نبض رياضي.. رحيل زيني ودروس المستقبل
البعث الأسبوعية -مؤيد البش
نزل خبر وفاة رئيس نادي تشرين طارق زيني إثر حادث سير يوم الخميس الماضي كالصاعقة على الشارع الرياضي، خصوصاً أن الراحل كان طريقه من اللاذقية إلى دمشق لحضور مباراة فريقه أمام الفتوة في افتتاح الدوري الممتاز بصفة مشجع بعد أن كان معاقباً ومحروماً عن الحضور بصفته الرسمية.
الرحيل المفجع لزيني (40 عاماً) كان له تأثيره على الكبير على نفوس كل الرياضيين حيث تداعت مختلف الأندية والاتحادات لتقديم واجب العزاء، كما أجل اتحاد الكرة مباريات الجولة الأولى للدوري الممتاز وربما يؤجل أول مباراتين لتشرين في الدوري حتى إشعار أخر، كما تم إصدار عفو شامل عن كل العقوبات على الكوادر الكروية إكراماً لروح الفقيد.
المتابع لكمية التفاعل والحزن على رحيل زيني والتعاطف مع نادي تشرين وعائلة الفقيد يدرك أن كل الخلافات والشوائب التي ظهرت خلال السنوات الماضية بين جماهير مختلف الأندية هي أمور عارضة يمكن تجاوزها بقليل من الحكمة والمعالجة المنطقية.
رئيس نادي تشرين الراحل ترك خلفه إرثاً كبيراً من الإنجازات التي تحققت من رحم معاناة مادية تحمل كاهلها لوحده دون وجود شركات راعية أو داعمين، واستطاع بإخلاص قل نظيره أن يؤمن كل ما يحتاجه فريق الكرة ليحقق ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري، وأن يضع فريقي السلة للرجال والسيدات ضمن لائحة الكبار.
هذه التركة ستجعل تعويض زيني في إدارة نادي تشرين أمراً غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، ومرحلة ما بعده ستكون بحاجة لتكاتف كل محبي البحارة من إداريين وخبرات وداعمين فالمطلوب كثير لإنقاذ النادي من خسارة كل ما تم بناءه في السنوات الماضية.
رحيل زيني رسخ فكرة أن رياضتنا قائمة على أشخاص وليست مؤسساتية بالمطلق فكل كوادر نادي تشرين أكدت أن رئيس النادي كان يبيع مقتنياته الشخصية حتى يؤمن للفرق احتياجاتها ويمنحها الاستقرار المالي الذي يعد الشرط الأساس للوصول للإنجازات والبطولات.
عموماً ومع كل التقدير لما قام به الاتحاد الرياضي والأندية والاتحادات من مجالس عزاء ورثاء للراحل زيني إلا أن المطلوب ليس التعاطف المعنوي فقط، بل يجب أن يكون رحيله بمثابة تأكيداً على أن الرياضة تجمع ولا تفرق وملاعبها وصالاتها للتنافس الشريف البعيد عن التعصب، كما أن دعم عائلة الراحل مادياً من المفترض أن يتحول لأمر واقع لا يقبل التأجيل أو التسويف.