مجلة البعث الأسبوعية

كيف واجهت “أرواد”  العاصفة المزدوجة..؟

البعث الأسبوعية – وائل علي

بات بحكم طبيعة الأشياء أن تواجه جزيرتنا الأروادية اليتيمة الأنواء والعواصف البحرية الهوجاء وأمواجها العاتية بثبات ورباطة جأش وحيدة وسط البحر المتلاطم الغادر الذي لا يرحم وقد تهيأت واستعدت الجزيرة وأبناءها قبل أيام لاستقبال العاصفة المناخية التي بدأت تباشيرها قبل السادس من شباط الزلزالي بتأمين الخضار والفواكه والخبز واللحوم والعيادة الطبية وثلاث صيدليات مناوبة وسائر الضروريات والمتطلبات والاحتياجات الأخرى كما تقول فاطمة كنفاني رئيس مجلس بلدة أرواد بمتابعة مباشرة من عبد الحليم خليل محافظ طرطوس لتتمكن الجزيرة من مواجهة العاصفة المناخية المنتظرة بلا منغصات… ورغم أن أرواد معتادة على التعامل مع الأجواء العاصفة مهما بلغت واشتدت لكن الجديد الطارئ الذي لم يكن في الحسبان وقوع الزلزال الأول المفاجئ فجر السادس من شباط والرياح الشديدة والأمواج العالية التي تجاوز ارتفاعها الخمسة أمتار والأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المنخفضة التي ترافقت مع الزلزال ما تسبب بحالة من الذعر والهلع الشديد وخروج الأهالي من بيوتهم إلى الدروب والأزقة والقلعة والبرج الأيوبي الأثري والمقاهي الشرقية للاحتماء وطلب النجاة والسكينة واستمر بقاء الأهالي على هذا الحال حتى مابعد الثامنة صباحاً… وتصف “كنفاني” تلك الليلة بالمرعبة بكل المعاني والمقاييس التي مرت بسلام ماعدا بعض حالات الإغماء التي تعرض لها بعض الفتيات الصغيرات وكبار السن وتم التعامل معها من قبل الطبيبين المناوبين طوال فترة العاصفة التي استمرت لأيام ثلاثة وقد أفادتنا والكلام –لكنفاني- التحضيرات التي كنا نعدها لمواجهة عاصفة البحر في مواجهة عاصفة الزلزال الذي لم يكن لدينا أي معلومات أو إنذارات تخطرنا باحتمال حصول زلزال لا من قريب ولا من بعيد…!؟ وتؤكد رئيس مجلس بلدة أرواد أن عدد العائلات التي تقطن وتقيم في الجزيرة بشكل دائم يتراوح بين 800-900 عائلة يتجاوز عدد أفرادها الأحد عشر ألف إنسان ويزيد هذا العدد أيام الصيف وبحسب ظروف عمل الأرواديين التي ترتبط بالسفر والتنقل عبر البحار… وعن الزلزال الثاني الذي حصل مساء العشرين من شباط المصادف مساء يوم الاثنين أيضاً وما ترافق معه وقبله من اهتزازات ارتدادية لم تتوقف فقد تعاملنا معه بحرفية ودراية أكثر وطلبنا من أصحاب المراكب الراسية في الميناء تجهيز المراكب لاستقبال أبناء الجزيرة كونها أقل خطورة وتؤمن الحماية المطلوبة ومجهزة بكل احتياجات الدفء والإنارة والطعام وغيره للجوء لها لتوقي الزلازل المفاجئة والاهتزازات الارتدادية وما قد ينجم عنها لأن الزلازل صار من الواجب التعامل معها كأمر واقع طالما أننا نعيش في منطقة نشطة زلزالياً ولا أحد يعرف متى تستقر وتتوقف، وقد نجم عن الزلزالين اللذين ضربا المنطقة والجزيرة لدى الكشف عليها من قبل اللجان المختصة التي قدمت من مديريات الخدمات الفنية والصحة والاتصالات والتربية والمياه والمكتب التنفيذي بطرطوس عن تضرر خمسة منازل تم إخلاءها وتصدع  في المدرسة التي كان لديها مشكلة إنشائية أساساً وباتت تحتاج لإعادة تأهيل بسبب ظهور تصدعات وتشققات واضحة كما تم إخلاء الطابق الثاني في المشفى والاكتفاء بالطابق الأرضي فيما وضع مبنى الاتصالات سيء رغم أنه حديث العهد ويحتاج للمعالجة مع ذلك يستمر العمل فيه أما خزان المياه القريب من مبنى البلدية فيحتاج لإزالة وحول المباني الأثرية فهناك لجنة متخصصة من الآثار ستتولى الكشف لتقدير أوضاعها وهناك بيوت مصنفة أثرياً لكنها متروكة من قبل أصحابها منذ خمسين عاماً إضافة لبعض التخريب الذي طال سور الكورنيش الغربي والجنوبي لكننا لا ندري بفعل الزلزال أم العاصفة. وأشارت “كنفاني” إلى التكاتف والتعاضد الذي أبداه الأرواديون تجاه بعضهم في هذه المحنة وانقطاع الاتصالات الخليوية طوال أيام العاصفة فيما لم تنقطع المياه ولا الكهرباء ضمن حصة التغذية والوصل الكهربائي.