أخبارصحيفة البعث

الرئيس البولندي يحرّض واشنطن على نشر أسلحة نووية في بلاده

عواصم – تقارير 

لا أحد إلى الآن يستطيع التكهّن بالغاية التي تبحث عنها بولندا من خلال الانخراط المباشر في حرب أوكرانيا، مرّة عبر إرسال مرتزقة إلى الجبهات هناك، وأخرى من خلال تكرار الحديث عن إمكانية دخولها في حرب مباشرة مع روسيا، وثالثة عبر التحريض المتواصل على استخدام أوروبا موارد الطاقة الروسية، ولكن الواضح إلى الآن أن وارسو تسعى إلى خلط الأوراق عبر توسيع دائرة الحرب في أوكرانيا لتشمل دولاً أخرى، ولا بأس لو تحوّلت نووية، ظنّاً منها أن ذلك سيتيح لها إمكانية ضمّ مناطق من أوكرانيا إليها بعد سقوطها وانهيار النظام فيها، حيث لم تعُد سرّية أطماعها في الأراضي الأوكرانية.

فقد صرّح الرئيس البولندي، أندريه دودا، في مقابلة مع “غازيتا بولسكا” بأن نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا موضوع مفتوح.

ويعُدّ الرئيس البولندي عدم وجود أسلحة نووية في بلاده مشكلة، مشيراً إلى أن “المشكلة، أولاً وقبل كل شيء، هي أننا لا نملك أسلحة نووية. لا يوجد ما يشير إلى أننا، كبولندا، يمكن أن تكون (هذه الأسلحة) تحت تصرّفنا في المستقبل القريب”.

في الوقت نفسه، يعتقد دودا أن بولندا يمكن أن تشارك في برنامج “المشاركة النووية”. وبموجب هذا البرنامج، تستضيف وتخزّن دول الناتو الأوروبية أسلحة نووية أمريكية.

وقال دودا بهذا الشأن: “هناك دائماً إمكانية للمشاركة في المشاركة النووية. تحدّثنا مع قادة الولايات المتحدة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تدرس مثل هذه الإمكانية. الموضوع مفتوح”.

وفي وقت سابق، صرّح رئيس حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، ياروسلاف كاتشينسكي، معرباً عن رغبته في أن يرى أسلحة نووية أمريكية منتشرة في بلاده. ومع ذلك، وحسب كاتشينسكي، لم يتمّ تلقّي أيّ ردّ إيجابي من الولايات المتحدة.

وكان رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو قال أمس: إن بولندا تحشد قواتٍ عسكرية بالقرب من الحدود البيلاروسية، وتحاول ليتوانيا مواكبة ذلك.

وشدد الرئيس على أن “كثافة الرحلات الاستطلاعية قرب حدودنا لا تتراجع”.

وأضاف في الوقت نفسه: “تحت ستار دعم كييف، تقوم عدد من الدول الأوروبية بتنفيذ خططها لإعادة التسلح بأسلحة ومعدات حديثة، لتقوية جيوشها”.

ووفقاً له، هناك تجمّع لحلف شمال الأطلسي يضمّ ما يقرب من 25000 عسكري في البلدان المجاورة لبيلاروس.

وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، وفيما يشبه ردّاً على الطموحات البولندية، أعلنت في وقت سابق أمس، أن واشنطن لا ترى أيّ سبب لإعادة تموضع القوات النووية الأمريكية، ولا ترى أي مؤشر على استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية.

وقالت جان بيير: “أريد أن أقول إننا لا نرى أي سبب لإعادة تموضع قواتنا النووية، كما أننا لا نرى بوادر على أن روسيا تستعدّ لاستخدام الأسلحة النووية”.

من جهة ثانية، وفي إطار محاولة بائسة لاستدراج ردّ فعل نووي روسي على الاستفزازات الأوكرانية، وحتى البولندية السابقة، حذّر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي من أن استخدام أي دولة للسلاح النووي في أيّ جزء من العالم سيعقبه الردّ.

وقال كليفرلي خلال مؤتمر لحزب المحافظين البريطاني، يوم الثلاثاء، في معرض حديثه عن إمكانية استخدام السلاح النووي في النزاع في أوكرانيا و”الخطوط الحمراء” بالنسبة لبريطانيا: إن “هذه ستكون حالة تفترض أن استخدام السلاح النووي من أي دولة في أيّ مكان في العالم لن يبقى دون ردّ”.

وأكد الوزير البريطاني وقوف لندن إلى جانب أوكرانيا ومواصلة دعمها، مضيفاً: إن على بريطانيا وحلفائها إظهار “الصمود الاستراتيجي”، وإلا فستكون هناك إشارة إلى “الدول المعتدية المحتملة الأخرى بأن الغرب يفتقر إلى الحزم”.

وأضاف: إن بريطانيا لن تعترف بانضمام دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه إلى روسيا، كما لن تعترف بتبعية القرم لروسيا.