الاستقالات تضرب اتحادات الألعاب ولجانها والأسباب بين مقنع وغريب!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
حالة من الاستغراب تسود الشارع الرياضي حالياً نتيجة ظاهرة الاستقالات التي تسيطر على كوادر رياضتنا وفي مختلف الألعاب، والمفاجأة الأولى تمثلت باستقالة رئيس اتحاد كرة السلة تبعتها استقالة أمين السر، إضافة إلى الاستقالات التي شهدها اتحاد كرة الطائرة “حيث تقدم خمسة من أعضائه بالاستقالة” وقبلها تقدم نفس العدد من اتحاد كرة الطاولة، وأخيراً وليس آخراً الاستقالات التي شهدتها لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم الجديد.
ليكون السؤال الأكثر تداولاً ما هو السر في هذه الاستقالات ؟، فعلى سبيل المثال رئيس اتحاد إحدى ألعاب الكرات صرح أنه لا يوجد خلاف بينه وبين أعضاء مجلس الاتحاد، بل خلافه مع البعض من كوادر اللعبة ومواقع التواصل الاجتماعي التي صبّت جام غضبها عليه بسبب تدني النتائج التي حققتها اللعبة في عهده، أما البعض الآخر فصرح “علانية” أن سبب الاستقالة تتمثل في عدم وجود أي تشاركية أو تشاور في اتخاذ القرار في الاتحاد الذين ينتمون إليه، وأن هذا القرار يأتي احتراماً لمنتخباتنا الوطنية ورغبتهم في خدمة الرياضة بشكل فعلي وليس صورياً.
العودة للهواية
وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة أن تُغير القيادة الرياضية من مفهومها في إدارة دفة العمل ، فالأسلوب المتبع لديها لا يرضىي من هم على فهم ووعي بالإدارة الرياضية وطموحات هؤلاء الناس الذين حاولوا جاهدين تطوير العمل الرياضي في اتحاداتهم وانصدموا بالواقع المرير من أفكار وخلل واضح ، والعراقيل المتبعة منذ الفترات الماضية والتي لم يوجد لها أي حلول جذرية للآن.
وأبسط الحلول قانون الاحتراف الذي طبق على لعبتي كرة القدم والسلة فقط، ولم نحقق فيها أي إنجاز يذكر، في حين نجد أن الألعاب الفردية وألعاب القوة (التي لم يشملها الاحتراف) نجدها تعتلي منصات التتويج القاري والعالمي، وهنا طالبت الكثير من الكوادر بالعودة لنظام الهواية عندما كانت الرياضة تحقق الإنجازات، ولم تكن تشهد موضة الاستقالات.
غير صحية
وإذا ما أردنا معرفة الأسباب الحقيقية لاستقالة رؤساء الاتحادات ولكوادر الألعاب لوجدنا أنها ظاهرة غير صحية أبداً، ولا بد من وجود أسباب مخفية داخل أروقة المكاتب الرياضية، وربما لأن رئيس أي اتحاد يأتي بضغط من القيادة الرياضية، ولو كان عبر الانتخاب كما حصل مع اتحاد كرة السلة، وغيره من اتحادات الألعاب الأخرى، لكن الذي يحصل أن بعض رؤساء الاتحادات وعندما لا يتم تحقيق النتائج المرجوة للعبة خارجياً، يقوم بوضع اللوم على بعض أعضاء الاتحاد ويضع اللوم عليهم وأنهم لا يصلحون للعمل، ونجده يتودد للقيادة الرياضية لإبعاد بعض الأعضاء بحجج واهية، في الوقت الذي نجد أن هؤلاء الأعضاء تم انتخابهم ووضعت كوادر اللعبة ثقتهم بهم، والأمر الآخر ربما يصطدم بواقع الحال داخل الاتحادات، فكلما كانت لبعض الأعضاء فكرة للتطوير يجهضها بعض الذين لا يريدون لا تطويراً في الأفكار و لا تطويراً في المسار.
الاستقرار مطلوب
الغريب في رياضتنا أن عدوى الاستقالات سرت بسرعة في معظم اتحادات الألعاب (مثل القدم والسلة والطائرة.. إلخ) ويرى الكثيرون أن هناك استقالات قادمة ببقية الألعاب، لكننا لا نتمنى ذلك، فالاستقرار الإداري عامل مساعد على العطاء، كما نتمنى من كوادر أي لعبة التفكير ألف مرة قبل قبول المنصب والتفكير ألف مرة قبل الإقدام على الاستقالة التي لا نتمنى أيضا أن تكون تهرباً من تحمل المسؤولية.
ويبدو أن الكل متفق أن مناخ العمل الموجود لدينا في الاتحادات أولاً، وبشكل أكبر في اللجنة الأولمبية بالذات يدعو البعض إلى الابتعاد، لأنهم لم يعتادوا على العمل بالطريقة الموجود لدينا، فعلى سبيل المثال إذا قرر أعضاء مجلس إدارة اتحاد ما بالمشاركة في بطولة ما، ورفع هذا القرار للجنة الأولمبية وتم رفضه، فلابد للاتحاد الرضوخ للأمر الواقع، وإذا أراد الشكوى والتظلم فسوف يرفع للقيادة الرياضة طبعا، إذاً الحكم والخصم واحد (اللجنة الأولمبية والقيادة الرياضية)
شكاوى كثيرة
الوسط الرياضي مشغول الآن بالحديث عن الاستقالتين الغامضتين اللتين حدثتا في كل من اتحاد السلة والطائرة، وما يمكن أن يكون لهما من تأثير مباشر على مسيرة اللعبة في كلا الاتحادين، وهنا يجب التأكيد على أن العمل في الحقل الرياضي دائما ما يضع القائمين عليه تحت ضغوط عدة ومتزايدة وأعباء كبيرة، وكل ذلك بهدف تحقيق النجاح وإنجاح المسيرة.
لكن الشكاوى باتت كثيرة على بعض الاتحادات، وعلى الاتحاد الرياضي العام أن يأخذ صلاحياته كاملة، سيما وأن القيادة الرياضية عمدت خلال الفترة الماضية لإقالة بعض الاتحادات ومنها على سبيل المثال اتحاد كرة اليد بسبب سوء تصرفه وعدم تحمله المسؤولية، وكذلك الحال بالنسبة لكرة الطاولة، والاتحاد الرياضي العام قادر على فعل الشيء ذاته مع بقية الاتحادات، والبت بمسألة الاستقالات التي قُدمت له بسرعة وقبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد، والإسراع إما بتعين اتحاد جديد أو بانتخابات مبكرة، كي لا تقع (الفأس بالرأس).
ليست استقالة !
عضو اتحاد كرة الطائرة نزيه جبور “أحد الذين استبعدوا من عضوية الاتحاد” أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن رئيس اتحاد اللعبة كان وراء استبعاده من الاتحاد، بسبب أن عدد أعضاء الاتحاد (تسع أعضاء) كبير، والاتحاد يكتفي بتواجد (سبع) أعضاء في قرار فردي وشخصي جاء من دون الحصول على موافقة مجلس إدارة الاتحاد (النصف+1) وهو ما تم تأكيده من قبل القيادة الرياضية.
وأضاف جبور: يعود السبب لهذا الإجراء لتفرد رئيس الاتحاد بالقرارات التي يصدرها، ورفضه أي برنامج أو خطة عمل لا تتماشى مع رغبات بقية أعضاء الاتحاد، هذا الموضوع وغيره من المشاكل التي تتعرض لها اللعبة نضعه برسم القيادة الرياضية على أمل أن تجد الحلول الناجعة لحلها.