إضراب شامل في جنين تنديداً بجرائم الاحتلال
البعث – وكالات:
عمّ إضراب شامل اليوم مدينة جنين بالضفة الغربية احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين، وشمل جميع مناحي الحياة، وجاء الإضراب على خلفية استشهاد فلسطيني فجراً متأثراً بإصابة سابقة، كما كثف الاحتلال اقتحاماته واعتقالاته في مدن الضفة، بينما استولى مستوطنون إسرائيليون على أراضٍ زراعية في نابلس وجرّفوا أخرى في الخليل.
ففي جنين، استشهد الفلسطيني حمد أبو جلدة (24 عاماً)، متأثراً بإصابته خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة قبل عدة أيام، وخلال تشييعه انطلقت مظاهرة حاشدة في المدينة وردّد الفلسطينيون هتافاتٍ تندّد بجرائم الاحتلال.
جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال بلدتي عورتا وبيتا جنوب نابلس، ومنطقة ديوك التحتا في أريحا، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين، كما اعتقلت فتاة فلسطينية على أحد حواجزها شمال غرب القدس.
وفي مدينة بيت لحم، اعتقلت شاباً فلسطينياً أثناء مروره قرب أحد حواجزها في منطقة النشاش في بلدة بيت فجار جنوب المدينة.
من جانبهم، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة يطا جنوب مدينة الخليل، وجرّفوا مساحاتٍ من أراضيها.
وأفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور، بأن مستوطنين اقتحموا منطقة أم الرظف شرق البلدة، وقاموا بتجريف مساحات من الأراضي بهدف توسيع مستوطنة مقامة في المنطقة.
وفي سياق متصل، استولى مستوطنون على مساحاتٍ من أراضي بلدة قصرة جنوب مدينة نابلس.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن المستوطنين استولوا على مساحات من أراضي جبل الخارجي جنوب شرق قصرة، وأحاطوها بالأسلاك الشائكة، وبدؤوا بإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
ولفت دغلس، إلى أن قوات الاحتلال قامت قبل فترة بأعمال تجريف وشق طرق استيطانية في المنطقة، بهدف ربطها مع مستوطنة مقامة على مدخل البلدة.
وفي القدس المحتلة، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وفي منطقة باب الرحمة، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
في الأثناء، اقتحم مستوطنون الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حاتم البكري في بيان، اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال للحرم، وإقامة طقوس استفزازية في باحاته.
وأوضح البكري، أن محاولات الاحتلال المتواصلة للاستيلاء على الحرم خطوة خطوة، بعد أن استولت على أغلبيته والتحكم به، يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية، مطالباً المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها اليونسكو، بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحدث في مدينة القدس المحتلة والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
إلى ذلك، استنكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة التي ينفذها بحق الفلسطينيين، بما فيها الإعدامات الميدانية وسياسة العقاب الجماعي وعمليات الاعتقال التي ترافقها انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم.
وأشارت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومركز معلومات وادي حلوة في القدس المحتلة في بيان، إلى أن عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال بلغ نحو 4650 أسيراً حتى نهاية شهر آب الماضي من بينهم 32 أسيرة ونحو 180 قاصراً.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن أعلى نسبة اعتقالات خلال آب كانت في القدس، حيث بلغت 148 حالة، من بينها 30 طفلاً وقاصراً و7 نساء تليها الخليل بـ118 حالة وبيت لحم بـ96 حالة اعتقال.
وبيّنت مؤسسات الأسرى، أن سياسات العقوبات الجماعية التي ينتهجها الاحتلال لم تتوقف على إعادة اعتقال الأسرى المحررين وإغلاق المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، بل تعدّتها لتشمل أيضاً إغلاق القرى والمدن الفلسطينية، كما يحصل في بلدة سلواد التي تصاعدت انتهاكات الاحتلال بحقها منذ نحو شهرين حتى الآن بشكل لافت.
من جانبهم، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة بمدينة نابلس، دعماً للأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، الذي ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عنه، رغم تدهور صحته الشديد.
ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها القوى الوطنية الفلسطينية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نابلس، صوراً للأسير أبو حميد والأسرى المرضى، ولافتاتٍ تطالب بضرورة تحرّك المجتمع الدولي الفوري للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته للقوانين والقرارات الدولية، والإفراج الفوري عن أبو حميد وجميع الأسرى.