مع التأخير بإصدار تسعيرة التفاح.. التجار متأهبون “لأكل البيضة والتقشيرة”!
السويداء – رفعت الديك
بدأت مخاوف المزارعين تتصاعد مع بدء موسم قطاف التفاح في محافظة السويداء، وأبرز تلك المخاوف الأسعار، والتي غالباً ما تكون متدنية.
هذا ما أجمع عليه فلاحو المحافظة أصحاب مشاريع التفاح بعد أن تكبدوا عناء وتكاليف الفلاحة والتقليم والرش والقطاف مقابل سعر زهيد للمادة، فمعاناتهم مع الإجراءات الحكومية متكررة – كما أشار عدد من المزارعين لـ “البعث” – ووعودهم بإيجاد أسواق خارجية لتصريف المنتج ما زالت “خلبية”، وغالباً ما تتركهم فريسة للتجار والسماسرة الذين “يأكلون البيضة والتقشيرة” من الموسم، علماً أن زراعة التفاح تعتبر الدخل الرئيسي لمعظم أبناء المحافظة وعليها يبنون الكثير من آمالهم، إلا أن عدم الجدية في التعامل مع هذا المنتج حرم هذه الغالبية من توفير مصدر دخل مهمّ، لتذهب معظم مبيعاتهم كتعويض لتكاليف الإنتاج، ويبقى المزارع مجرد “مرابع” عند التّجار، وكان حرياً وفق مطالبهم بحاضنتهم الأساسية، وزارة الزراعة، الإسراع بإصدار تسعيرة التفاح، كونها تعدّ المؤشر الذي يستطيع من خلاله الفلاحون بيع منتجهم للتجار الذي لهم النصيب الأكبر من الإنتاج، ما يقطع عليهم طريق الابتزاز، فالتأخر بإصدار التسعيرة، يُعطي التجار حقاً لا شرعياً لوضع التسعيرة التي تناسبهم، والمجحفة بحق المزارعين، ولاسيما في ظل عجز السورية للتجارة عن استجرار كامل إنتاج المحافظة من التفاح، والتي لا يتجاوز سقف استجرارها في حده الأعلى الألف طن، وليبقى ٥٨ ألف طن، في غياهب المجهول التسويقي، مطالبين الجهات المعنية الإسراع باتخاذ قرار ينصفهم ويخفّف قدر الإمكان من خسائرهم، ولكن ورغم الوعود الكثيرة بأنه سيتمّ إبرام عقود تصدير التفاح إلى الخارج ولكن “على الوعد يا كمون”!!.
وبيّن المزارعون أن التقصير المتراكم في معالجة ملف تسويق التفاح جعل من كافة الحلول الإسعافية ذات أثر قليل مقارنة مع أهمية هذه الزراعة لأبناء المحافظة، لما توفره من مصدر دخل مهمّ وفرص عمل، ويبقى المطلوب اليوم الإسراع بتأمين أسواق تصدير خارجية، وزيادة ساعة التغذية الكهربائية خلال فترة التخزين، وهذا ما يحمي الفلاح من الابتزاز ويشعره بأن هناك جهات عامة مازالت تفكر فيه، وفق تصريحات المزارعين.
وكانت اللجنة الزراعية في المحافظة قد حدّدت التسعيرة التأشيرية بـ1800 ليرة لكيلو التفاح الأحمر الممتاز و1700 للتفاح الأصفر الموشح ذي التصنيف الأول و1600 للتفاح الأحمر من النوع الثاني و1500 ليرة لكيلو التفاح الأصفر من النوع الثاني، مع تحديد سعر 1200 لكيلو التفاح الأحمر من النوع الثالث و1100 للأصفر من النوع الثالث. هذه الأسعار وفق مدير زراعة السويداء أيهم حامد تغطي تكاليف الإنتاج وتؤمّن هامش ربح مقبولاً، ولكن وفق التسريبات القادمة من مواقع القرار فإن السورية للتجارة لن تعتمد هذه الأسعار وستقوم بتخفيضها، أي أنها ستقوم بامتصاص أي ربح يتوقعه المزارع، وتفسح المجال للتجار بتوجيه الضربة القاضية إلى ما تبقى من أمل لديهم.
مدير السورية للتجارة ربيع غانم أكد استعداد الفرع لاستقبال موسم التفاح حسب الطاقة الاستيعابية والتي تصل في وحدات التخزين إلى ٢٥٠٠ طن بانتظار صدور الأسعار والخطة التسويقية من قبل الإدارة، علماً أن الفرع استجر العام الماضي ١١٢٥ طناً، وفق غانم، الذي بيّن أن لتدخل السورية للتجارة أثراً معنوياً في تحديد الأسعار وضبط حركة شراء التفاح من قبل التجار الذين ترنو عيونهم للأسواق الخارجية.
بدوره بيّن رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس أن عمليات قطاف للتفاح تبدأ تدريجياً خلال الأيام القليلة القادمة، لافتاً إلى وجود أكثر من 500 وحدة تخزين وتبريد سعتها بين 50 و60 ألف طن، ويتم تخزين التفاح فيها على مدار عدة أشهر وتسويقه ضمن الأسواق المحلية والخارجية. ودعا أبو راس إلى ضرورة العمل لفتح أسواق خارجية جديدة لتصريف المنتج كون القوة الشرائية في السوق الداخلية لا تسمح باستيعاب كامل الإنتاج على مستوى سورية ومنها السويداء، مؤكداً ضرورة تأمين الكهرباء بشكل مستمر لوحدات التخزين للحفاظ على جودة المنتج وخاصة خلال المرحلة الأولى لعملية التخزين.