مشروع المستودع الرقمي في “التربية” بانتظار التمويل.. والتحول بالتعليم يبدأ بالتحول الرقمي
دمشق – علي حسون
ينتظر مشروع المستودع الرقمي لإدارة المحتوى في وزارة التربية التمويل اللازم من أجل البدء به، وذلك بعد أن أنهت الوزارة الدراسة المطلوبة لهذا المشروع الذي يعدّ مصدراً لأتمتة وأرشفة الوثائق التربوية والمخطوطات جميعها، وإتاحتها للمهتمين بالقطاع التربوي.
وكانت وزارة التربية قد بدأت بالتحول الرقمي منذ 2006 بالاعتماد على أطرها الوطنية بتوظيف ميزات التحول الرقمي، ومنجزات تقانات المعلومات في تطوير العملية التعليمية، وتطوير الأداء الإداري فيها، من خلال ربط الوزارة مع المجمعات التربوية والمدارس بالمحافظات بشبكة خطوط اتصالات بالدارات الضوئية، وإنشاء حزمة من البرمجيات التي توّجت ببرنامج نظام إدارة المعلومات التربوي EMIS والذي انبثق عنه حزمة برنامج الإدارة المدرسية المتكامل SIMIS.
معاون وزير التربية الدكتور محمود بني المرجة لم يخفِ تعثر مشروع الإدارة الرقمية الذي بدأ قبل الحرب نتيجة الظروف الصعبة، إلا أن المشروع انبثقت عنه البيانات المدرسية وهو قيد التطبيق بعد تجريبه على ألفي مدرسة ولكنه بحاجة للدعم المادي.
وبيّن معاون الوزير في تصريح خاص لـ”البعث”، على هامش ورشة العمل حول التحول الرقمي في القطاعين التربوي والتعليمي، أن التحول الرقمي هو نقطة انطلاق للوصول إلى التحول بالتعليم المنتج، والانتقال بالمتعلم من ثقافة المستهلك إلى ثقافة المنتج، وإيجاد تقويمات بنائية تراكمية تقيس جهد المتعلم، مشيراً إلى أن الوزارة أنجزت نظام العمل OFFLINE للمدارس غير المتصلة بالمخدم المركزي، وكذلك مدارس المنهاج (ب)، وبرمجيات التعلم المتمازج، والمنصات التربوية الأربع، والتي كانت أولى المنصات التربوية باللغة العربية، ونظم التعلم عن بعد، وبرامج دمج التقانة بالتعليم، ومناهج المعلوماتية، وبرامج تدريب الروبوتيك.
وكان آخر هذه الإنجازات مركز خدمة المواطن بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والتقانة ووزارتي الإدارة المحلية والداخلية الشركاء الدائمين والداعمين لوزارة التربية.
واستعرض معاون الوزير ما تمّ إنجازه في وزارة التربية كمهمة أتمتة برامج الذاتيات والرواتب والأجور والديوان وبرامج شؤون الامتحانات والتنتيج، علماً أن الوزارة وقعت في عام 2020 مع وزارة الاتصالات والتقانة اتفاقية لربط المدارس عن طريق بوابات ADSL وربط بعض المدارس برواترات، وقامت بتجهيز مركز البيانات التربوي المركزي بالوزارة.
والجديرُ بالذكر أن الوزارة تعمل على التحول الرقمي من خلال توظيف التقانة المتوافرة بمختلف أشكالها في خدمة العملية التربوية والتعليمية، ومنها النافذة الواحدة التي تختصر الدورة المستندية في العمل الإداري بالإدارة المركزية والإدارات الفرعية، ومنها ما يخصّ توظيف التقانة في تسيير عمليات التعليم والتعلم للأبناء التلاميذ والطلاب، والتحول من الطريقة التقليدية إلى طريقة نشطة وفعّالة باستخدام التقانات المتعدّدة، ودمج التقانة بالتعليم، والتعلم المتمازج، وإجراء الامتحانات، وجمع البيانات واللقاءات الإلكترونية الافتراضية من مختلف مديريات التربية، فضلاً عن تحويل الأنشطة التقليدية وطريقة الدراسة إلى تعلم ذاتي بالاعتماد على هذه التقنيات الحديثة.
وأشار مدير المعلوماتية في وزارة التربية الدكتور ياسر نوح إلى الدعم الذي قدّمته منظمة اليونيسيف من خلال تأمين 1500 شبكة للمدارس، وتمّ ربط 120 مدرسة بالبوابات بشكل فعّال، لافتاً إلى تجربة وزارة الاتصالات في منظومة الامتحانات من خلال تشفير الأسئلة وطباعتها في المحافظات، وتطوير تطبيق لإصدار نتائج الشهادات.
وتحدث نوح عن بعض الحالات المهمّة، مثل مركز خدمة المواطن الذي سوف يقدم خدمات تخصصية خاصة بوزارة التربية، وإدخال الروبوتيك في مدارس المتفوقين، وتطبيق نافذة التعليم، وتجهيز وإطلاق المختبر المتكامل لتقنية الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، ووجود مدارس افتراضية، إذ تمّ ترخيص 11 مدرسة منها، لافتاً إلى الصعوبات التي تعترض العمل بسبب ضعف التمويل، والبنى التحتية، وقلة الموارد البشرية الفنية المختصة، ومنظومة أمن المعلومات، والحاجة إلى توفر أدوات الأعمال الذكية، وعدم توفر التكنولوجيا في بعض المناطق، إضافة إلى إعداد المواد التعليمية لنشرها على المنصات.