مجلة البعث الأسبوعية

بعد أن سقطت “المونة” مع ورق أيلول المشروعات المنزلية الابنة الشرعية للغلاء المستفحل

البعث الأسبوعية – مكتب طرطوس

هل صارت مونة البيت حلم الأسرة وعبئا وظلاً ثقيلاً..؟

وهل غدت المقولة الشعبية الشائعة “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” ضرباً من الخيال والمحال بعد أن ضاق “القرش” بكل ألوانه واشتاقت له الجيوب…!؟

وهل سقطت مونة البيت من الحسابات ك  “ورق أيلول الأصفر”..!؟

يبدو أنها كذلك فعلاً فعندما تتجاوز تكلفة “المكدوسة” الواحدة لألف ليرة فإنها ستسقط تلقائياً من حسابات العديدين بعد أن كانت تشكيلة “ترويقة” الصباح الرئيسية وعشاء آخر الليل ، وقس على هذا المنوال…!!؟

وبالإضاءة على مونة البيت وتكاليفها المرهقة وكيف شطبت وأسقطت من بال الكثيرين ولماذا وما هي الحلول والبدائل وانعكاسها على الصحة البدنية والنفسي…؟

كل يوم سعر جديد…!؟

اختلفت العادات والتقاليد وتغيرت الظروف وساءت الأحوال ، فبعد أن اعتادت الأسر السورية تأمين مؤونة الشتاء من المربيات والكشك والمكدوس والمخللات بأنواعها ، نجدها اليوم تقلص الكميات إلى النصف وأكثر بسبب تردي الوضع الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية ، حيث يمر شهر المونة لهذا العام ” كبيساً وضاغطاً ” إثر ارتفاع الأسعار الجنوني بوتيرة متسارعة ومتصاعدة ، يصعب معها تأمين أدنى المستلزمات براتب “منهك” ودخل غير ثابت عاجز عن تلبية أبسط مقومات العيش وسط جشع وطمع حيتان الأسواق التي تستغل كل فرصة وأي موسم ومناسبة لملء جيوبهم على حساب لقمة عيش الغلابة في ظل رقابة خجولة لأسواق يسرح ويمرح تجارها وبائعوها على هواهم٠٠!؟

موروث شعبي…

المونة هي ما تدخره الأسرة من مواد غذائية موسمية بكميات ” يحددها الدخل ووفرة المواسم ” في مكان يسمى بيت المونة ، ولا سيما في الأرياف إذ تخصص حجرة في المنزل لحفظ مؤونة الشتاء التي تعتبر ثقافة وموروثاً شعبياً حافظت العديد من الأسر الريفية عليه ، لكنه تغير مع الحال الذي آلت إليه الأوضاع  وترقب وتخوف المواطن من ارتفاعات سعرية جديدة , لكننا نسأل هل تحضير مؤونة الشتاء لاتزال قائمة أم هناك عزوف عنها ، وهل هناك بدائل أم أن الحلول غابت وسقطت من حسابات الأسرة…؟

” البعث الأسبوعية ” توقفت مع بعض ربات البيوت والباعة في أسواق طرطوس، وبدا أن أغلب ربات المنازل يفضلن تجهيز المؤونة في المنزل لارتفاع أسعارها أضعافاً مضاعفة وابتعدن عن صنع العصائر لارتفاع سعر السكر الذي وصل إلى ٥٠٠٠ ليرة…!؟

أيام زمان٠٠٠

في جلسة صباحية ومع رشفات فنجان القهوة ترحمت أم سهيل مع جارتها عند الحديث عن المونة على أيام تحضير المونة سابقاً بكل متعة وبكميات وافرة دون أي حسابات وضرب الأخماس بالأسداس ، أما اليوم فالموضوع بات يحتاج لآلة حاسبة مع ” صفنة”..!!

لا تشكيلي “ببكيلك”…

في أمسية مسائية جمعت السيدة هند وأختها تصدرت الأسعار وتكاليف المونة وقالت لأختها ” لا تشكيلي ببكيلك ” لا سيما بعد أن علمت أن زيارة أختها لتستدين لزوم مؤونة المكدوس لكن دون جدوى فالحال من بعضه…!!

السيدة نهدة علي قالت لا غنى عن مونة البيت، فهي كفاكهة الصيف ووقود الشتاء، انطلاقاً من فوائدها إن كان تين مجففاً أو “الهبول” وحتى الزبيب وورق العنب والمخللات بأنواعها، والعصائر المنزلية وتحديداً عصير العنب اللذيذ ، وإن كان بتقليص الكميات وتجهيز أصناف متعددة…

السيدة عليا سودان ترفض شراء المونة الجاهزة وتفضل تحضيرها في البيت، لأن العديد من المنتجات غير جيدة ومغشوشة وتباع على أنها صنف إكسترا , ولأن أشجار الكرمة تغطي مدخل منزل أم يونس فهي لا تتردد في صنع الزبيب وتحضير ورق العنب كخزين للشتاء بوضعه في مرطبانات زجاجية مضغوطة ، وتعد الكشك وتجفف الملوخية الخضراء ، وغياب الكهرباء أدى للابتعاد عن التفريز والاكتفاء بالمجفف ٠٠٠!

التخلي عن أصناف…

بالمقابل فإن الكثير من ربات المنازل اللواتي يسكنّ في المدينة أغلبهن تخلين عن الكثير من أصناف المونة واكتفين بالمخلل والملوخية الخضراء والزبيب لأسعارها المقبولة نوعا ما ، في حين ألغين تجفيف الفاصولياء الخضراء والبامياء وقلّصن كميات ورق العنب ومونة الكشك ، وغاب السماق والتين المجفف بل خرج من حسابات العديدين…

بعض الأصناف مقيولة…

للوقوف على واقع أسعار المواد في الأسواق ، يمكننا القول أن الموسم الحالي شهد وفرة في موسم الثوم الذي بيع مابين  ٢٠٠٠ – ٢٥٠٠ ليرة للكغ في شهري أيار وحزيران فكان من اليسيرتخزين مؤونة المكدوس ، وكذلك الملوخية الخضراء التي بيعت بـ ٢٠٠٠ ليرة للكغ , وسجل السماق سعراً مضاعفاً ليس لقلة المنتج ، فالمادة موجودة في الطبيعة ولا تحتاج لسقاية وسماد ومبيدات ، بل لجشع التجار وربط ارتفاع سلعة ما بباقي السلع والمواد ، ووصل سعر الكغ ” القشرة فقط” إلى ٣٠ ألف ليرة ، والمطحون مع الحبة ذو الحموضة الخفيفة / ١٥ / ألف ليرة والحب/ ٩/ آلاف ليرة.

الجاهزكاوي…!!

أحد التجار عزا ارتفاع أسعار المنتجات البلدية لارتفاع مستلزمات الإنتاج وتحديداً الوقود ، حيث وصل سعر الملوخية اليابسة إلى ٣٠ ألف ليرة والتي ترد من قرى حماه وتحديداً سلحب لما تتمتع به من طعم ورائحة ذكية ، والتين من قرى بقراقة وربعو بمصياف وقرى طرطوس ، وبين البائعون أن مصدر ثمرة التين وجودته يلعبان دوراً في سعر كيلو الهبول الذي وصل إلى ٢٠ ألف ليرة للنوع الممتاز ، وأوضح أحد الباعة وجود نوعين بعضه مطحون على الآلة والآخر مدقوق وبعض البائعين يغشه برش السكر الناعم عليه لزيادة وزنه..!!

وأشار بعض الباعة  إلى ضعف شراء المنتجات الجاهزة من قبل الزبائن بعد وصول سعر كيلو الزبيب إلى ٢٥ ألف ليرة ، ورب البندورة إلى ١٠ آلاف ليرة زنة 2 كغ ، وعبوة مخلل لتر ونصف ٥٠٠٠ ليرة من الخيار والفليفة ، ومربى الكرز أقل من نصف كيلو بـ ٤٠٠٠ ليرة ، ومربى المشمش بـ ٨ آلاف ليرة ، ويباع نصف لتر العرق البلدي بـ ٨ آلاف ليرة ، ولتر دبس الرمان بـ ١٠ آلاف ليرة ، وكيلو الكشك بـ ٢٠ ألف ليرة٠٠٠٠!

إعادة استخدام…

عند الحديث عن المونة لا يمكن إغفال أسعار المرطبانات ، حيث وصل سعر المرطبان الزجاجي سعة كيلو إلى ٢٣٠٠ ليرة والبلاستيكي نفس السعة ١٥٠٠ ليرة ، وهنا تؤكد بعض ربات المنازل أنها تعيد وتكرر استخدام مرطباناتها السابقة.

للزيتون حكايات مشابهة…

تشكل طريقة تأمين وتحضير تجهيزات بيت المونة من الزيتون الأخضر والأسود وطرق تحضيره سواء المرصوص أو المجرّح أحد أهم مستلزمات العائلة في ظل تداعيات الظروف الاقتصادية الصعبة , وهزيع هذه العشرية السوداء ومفرزاتها المعيشية الضاغطة نظراً لارتفاع تكاليف شرائه كأخضر أو جاهز , رغم أنه يشكل مائدة أساسية لها , ولا سيما خلال وجبة الفطور وعلى مدار العام  ومقارنة هذا الواقع بأيام زمان بكل تفاصيلها بحسب روايات من تحدث , وربما  تتشابه رواية أم حسين وحديثها “للبعث الأسبوعية”  مع قصص وأحاديث مختلفة عما كان يحتويه مطبخها الريفي المتواضع المؤلف من بعض رفوف الخشب ولكنه كان عامراً غنياً مترفاً بكل احتياجات البيت من شتى صنوف الزيتون والعيتون بأشكاله المختلفة وطرق تخزينه, وتقول أم حسين العجوز السبعينية وهي الأرملة التي أجبرتها ظروف المعيشة ووفاة  زوجها للالتحاق بأولادها والسكن في المدينة إتقاء شر الوحدة والعزلة ولا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة أن احتياجات الأسرة المؤلفة  أربع أشخاص من المونة الأساسية باهظة جداً وليس بمقدور أحد تأمينها نظراً لارتفاع أسعار الزيتون الاخضر الذي وصل سعر الكلغ لأكثر من خمسة آلاف ليرة وتحتاج العائلة لأكثر من عشرة كلغ بالحدود الدنيا , وتضيف مقارنة واقع الحال مع العقود الماضية أن  طبق القش المزنر بالقصب الذي كنا نقدمه كوجبة “سحور” كان أشبه بالبوفيه المفتوح في مطاعم النجوم الفخمة نظراً لكثرة الخير وتنوع الأصناف من الزيتون والسوركي والبيض بأشكاله واللبنة وغيره إضافة لإبريق الشاي المحلى بالكثير من السكر..! وتتابع : إن كلفة تجهيز هذه المتطلبات البسيطة والضرورية بات مرهقاً وربما من المتعذر تأمين  المال اللازم لاقتنائها سيما مع تزامنها مع بداية العام الدراسي وما أدراك بالعام الدراسي ومستلزماته وتتابع أم حسين سرد قصتها لألفة أيام زمان وتسابق الجيران والأل والأصحاب لتقديم ما  تجود به الخيرات  للمحتاج  بخلاف أيامنا حيث الاستغلال والجشع وعدم الإحساس بالآخر وبغصة سبقت كلامها يبدو أنه بعد هجرِنا الريف هجرنا الرزق والخير أيضاً…!؟

أم علي وهي من سكان المدينة قالت أنه مع بداية كل  موسم  زيتون والتحضير لمونة الشتاء وحاجيات المنزل التي باتت هاجساً لكل عائلة سواء لجهة محدودية الخيارات نظراً لارتفاع أسعار الزيتون وزيته ولعدم توفر المال بعد أن وصل سعر صفيحة الزيت الجديد لأكثر من 250 الف ليرة وكلغ الزيتون الاخضر البعل لحوالي عشرة آلاف ليرة , والجاهز لأكثر من 15000 ليرة وهي ضرورية وهامة نظرا لقيمتها الغذائية أو لضرورة تشكيلتها في مطبخ العائلة خصوصا  أنها تلبي الحاجة في ظروف معينة.

وتختم أم علي قائلة  ليست المشكلة فقط بتوفر مونة الزيتون أو غيره إنما المشكلة بضعف القدرة الشرائية وعدم قدرة أي عائلة رصد أي مبلغ كمدخرات كما كان يحدث سابقاً كون الراتب بات لا يسد رمق معيشة أسبوع  واحد ليس أكثر !؟

وخلال جولة  إلى ما يعرف بسوق “النسوان ” وسط مدينة طرطوس لم يختلف ما رصدته  “البعث الأسبوعية ” من كلام بائعي الزيتون الاخضر سيما أن المحصول لم يحن قطافه بعد , عن ما رددته أم حسين أو غيرها  من فجوة بين المعروض وبين واقع  المنتج من أرضه تسعيراً حيث يبرر أحد الباعة الغلاء بسبب أجور النقل والقطاف وغير ذلك لافتاً بالوقت نفسه إلى أن الغلاء ليس مقتصراً على الزيتون مشيرا بيده إلى السوق وما يحتويه من تشكيلات الخضار والفواكه  المختلفة  وغيرها علماً أن الغائب الوحيد هو الرقابة التموينية , وعليه  فإن الكل يغني على ليلاه…!؟

ولمونة القمح ومشتقاته حكاية غلاء أخرى…

كانت ” مونة” القمح والبرغل قديماً حاجة أساسية في كل منزل وكانت تتم زراعة القمح في كافة أراضي المزارعين القابلة للزراعة ، و يتم حصاده إما باليد العاملة أو بواسطة الحصادات الآلية ، وبعض الحصاد يتم ادخاره لمونة البرغل والقمح من أجل الطحين لكامل العام ، ومع تطور الحياة لم يعد الطحين من مونة البيت الأساسية بوجود الأفران الآلية , وبقي تموين البرغل عادة متوارثة عن الآباء والأجداد بما يسمى موسم ” السليقة” وتكون في أواخر شهر تموز ويتم سلق القمح وتجفيفه وطحنه إلى برغل، ولكن بات تموين مادة البرغل خجولاً في أيامنا الحالية حيث استعاض الكثير من الأهالي عن هذا التقليد الاجتماعي بشراء البرغل الجاهز، ولكن مع بداية الأزمة على البلاد ازدادت أسعار القمح و البرغل ، بعد أن كانت مونة البرغل لا تشكل عبئا على الأسرة لرخص أسعاره ووفرة القمح ، وبعد أن كانت ” وجبة الفقير” يعتمد عليها في حال عدم توفر غذاء آخر، أصبحت الآن تشكل عبئاً مادياً بعد أن قفز الكلغ من أحد عشر ليرة إلى خمسة آلاف ليرة .عدا الإضافات الأخرى ، وكان يصنع منه البرغل ” الكشك” حيث يتم نقع البرغل المجروش مع اللبن المخمر وهنا يضاف إلى كلفة البرغل كلفة اللبن في أيامنا الحالية و أضحى كيلو الكشك يكلف  حوالي ١٥ ألف ليرة ، ما جعل الكشك يعد من منسيات المائدة السورية وخاصة عند الأسر ذات الدخل المحدود.

وحول أهمية المونة الغذائية  على صحة المواطن لفتت أخصائية التغذية سارة بو عيسى أن هناك قسم كبير من المونة لايمكن الاستغناء عنها خاصة البرغل ومشتقات الألبان والأجبان والزيتون والزيت التي باتت مكلفة جداً وليس بمقدور جميع الأسر توفيرها ، وأضافت بو عيسى  أن بعض المواد التي يتم تخزينها يتم استبدال زيت الزيتون بزيت نباتي لا فأئدة له وهذا يقلل القيمة الغذائية بشكل كبير، أما المرييات والهبول فصنفتها اخصائية التغذية بالـ ” الكماليات”  ويمكن تعويضها من خلال الفاكهة الموسمية المتوافرة في كل فصل.

وحول استخدام المكملات الغذائية الدوائية كبديل صحي بينت بو عيسى أنه لا يمكن استخدامها كبديل لأنه ليس باستطاعة الجميع تناولها ، ولا تعوض عن شيء ، فهي لتكميل نقص معين سواء لعناصر غذائية أو في بعض الحالات المرضية ، أما اقتصاديا فأسعار المكملات الغذائية ليست منخفضة وهي غير اقتصادية بتاتاً.

 

وحدات إنتاج غذائية…

يبدو أن مشاريع تصنيع المونة بأصنافها المختلفة وجدت طريقها نحو أسر وعائلات عديدة في محافظة طرطوس ، لتشكل علامة فارقة في دخل تلك الأسر التي أصبح اعتمادها في الدخل بالكامل على ما يمكن تقديمه من أفكار مختلفة للمونة لعائلات أخرى.

وكان ملفتاً لقاء مجموعة من النساء بدأن مشروعهن الخاص لتصنيع المونة بمختلف أصنافها وأنواعها، وتوزيعها للبيوت.

كالسيدة سامية خضر التي بدأت مشروع المونة الخاص بها في منطقة حريصون ببانياس، وتقول “للبعث الأسبوعية” أن إنتاجها للمونة بدأ منذ مدة طويلة عشرون سنة تقريباً ، لكنها قامت مؤخراً بتطوير مشروعها بدعم وتعاون من هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبعض الأيادي البيضاء ليصبح وحدة تصنيع غذائي تصدر أصناف المونة المختلفة للكثير من العائلات الأخرى في محافظة طرطوس.

 

مواسم مختلفة…

وتشرح السيدة سامية : نعمل في كل موسم بموسمه فمثلاً لدينا اليوم موسم الباذنجان أو “المكدوس” وهو كوسم المونة الأساسي، فنتعاقد مع مزارعين ، أو نطلب بعض الخضراوات من تجار الجملة ، ثم نقوم بسلق الباذنجان بكميات كبيرة ، ونقوم بتمليحه ، وكبسه بواسطة آلة خاصة (مكبس صغير) مضيفة أنها تقوم بهذا العمل بالتعاون مع زوجها وابنها وابنتها وبعض الأصدقاء، وبالنسبة للفليفلة نقوم بتنظيفها وتنشيفها وفردها على الأسطح وفرمها وإضافة الملح والزيت وإرسالها الى زبائننا حسب الطلب ، مؤكدة أن المشروع يتمتع بسمعة جيدة فلدينا زبائن تتعامل معنا باستمرار، كما نقوم بتأمين احتياجات الزبائن من مواد أخرى كالقمح المدقوق بالجرن ، والبرغل الأسمر والأبيض والكشك والمربيات والخل والمخللات (بيت مونة كامل للعائلة).

وبالنسبة للاسعار فإنه لايمكن الثبات على سعر محدد لذا نقوم بتثبيت الأسعار على مدار أسبوع  أو أسبوعين بالنسبة لكل زبون ، حتى لو ارتفع السعر بالنسبة لنا ، وفِي حال بقاء السعرعلى حاله نحافظ على أسعارنا لكن في حال ارتفاع الكلف نقوم بزيادتها ، وبشكل عام فإن كيلو الباذنجان المكدوس الجاهز إكسترا حشوة جوز يَصل سعر الكلغ  حاليا إلى ثلاثين ألف ، أما اذا كانت الحشوة خفيفة او بالفستق فتنخفض التكلفة إلى النصف تقريباً ونراعي دائماً ظروف الناس وأحوالها في أية طلبية نقوم بتسليمها ، وكثير من الأحيان نقوم بتجهيز المونة لبعض العائلات الفقيرة بسعر التكلفة فقط.

 

كلف عالية…

في المقابل تعمل السيدة هيام قاسم صاحبة مشروع آخر مماثل في منطقة الوردية بتصنيع احتياجات المونة ، فتصنع في وحدتها الغذائية بالتعاون مع مجموعة سيدات مونة المكدوس، والشنكليش والزبدة والسمنة ، والكشك، والمربيات بأنواعها وتشرح متحدثة للبعث الأسبوعية  أن تكلفة المونة ارتفعت كثيراً اليوم نتيجة الظروف الحالية وغلاء المواد التموينية اللازمة، فمثلاً مونة المكدوس تحتاج لمكونات عديدة مثل الزيت البلدي والفليفلة والثوم والجوز، وكلها أسعارها مرتفعة مبينة نحتاج عشرة كيلو غرامات مثلاً من مادة الفليفلة الحمراء لإنتاج كيلو واحد بعد التجفيف يستخدم بحشوة المكدوس فسعر الفليفلة اليوم بحدود ألفان وثلاثمائة ليرة للكلغ ، اما الباذنجان فالكيلو قبل السلق والتجفيف بين الألف والألف وثلاثمائة ليرة. مبينة أن بعض الأسر يطلبون منها تجهيز متطلبات المكدوس بشكل جزئي مثل الباذنجان أو الفليفلة في حين أن أسر أخرى تطلب مونة المكدوس جاهزة بشكل كامل ولكل سعره حيث يصل سعر كيلو المكدوس حشوة عادية لـ ١٥ ألف لكن الأسعار تتباين بحسب انخفاض وزيادة المكونات ، وتتحدث السيدة هيام أن التواصل يتم مع الزبائن عن طريق الهاتف ، نتيجة السمعة الجيدة حيث نعمل تقريباً على مدار العام وأحياناً عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي ، حيث أعمل مع خمسة نساء لتأمين احتياجات المونة التي أصبحت تعتمد على التجفيف بشكل كبير نتيجة غياب الكهرباء مبينة أن هذه المشاريع جاءت كحاجة وضرورة نتيجة الظروف الراهنة ، وأنها قامت بتأمين دخل إضافي للعديد من الأسر وحققت لهم ولها الاكتفاء الذاتي فصارت البنت الشرعي للغلاء الفاجر.