أفريقيا تتطلع إلى روسيا للخلاص من الهيمنة الغربية
تقرير إخباري
تجتهد روسيا في دعم سيادة الدول الأفريقية على جميع الصعد، السياسية أم الاقتصادية، أو حتى تحقيق أمن الطاقة، في وقت عاث فيه الغرب، وخاصةً فرنسا، فساداً في مقدّرات تلك الدول وجرّها إلى مستنقعات من الحروب التي تقودها التنظيمات الإرهابية المتطرّفة كـ “القاعدة” و”داعش”. ويحاول الغرب التلميح دائماً إلى دور مشبوه لروسيا عبر كيل الاتهامات الكيدية لقوات فاغنر، مع العلم أن فاغنر هي شركة أو جهة ليس لديها مشكلات تتعلق بفضائح سياسية أو اقتصادية أو قضايا فساد في أي بلد عملت فيه، خلافاً لشركة بلاك ووتر الأمريكية، سيئة السمعة في العراق وليبيا خاصة، والتي يحاول الغرب تشبيهها بها، بل على العكس أقامت فاغنر مشاريع استثمارية في بعض البلدان.
وكان ملحوظاً كيف أنّ جموع المتظاهرين في بوركينا فاسو وقبلهم في مالي، هبّت قبل سنتين للمطالبة بالتدخل الروسي في بلادها ضد الاستعمار الفرنسي ورفعت رايات روسيا وفاغنر بشكل واضح وجليّ.
وعزّزت روسيا وجودها في مالي، في حين انسحبت فرنسا التي تحاول الآن تعزيز وجودها في منطقة الساحل الأفريقي من خلال الاحتفاظ ببعض قواعدها هناك.
وتحاول فرنسا الادّعاء أن الروس شوهوا سمعتها عبر نشر ما سمّوه “محتوىً مضلّلاً” مثل نشر صور لعمليات نهب وسرقة من القوات الفرنسية، أو التستر من القوات الفرنسية على جرائم القتل في مالي، لإخراجهم من أفريقيا. بالمقابل تشهد الساحة الأفريقية تنامياً للدور الروسي في تأمين الاستقرار لدولها التي طالت معاناتها مع صراعات قوية يقوم بإشعالها الغرب، وتشتعل هناك حرب باردة بين روسيا والغرب على بعد آلاف الكيلومترات من الحرب الساخنة عبر وكيلتهم أوكرانيا.
ولوحظ أن 24 دولة أفريقية رفضت الضغوط الأمريكية بالتصويت ضد روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال عمليتها الخاصة في أوكرانيا، ما يعكس العلاقات المتينة بينها وبين روسيا التي تلعب دوراً إيجابياً أيضاً مع تلك الدول من خلال تأمين حاجاتها من القمح، والطاقة، والتسليح والتجارة وغيرها من الاتفاقيات، وبات الواقع يشهد بأن الغرب يخسر نفوذه لمصلحة روسيا، وحتى في بعض الأحيان لمصلحة الصين.
وفي سياق متصل، أكد أوليغ أوزيروف سفير المهمّات الخاصة بوزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا تعدّ القارة الأفريقية قاعدة للمواد الخام لاقتصادها، لافتاَ إلى وجود ما يكفي من المواد الخام في روسيا نفسها، التي تعدّ مصدراً مهمّاً للكثير من ثروات الأرض، مؤكداً أنّ بلاده على استعداد لتدريب الكوادر الهندسية، ونقل التقنيات والكفاءات، وهو في الواقع التقليد المتبع من جانب روسيا.
كذلك أكد الدور الروسي في تعزيز السيادة الأفريقية في السياسة والاقتصاد والطاقة، مشدّداً أن على المجموعة الأفريقية أن تضمن أولاً وقبل كل شيء ليس تصدير موارد الطاقة بل أمن الطاقة الذاتي.
بشار محي الدين المحمد