الكيان الإسرائيلي العدو الأكبر لأوروبا
سمر سامي السمارة
عندما تولى جو بايدن منصبه في البيت الأبيض، قال العديد من النقاد إنه على الأقل سيتم استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن اتفاق إيران هو الاختبار النهائي لمدى اهتمامه بمصالح القارة العجوز.
في الواقع، شهد العالم في الآونة الأخيرة تقدماً للمحادثات في فيينا، حتى أن الأمريكيين يقولون إن بعض النقاط التفاوضية الرئيسية قد تم استبعادها من الصفقة من قبل الإيرانيين، ما جعل المفاوضات تقترب من التوصل إلى اتفاق، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى سيذهب الكيان الإسرائيلي لإفشال الاتفاق النووي مع إيران؟ وهل ستستخدم تكتيكات سرية لتحقيق هدفها المتمثل في عدم توقيع الصفقة ؟
تُظهر الوقائع أن “إسرائيل” ستفعل كل ما بوسعها لعرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الصفقة، حيث تعتقد النخبة هناك أن الصفقة الإيرانية ستعزز قوة طهران بشكل كبير، وذلك بسبب الأثر الإيجابي لتخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيراني، كما أن ظهور إيران كلاعب إقليمي، اقتصادياً، سيشكل تهديداً دائماً لهذا الكيان.
لكن في وقت تغوص فيه اقتصادات أوروبا في ركود، ينبغي للمراقبين أن يضعوا رؤية أوسع، فإذا حصل الإيرانيون على صفقة ترضيهم، فمن المؤكد أن التبادلات الاقتصادية بين إيران والاتحاد الأوروبي ستصل إلى المليار دولار شهرياً، لكن لعل أحد التفاصيل الصغيرة التي يتم تجاهلها والتغاضي عنها عمداً، في رواية وسائل الإعلام الغربية، يكمن في تأثير توقيع هذه الاتفاقية على أوروبا إذا تم المضي قدماً فيها، لكن من المؤكد أن النفط الإيراني الرخيص الذي يتم إرساله إلى معظم دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني بالفعل من نقص النفط والغاز، ومن وسعره الحالي في السوق، يمكن أن يكون هبة من السماء وسيثير غضب الإسرائيليين أكثر.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن واشنطن أيضاً لا تحبذ وصول النفط الرخيص لدول الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر، بل تفضل غرقهم لتعزيز تبعيتهم للاقتصاد الأمريكي.