وكالة الطاقة الذرية تتجنّب الاعتراف.. وروسيا تتريث بالرد
تقرير إخباري:
بتأنٍّ ورويّة ستدرس روسيا تقرير ومقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن محطة زابوروجيه وفق ما أعلنه نائب وزير خارجية روسيا أندريه رودينكو الذي أكد أن روسيا تدرس الوثيقة وستقوم بتحديد وتنفيذ الخطوات المقبلة من جانبها، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت للردّ على بعض المقترحات الموجودة في تقرير الوكالة.
ونشر ممثلو الوكالة تقريراً عن عملهم في محطة زابوروجيه للطاقة النووية، وسجّلت المنظمة في تقريرها من بين أمور أخرى الأضرار التي لحقت بوحدة مخصّصة لتخزين النفايات المشعّة والوقود النووي الطازج، مشدّدة على ضرورة وقف قصف أبنية المحطة ومحيطها من أجل المحافظة على السلامة الفيزيائية لبنيتها، ومشيرة إلى أن قصفها سيؤدّي إلى إتلاف المعدات المهمّة والتسرّب غير المحدود للمواد المشعّة، ونظراً لوجود تهديد أمني تم اقتراح إنشاء منطقة آمنة للتأمين النووي حول المحطة وفق ما ذكر التقرير الذي أضاف إن المحطة قد تعرّضت للقصف على مدى أسابيع ما أثار الخشية من حصول كارثة نووية، مشيراً إلى أن أي محطة نووية من دون أي إمدادات خارجية للطاقة قد تفقد إمكانيات حاسمة بما في ذلك تبريد المفاعلات، لذا يجب إيقاف جميع الأنشطة العسكرية التي تؤثر في إمدادات الطاقة لمحطة زابوروجيه فوراً.
موسكو اتّهمت القوات الأوكرانية بالقصف المنتظم والمتعمّد للمحطة معربة عن أسفها لعدم ذكر الوكالة في تقريرها مصدر إطلاق النار في المحطة، مضيفة: يبدو أنها لا تستطيع السماح لنفسها بإعلان هذا الأمر صراحة رغم يقينها التام واعترافها في تقريرها بأن القوات الروسية تسيطر على المحطة منذ آذار الماضي، وبالتالي لن يقوم الروسي باستهداف عناصره.
قصف زابوروجيه قابله صمت دولي قاتل، وهو إن دل على شيء فإنما يدلّ على تورّط الغرب حتى النخاع في دعم المتطرفين الأوكرانيين، وهذا تجلّى في انتقاد وزارة الخارجية الروسية ردّة فعل الغرب على قصف كييف للمحطة النووية، مؤكدة أن ذلك يجعلها شريكاً في التخريب والخطوات التخريبية الأخرى.
ورغم ذلك أبدت موسكو رضاها عن عمل خبراء الوكالة الذين أبدوا استعدادهم للعمل، لأن هذه الزيارة ربما ستحرّك ضمير المجتمع الدولي وتفتح أعينه على المصدر الحقيقي للتهديد لأمن المحطة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعت إلى وقف القصف بالقرب من المحطة وإنشاء منطقة آمنة حولها على الفور في تقرير نشر عقب إرسال بعثة طال انتظارها إلى زابوروجيه خلال الأسبوع الفائت.
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي توقّع بعد الانتهاكات العديدة التي تتعرّض لها المحطة، أن يحدث شيء كارثيّ للغاية، لذا اقترح إنشاء منطقة آمنة تقتصر على محيطها فقط، موصياً جميع أصحاب المصلحة بالالتزام والمساهمة في ضمان سلاسل إمداد فعّالة للسلامة النووية للمحطة في جميع الظروف بما في ذلك ممرات النقل الآمنة، مؤكداً وجود نقص في وسائل الاتصال وقنواتها، وهذا القصور خطير فيما يتعلق بالمحافظة على التشغيل الآمن للمحطة.
عقب هذا التقرير طلبت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف توضيحات بخصوص تقرير بعثة الوكالة حول الوضع في المحطة، لأن التقرير وفق الوزير يضمّ عدداً من علامات الاستفهام وخاصة بعد إحجام المنظمة عن اتهام أوكرانيا بقصف المحطة، الأمر الذي أثار المخاوف من وقوع حادث نووي بتغطية من الوكالة، لأن روسيا لم تنشر عتاداً عسكرياً في محطة زابوروجيه.
ورغم تقديم روسيا كل البيانات حول مصدر إطلاق النيران للوكالة، لم تعلن الأخيرة في تقريرها أن أوكرانيا هي مصدر الهجمات على المحطة، وهذا ما جعل أصابع الاتهام موجّهة نحو الغرب في تورّطه بالضغط على الوكالة، والأمر لم يقف هنا وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بل إن كييف تنفي مهاجمة المحطة وتتهم موسكو بتخزين أسلحة ثقيلة داخل المنشأة وهو ادعاء نفته روسيا، مؤكدة أن هجمات أوكرانيا تتم بالتنسيق وبدعم من أمريكا ودول غربية أخرى.
غروسي أعرب عن قلقه حيال تعرّض موضع المحطة النووية في أوكرانيا للقصف، وهذا يؤكد وجود خطر حقيقي من حدوث كارثة نووية، وخاصة بعد تعرّضها للهجوم بثلاث طائرات مسيرة انتحارية للقوات الأوكرانية مزوّدة برؤوس حربية ذات كتلة متفجرة تقدّر ببضعة كيلوغرامات من الـ”تي إن تي” في تموز الفائت.
وفي نهاية المطاف القيصر الروسي تعهّد بتنفيذ الخطوات من جانبه، فهل ستكون إجراءات الروس بمنزلة صفعة على وجه الغرب المتغافل علّها توقظه ولو بعد حين، أم سيبقى دمية بيد سيده الأمريكي يحرّكه كيفما شاء.
ممّا تقدّم يتساءل محللون: هل ستتمكن الوكالة من كتابة تقرير مهني بهذا السياق؟ أم ستكون أداة بيد الغرب للتغطية على المتورّطين في هذه الحرب؟ وهل سيتم دفن ملف المختبرات البيولوجية الأمريكية بغطاء دولي مقابل تدويل هذا الملف؟
ليندا تلي