أخبارصحيفة البعث

بوتين يحذّر: ردّنا سيكون صارماً وقاسياً على أيّ هجوم إرهابي

موسكو – تقارير

على خلاف ما سعت إليه العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، من استدراج ردّ فعل روسي غير تقليدي على الهجوم الإرهابي الذي استهدف جسر القرم، جاء الردّ الروسي قويّاً وواعياً ومؤثراً حيث استهدف أماكن حساسة في العاصمة الأوكرانية كييف، محذّراً هذا النظام بلغة النار من مغبّة تكرار أعماله الإرهابية. فقد

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السلطات الأوكرانية من مغبّة تكرار الهجمات الإرهابية على الأراضي الروسية.

وهدّد بوتين، في مستهل اجتماعه بالأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي اليوم الاثنين، بردّ صارم وقاسٍ على أيّ هجمات إرهابية على الأراضي الروسية، مؤكداً أن موسكو من المستحيل أن تترك جرائم نظام كييف دون ردّ.

وقارن بوتين السلطات الأوكرانية بالجماعات الإرهابية قائلاً: “لقد وضعت كييف نفسها على قدم المساواة مع أكثر الجماعات الإرهابية الكريهة”، مشيراً إلى أن النظام في كييف طالما استخدم الأساليب الإرهابية منذ فترة طويلة، حتى إنه حاول تدمير خط أنابيب “السيل التركي” لنقل الغاز الروسي، علاوة على المحاولات المتكرّرة لتنفيذ هجمات إرهابية على منشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك ما قامت به الأجهزة الخاصة الأوكرانية بالفعل من تنفيذ 3 هجمات إرهابية ضد محطة الطاقة النووية في مدينة كورسك الروسية، وهو ما أدّى إلى تقويض خطوط الجهد العالي للمحطة. ونتيجة للهجمة الثالثة تضرّرت 3 خطوط في وقت واحد، إلا أنه قد تم القضاء على الضرر الحادث في أقصر وقت ممكن، ولم يسمح بعواقب وخيمة.

إضافة إلى ذلك، تم ارتكاب عدد آخر من الهجمات الإرهابية ومحاولات لارتكاب جرائم أخرى ضد منشآت الطاقة الكهربائية والبنى التحتية، وهو ما تم إثباته من خلال الأدلة الموضوعية، بما في ذلك شهادات المقبوض عليهم أثناء تنفيذ هذه الهجمات الإرهابية.

وأشار بوتين إلى النتائج الأولية لرئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، الذي أكد أن التخريب الذي وقع بجسر القرم، استناداً إلى البيانات المستمدة من فحوصات الطب الشرعي وغيرها من المعلومات الميدانية، هو “عمل إرهابي يهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية الروسية”.

وتابع بوتين: “من الواضح كذلك أن العملاء ومدبّري ومرتكبي العمل الإرهابي هي الأجهزة الخاصة الأوكرانية”.

وخلص بوتين إلى إطلاق صواريخ بحرية وبرية طويلة المدى عالية الدقة صباح اليوم بناء على اقتراح من وزارة الدفاع، ووفقاً لخطة هيئة الأركان الروسية، ضد مرافق الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا.

وأكد بوتين أنه إذا ما استمرّت محاولات شنّ هجمات إرهابية على الأراضي الروسية، فستكون ردود روسيا صارمة وتتوافق في نطاقها مع مستوى التهديدات التي تشكّلها هذه الهجمات على روسيا.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوّاتها حقّقت الأهداف التي حدّدت لضرباتها المكثفة في أوكرانيا اليوم الاثنين، مؤكدة إصابة كل المواقع المستهدفة.

وقالت الدفاع  الروسية في بيان لها: “اليوم وجّهت القوات الروسية ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لمواقع القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا. تم تحقيق هدف الضربة حيث أصيبت كل المواقع التي حُدّدت”.

وأضافت الدفاع الروسية: إن قوّاتها صدّت خلال اليوم الماضي هجمات للجيش الأوكرني على عدة محاور، منها كوبيانسك (شمال شرق) وكراسني ليمان (شمال دونيتسك) ونيكولايف-كريفوي روغ (جنوب)، مشيرة إلى أن خسائر الأوكرانيين على هذه المحاور تجاوزت 100 جندي و14 دبابة.

وأكدت الدفاع الروسية في بيانها إصابة 6 مواقع قيادة و52 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق نار وقوات ومعدات في 143 منطقة، كما دمّرت 5 مستودعات ذخيرة وقذائف مدفعية، إضافة إلى قاعدتين لتخزين الوقود تابعتين للقوات الأوكرانية.  كذلك تم إسقاط طائرة “ميغ –”29 أوكرانية في منطقة خيرسون و6 طائرات دون طيار، واعتراض 6 قذائف من راجمات الصواريخ HIMARS و3 صواريخ مضادة للرادار من طراز HARM وصاروخ باليستي من طرز “توشكا-أو”.

وبذلك بلغ مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 318 طائرة، و159 مروحية، و2188 طائرة دون طيار، و379 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و5604 دبابات ومدرعات أخرى، و866 راجمة صواريخ و3462 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و6463 مركبة عسكرية خاصة.

وفي السياق، قال مصدر في الهيئات الأمنية الروسية المختصة: إن القوات الأوكرانية تتعرّض لخسائر فادحة وتسود الفوضى والذعر في قيادة أركانها، بسبب خلل في عمل أقمار Starlink.

وذكر المصدر، أنه بسبب عدم وجود قنوات اتصال مستقرّة عبر الإنترنت، يتلقى قادة الوحدات العسكرية الأوكرانية، المعلومات من الجبهات بشكل متأخّر.

ونوّه المصدر بأن الاضطراب في عمل Starlink، يؤدّي إلى مشكلات في التعاون بين العسكريين، ويعقد تخطيط وتنفيذ المهام القتالية.

وفي وقت سابق، تحدّثت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن وجود انقطاعات في عمل منظومة Starlink، لكن لم يتم الكشف رسمياً عن أسباب ذلك، إلا أن بعض الافتراضات ظهرت على الشبكة. ووفقاً لإحداها، كان ذلك نتيجة للعمل الناجع من جانب قوات الحرب الإلكترونية الروسية، وخاصة مجمع التشويش الإلكتروني “تيرادا” الحديث جداً.

ويشار إلى أن هذا المجمع يستطيع قمع الاتصالات، وهو بالذات يمكن أن يستخدم بشكل فعّال للتصدي والتشويش على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التي لعبت دوراً مهمّاً في تنظيم الاتصالات العسكرية للقوات الأوكرانية.

ويتم كذلك طرح افتراض آخر بخصوص الخلل المذكور، إذ ربما قامت شركة إيلون ماسك المالكة لمنظومة Starlink، بتعديل أداء الأقمار الصناعية فوق أوكرانيا لعدم سداد كييف التكاليف المترتبة عليها.

وكان ماسك نفسه قد رفض سابقاً التعليق على معلومات حول الخلل المذكور، لكنه أشار إلى أن أوكرانيا دفعت مقابل جزء صغير فقط من الخدمات.

من جهة ثانية، قصفت التشكيلات المسلحة الأوكرانية جمهورية دونيتسك الشعبية 43 مرة في غضون يوم، وأطلقت 166 قذيفة.

وقال مكتب تمثيل جمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب في أوكرانيا: “خلال الـ24 ساعة الماضية، أبلغت البعثة عن 43 واقعة إطلاق النار من التشكيلات المسلحة الأوكرانية. وفي اتجاه دونيتسك، استخدم العدو مدفعية من عياري 155 ملم و152 ملم. وفي اتجاه غورلوفسكوي، مدفعية من عياري 155 ملم و152 ملم، وقذائف هاون عيار 120 ملم، وأطلقت بذلك 166 من مختلف الذخائر”.

وأضاف المكتب التمثيلي: إن أربع مناطق سكنية في الجمهورية تعرّضت للقصف وهي دونيتسك، وزايتسيفو، وغورلوفكا، وياسينوفاتايا، بينما سجّلت الهيئة في اليوم السابق 51 قصفاً من القوات الأوكرانية.