد له بحق وبغير حق لنصل إلى مفهوم إرضاء الناس غاية لا تُدرك، لأننا لن نستطيع التعاقد مع مدرّب يرضي كلّ الأذواق ويكون مقبولاً من كلّ الناس، خاصة وأن كلّ رياضي يحبّ أن يكون المدرّب من مقربيه أو ناديه أو محافظته، والكلام نفسه ينطبق على باقي كوادر المنتخبات الوطنية الأخرى (أولمبي، شباب، ناشئين، أشبال).

والكلامُ الفصل هنا يجب أن يكون عند اتحاد كرة القدم ليوضح بين ما هو موجب وسالب، وليطلع الجميع على طبيعة عمله ومنهجه وأسباب اختياره لهذه الكوادر، ومبرراته في ذلك.

قضية المنتخبات وأسماء الكوادر الكروية قد تكون جزءاً أساسياً من الآمال والتطلعات، لكن هناك أموراً كثيرة أخرى يجب النظر إليها بعين الحقيقة وصولاً إلى منتخبات قادرة على التمثيل المشرّف وتحقيق النتائج المطلوبة، ويمكن في المنطق الكروي أن نعترف أن للمدرّب تأثيراً على المنتخب وهامشاً جيداً يمكن أن يضيفه، لكنه لا يملك العصا السحرية لصناعة منتخباً قوياً ومنافساً بين ليلة وضحاها، وهذه المهمّة مشتركة، تبدأ من النادي إلى اتحاد كرة القدم لنصل إلى الحلقة الأخيرة بالمدرّب الأفضل.