الرئيس الصربي يذكّر أوكرانيا بقصف “الناتو” لبلغراد
بلغراد – تقارير:
بعد الرفض المطلق لجمهورية هنغاريا للانخراط في العقوبات الغربية على موسكو، ومع القلق المتزايد من انفراط عقد الاتحاد الأوروبي حول الموقف من هذه العقوبات وخاصةً مع ازدياد الأصوات المنادية بمراجعة هذه العقوبات التي أخذت منحى تدميرياً للاقتصاد الأوروبي برمّته، وصار يتعيّن على العواصم الأوروبية مع قدوم موسم الشتاء القاسي واستحالة الحصول على الكمية الكافية من الغاز الروسي على خلفية العقوبات وتفجير خطَّي أنابيب السيل الشمالي التفكير جدّياً بجدوى هذه العقوبات، بعد كل ذلك، جاء موقف الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، ليزيد طين النظام الأوكراني بلّة، حيث فقّد فوتشيتش أعصابه وغضب بشدة، بسبب انتقاد السفير الأوكراني لدى بلاده، فلاديمير تولكاتش، عدم انضمام صربيا إلى العقوبات ضد روسيا.
ووفقاً لقناة N1 التلفزيونية الصربية، قال فوتشيتش: “إذا اعتقد الدبلوماسيون الأجانب أن الوقت قد حان لممارسة الضغط بوقاحة على بلادنا، فقد اختاروا اللحظة الخطأ، ولن نسمح حتى لمن هم أقوى بكثير منا بفعل ذلك. لم نرتكب أي خطأ ضد أوكرانيا”.
وتابع الرئيس الصربي: “لقد قُتل عشرات الفتيان والفتيات الصرب أثناء قصف الناتو (عام 1999). ولا أتذكر طلباً أوكرانياً واحداً لعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة أو فرض عقوبات”.
وكان السفير الأوكراني قد قال في وقت سابق، في لقاء له مع قناة N1: إنه من الصعب للغاية فهم موقف صربيا بشأن العقوبات ضد روسيا، مشيراً إلى أن كييف تتوقع أن تنضم بلغراد إلى العقوبات، كما دعا الدبلوماسي إلى التعاون في مجال الدعم العسكري التقني لأوكرانيا.
من جانبه كان الرئيس الصربي فوتشيتش قد قال في وقت سابق: إن بلغراد لا تؤيّد 36 قراراً غربياً بشأن العقوبات ضد روسيا، مضيفاً: إن للبلاد “مصالحها القومية ومصالح الدولة، ولا يمكنها التراجع عنها، ولن تتراجع”.
وواضح أن هناك حملة غربية واسعة تقودها واشنطن عبر النظام الأوكراني لتجريم الحكومات الأوروبية التي ترفض الانصياع لقرارات الغرب الجماعي فيما يخص العلاقة مع روسيا، حيث سبق أن اتّهم رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان بالخيانة على خلفية رفضه العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، ومع ذلك تتزايد من جهة ثانية المواقف التي تحاول أن تقرأ الوضع الحالي بموضوعية حيث لابدّ في النهاية من التفكير جيّداً بعد الوصول إلى موسم الشتاء والاصطدام بالواقع.