ثقافةصحيفة البعث

جيراردو ايسترادا مارتينيز يحمل رسالة محبة وسلام من فنزويلا إلى سورية

ملده شويكاني

تانغو بيازولا القريب من جمهور الأوبرا كان الأجمل بعزف ريكاردو لوكيه على الباصون، إذ أخذ اللحن الأساسي بمرافقة الفرقة السمفونية الوطنية السورية بقيادة القائد الفنزويلي جيراردو ايسترادا مارتينيز لمقطوعة “إسكوالو” في أمسية لاتينية في دار الأوبرا، جالت بدول أمريكا اللاتينية لتقدم أنماطاً موسيقية مختلفة من التانغو والفالس والفلكلور والتنويعات الموسيقية والرقصات من فنزويلا والأرجنتين والبرازيل والإكوادور والأورغواي، فعرّفت بخصائص الموسيقا اللاتينية بين الجاز والتانغو والتشاتشا والمامبو التي تعتمد على الإيقاعيات ودور الآلات النحاسية، وهذا ما بدا واضحاً بالأمسية إضافة إلى دور الآلات الخشبية الأساسي في مواضع، مع حضور الهارب والبيانو.

وبقي للباصون بعزف ريكاردو لوكيه دور خاص أضاف جمالية إلى الأمسية، التي تميزت بالحضور الجميل للقائد مارتينيز بتفاعله الكبير مع جمهور الأوبرا وأعضاء الفرقة، وبما يحمله من حب وطاقة إيجابية انعكست على الأمسية.

وبعد الافتتاحية عزفت الفرقة مقطوعة “يومبو” للمؤلف كارديناس، على وقع الضربات الإيقاعية مع النحاسيات ومن ثم آلات النفخ الخشبية والوتريات، وبقي الدور الأكبر للنحاسيات، وتميزت بتكرار المقطع الصاخب للإيقاعيات.

كما شغل الفالس الفنزويلي رقم 3 “ناتاليا” للمؤلف لايورو حيزاً من الأمسية، فمضت الألحان بنغماتها الرقيقة مع الوتريات بمرافقة ريكاردو لوكيه بالعزف على الباصون بصولو ومن ثم مع الفرقة.

وتميزت مقطوعة “كلاماري” للمؤلف توبار باللحن الراقص السريع والانتقالات الصوتية ودور الصنجات، وبفاصل صغير للهورن ثم الفلوت، ليعود اللحن الراقص.

كما عزفت الفرقة لديز وكارديل وبراندت وغيرهم، بمشاركة لوكيه بالغناء، منها مقطوعة “موتيفس” للمؤلف بيزولانتي، وقد زاد من جمالية الموسيقا الامتدادات الصوتية للوكيه بالقفلة.

ريكاردو وفادي جبيلي

المقطوعة قبل الأخيرة للمؤلف كارديل “ايل دا كيو مي كيوراس” ارتبطت مع البيانو والعازف فادي جبيلي فبدأت مع نغمات البيانو ومن ثم غناء ريكاردو وتخللها فاصل موسيقي عاطفي مع نغمات الهارب.

واختُتمت الأمسية برقصة “تيكو تيكو” المألوفة لجمهور الأوبرا، وبتفاعل كبير بين الجمهور والقائد الذي شارك الجمهور بالتصفيق على إيقاع الرقصة.

 موسيقا لاتينية منوعة

وعلى هامش الأمسية أعرب قائد الأوركسترا الفنزويلي جيراردو ايسترادا مارتينيز في حديثه لـ”البعث” عن سعادته بزيارة سورية للمرة الثانية وقيادة الأوركسترا السمفونية الوطنية السورية، وعدّ هذا الحدث الفني الثقافي شرفاً كبيراً له ليقدم أمسية تحمل الفرح والمحبة والسلام من الشعب الفنزويلي إلى الشعب السوري الودود واللطيف جداً والمحب للحياة، وتابع بأنه يبحث عن موسيقا ذات أصول سورية لتقديمها في المرة القادمة ضمن برنامجه بالتعريف بالموسيقا اللاتينية.

كما أشاد بأداء الموسيقيين السوريين أعضاء الفرقة السمفونية الوطنية السورية وبمهارتهم وتعاملهم الراقي.

ويعد جيراردو ايسترادا مارتينيز من قادة الأوركسترا العالميين، حاصل على جائزة العصا الذهبية في المسابقة الدولية لقيادة الأوركسترا، إضافة إلى تكريمات وجوائز عدة، وقاد الكثير من الأوركسترات على مسارح العالم، واشتهر بقيادة الموسيقا الدينية السمفونية، وشغل مناصب ثقافية وفنية وهو مدير مشروعه التربوي والفني الخاص  شركة إنتاج أحلام قيادة الأوركسترا.

متأصلة بالحضارة

كما تحدث عازف الباصون والمغني الفنزويلي ريكادو لوكيه عن أهمية زيارته سورية للمرة الثانية بالنسبة إليه ولقاء الجمهور السوري الرائع، وأبدى إعجابه بسورية مهد الحضارات وبعمارة دمشق القديمة وحاراتها المتأصلة بالعراقة والحضارة.

وهو مؤد منفرد، أصدر ألبومين وشارك مع أهم الفرق، ونظم مشروع “سالسا فيلهارمونيكا”

كسر الحصار

أما المايسترو محمد زغلول رئيس مجلس إدارة الفرقة السمفونية الوطنية السورية فأوضح بأن الموسيقا اللاتينية تحتاج إلى جهد كبير من العازفين بالتركيز على الإيقاعات وآلات البراسات، وهي موزعة بطريقة مختلفة عن الموسيقا الكلاسيكية، وكل قطعة لها طابع خاص.

ورأى أن هذا التعاون الثقافي بين سورية وفنزويلا هام جداً وهو كسر للحصار الجائر على سورية، إضافة إلى دوره بتبادل الخبرات وهذا يفيد قائد الأوركسترا والعازفين، متمنياً استمرار هذا التبادل الثقافي.