خسارة متوقعة لمنتخبنا الكروي والحلول صعبة وليست مستحيلة
ناصر النجار
كثُرت الأحاديث عن خسارة منتخبنا الوطني أمام الأردن في افتتاح دورته الدولية، وكثُرت معها حالات النقد وغير ذلك من الأمور السلبية، والمشكلة أن كلّ من ينتقد المنتخب يعرف التفاصيل الكبيرة والصغيرة، والكثير من المراقبين والمتابعين توقعوا خسارة المنتخب، ووحدهم العاطفيون ترقبوا فوزاً يعيد البسمة لعشاق الكرة، فكانت الصدمة والهزة كبيرة للأسف!.
الأسفُ لم يكن بالخسارة لأنها متوقعة، لكنه كان بالأداء المخيّب للآمال، وقد وجدنا الكثير من اللاعبين عالة على المنتخب، فضلاً عن أننا لم نجد أي بصمة للمدرّب، ولولا رحمة القدر لخرجنا بنتيجة أكبر من الهدفين اللذين تلقاهما منتخبنا بأخطاء دفاعية ساذجة!.
الملاحظ أن هناك لاعبين آن أوان اعتزالهم اللعب ولو دولياً على الأقل، على سبيل المثال فإن خط الدفاع تجاوز لاعبوه الثلاثين عاماً ولم يعد بإمكانهم العطاء، وهذه إحدى مشكلات منتخبنا الذي عانى وما زال يعاني من مشكلات دفاعية جمّة، ولم يستطع كلّ المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب في السنوات الثلاث الماضية حلّ مشكلة خط الدفاع، رغم تعدّد المدارس الكروية التي تولّت أمر المنتخب الوطني.
بناء عليه فإن الحلول الآنية غير مجدية، وبات المنتخب بشكله الحالي محرقة للاعبين والمدرّبين معاً، وكلّ ذلك بسبب ضعف البناء في كرتنا وهشاشة الفكر الذي يقودها، سواء في الأندية أو في اتحادات الكرة المتعاقبة على العمل.
اتحاد كرة القدم طرح موضوع المنتخب الأولمبي، وطرح معه الدوري الرديف، وذلك للاهتمام بالجيل الرديف، كما اعتمد المدربين الأجانب للمنتخبات الصغيرة ليتمّ العناية بالمواهب والخامات، الفكرة على الصعيد النظري جيدة، ونأمل تطبيقها بشكل جيد، وبالفعل فإن كرتنا شاخت وباتت تحتاج إلى دماء جديدة لتمثلها في السنوات القادمة.
استمرارُ المنتخب بالمباريات في الأوقات الحالية فكرة ليست خاطئة بالمطلق، لكن منتخبنا بحاجة إلى الكثير من المباريات ليحقق الانسجام والتناغم بين صفوفه، ولا بد من دعم المنتخب بعناصر شابة جديدة ما دمنا لن نهتمّ بالنتائج في الوقت الحالي، لأن الهمّ والاهتمام يجب أن ينصبّ حول البناء السليم الذي سيغيّر صورة المنتخب على صعيد الأداء والنتائج.
لا نقصدُ من كلامنا هذا أن ننهي المنتخب الحالي، فهناك لاعبو خبرة مميزون يجب الحفاظ عليهم، وهناك لاعبون مواهب يجب أن يأخذوا فرصتهم مع المنتخب ليكتسبوا الخبرة وليكونوا أمل الكرة السورية في السنوات القادمة، فما زالت أمامنا فرصة جيدة للظهور بصورة أفضل في النهائيات الآسيوية إن أحسنا الإعداد والاستعداد منذ الآن.