نبض رياضي.. لغز المنتخب الأول
البعث الأسبوعية -مؤيد البش
لم يحمل ظهور منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم في دورة الأردن الدولية أي جديد للشارع الرياضي، فجاءت العروض والنتائج دون مستوى الطموح واستمر معها التساؤل حول سبب غياب النجاح عن هذا المنتخب في السنوات الأخيرة رغم استخدام كل الطرق الممكنة تقريباً من لاعبين ومدربين.
المنتخب الذي أخفق في بلوغ نهائي الدورة الرباعية لم يستطع إقناع كل المتابعين بأن هذا الفريق هو عصارة الأفضل على الساحة الكروية، بل على العكس ظهر بشكل متواضع في كل الخطوط وحتى لاعبو الخبرة المحترفون خارجياً خيبوا الأمل فحضروا في الملعب جسدياً وغابوا ذهنياً وفنياً.
هذا الشكل الهزيل للمنتخب فتح باب التساؤلات على مصراعيه عن جدوى استمرار ذات الطريقة في التعامل مع المنتخب، ففي كل الفترات السابقة كانت الطريقة واحدة تتم عبر تسلسل منطقي للأحداث من تجمعات ومعسكرات ومباريات ودية تليها إخفاقات ثم عودة للمربع الأول دون استفادة من دروس الماضي.
كل ما سبق لا يلغي أن مقومات التطور غائبة عن كرتنا منذ زمن والظهور المخيب للمنتخب لا يتحمله اتحاد الكرة أو المدرب أو اللاعبون وحدهم، بل على العكس قد يكونون ضحايا منهجية في العمل تواترت جيلاً بعد جيل دون أن تجد من يقومها ويضعها على السكة الصحيحة.
فالناظر لحال المنتخب يجد أن عامل الاستقرار غائب عنه بشكل كامل، فمنذ نهاية ملحق مونديال 2018 الذي كان الفترة الذهبية لهذا الجيل الكروي، تعاقب على قيادة اللعبة ثلاثة اتحادات ولجنتان مؤقتتان إضافة لستة مدربين بين محليين وعرب وأجانب، طبعاً هذا التخبط قابله غياب للانضباط من بعض اللاعبين الذين بات همهم الاحتراف الخارجي دون التفات لمصلحة المنتخب وقيمة قميصه!
ربما من حسن حظ اتحاد الكرة أن الفترة الحالية هي تحضيرية دون وجود استحقاق رسمي قريب خصوصاً مع تأجيل موعد كأس آسيا، وبالتالي إمكانية التجريب واردة إن كان على صعيد المدربين أو اللاعبين لكن هذا التجريب يجب أن يكون ضمن خطة توضح أين سيكون هذا المنتخب بعد عامين على الأقل ومن سيكون عموده الفقري وماهي طموحاته؟، فالشارع الرياضي سئم التسويف واللعب على العواطف وبيع الأوهام، فالمطلوب هو الوضوح وتوفير الاستقرار بعيداً عن آراء صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والمنظرين الذي اجتاحوا كرتنا وباتت كلمتهم مسموعة.