مجلة البعث الأسبوعية

رغم بساطة تعاملاتها ..أسواق تجارية نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي ..ومنتجات تبحث عن الجودة

دمشق – البعث الأسبوعية

يتفاجأ الكثير من زبائن التسويق الالكتروني بنوعية البضائع التي تصلهم والتي تكون في بعضها مخالفة للمواصفات المعلن عنها بشكل ينعكس على مصداقية هذه السوق التي ستكون بوابة تجارية هامة امام البضائع بكل أنواعها   منظومة العمل التجاري .

لاشك أن  التسويق الالكتروني يحتاج إلى تحقيق عدة مراحل حتى يصل لخدمات عالية المستوى  وفي حال توفرها يمكن الانتقال للعمل بالبيع الإلكتروني،  لكن الأهم من ذلك هو العمل على تحسين مستوى عمل الشبكة للخدمات السياحية والسفر والمصارف و لابد من التذكير بالتقدم الذي تحقق في مجال الحكومة الالكترونية ومنها ماتم في مجال المصارف وخدمات الدفع الالكتروني والشيء اللافت النشاط المتصاعد لظاهرة التسوق عبر الشبكة ومواقع التواصل الاجتماعي  وهذا مايتجلى بشكل واضح من خلال عناوين صفحات الفيس بوك التي تحمل عنوان لنوع البضائع التي تروج لها وأكثرها السيارات والعقارات وحتى الملابس بكل أنواعها،  وبالعموم ان هذه  الظاهرة “التسوق الالكتروني ” تعتبر من الطرق الأحدث عالميا لعمليات التسويق وهي تخضع في بلدان عديدة لشروط وقوانين تنظم عملياتها البيع والشراء وهي تحافظ على حقوق كلا من البائع والمستهلك، وتسمح طريقة البيع الالكتروني بتحقيق المتعة في عملية التسويق وتساهم في اختصار الوقت والجهد للبحث عن السلعة المطلوبة وخاصة تلك السلع التي تمتاز بالجودة العالية، وهنا يجب التأكيد على أن التسويق الالكتروني في نطاقه المحلي  يعتبر عملية بسيطة جدا لاتعتمد على أي نظم أو قوانين ولكنها تأخذ طريقها نحو التوسع والانتشار أكثر فأكثر  .

الخبير الاقتصادي علاء أيوب  يؤكد أن من الفوائد المُهمّة للتسوّقِ عبر الإنترنت انه يُساهمُ في مُساعدةِ الزّبائن باختيار المُنتجات التي يُفكّرون بشرائها، من خلال التعرّف على آراء غيرهم  وتقييمهم لها، كما تساعد هذه العملية التسويقة  في معرفةِ تفاصيلَ أكثرٍ حول طبيعة المُنتجات عبر الإنترنت، ويضيف أيوب من أكثر الفوائد للتسوّقِ عبر الإنترنت انه يُساهمُ في توفير الكثير من الوقت الذي تستغرقه عملية البحث عن المُنتجات في الأسواق العاديّة، وينتجُ عن ذلك تقليلٌ في الجهدِ المبذول من قبل المُستهلكين أثناء عمليّة الشّراء، فالتسوّق عبر الإنترنت يُوفّر الوقت بالمقارنة مع المُتسوّقِ المتجول في السّوقِ التقليديّ لمُشاهدةِ العشرات من المَحلّات التجاريّة بحثاً عن شيءٍ قد يصعبُ إيجادهُ بسهولةٍ، ولعل من أهم ايجابيات التسوق الالكتروني توفير المُنتجات بأسعارٍ رخيصة، فالتنافس بين الأسواق التقليديّة والأسواق الإلكترونيّة التي تسعى إلى توفير المُنتجات بأقلّ أسعارٍ مُمكنة حتى تتمكّنَ من استقطابِ المزيد من الزّبائن للتّعاملِ معها، كما أنّها تُوفّرُ العديدَ من الوسائل الإضافيّة لراحةِ الزّبائن، ومن أهمّها توصيل المُنتجات التي تمَّت عمليّة شراؤها إلى منازلهم.

واقع  العملية التسويقية

رغم الايجابيات التي تقدمها عملية التسوق الالكتروني وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها عملية غير مكتملة،لأنها تحتاج الى أربع مرتكزات أساسية كعملية تسويقية ترسخ من خلال البعد الالكتروني وهي غير متوفرة في عمليات التسوق عبر المواقع ألالكترونية، ومن وجهة نظر أكاديمية يوضح المهندس هيثم نصر.. أن التسوق عبر الشبكة ترسخ من خلال البعد الالكتروني لكن نجاحه يعتمد على جانبين اساسيين هما المعنوي ” النفسي ” بهدف المتعة، اما الجانب اللوجستي  يرتبط بتقنيات الشبكة وتفعيل خدمة الانترنت وسرعتها ومن الضروري التأكيد أن هذا الجانب يصعب تحقيقه حتى في الدول المتقدمة، لذلك فان هذا النوع من التجارة ازدهرت عالميا في البداية لكنها تراجعت بشكل تدريجي في أيامنا الحالية.

مخاطر

تعتبر التجارة الالكترونية حلقة من حلقات التسوق عبر الانترنت والتي تعتمد بشكل أساسي على تسديد التكاليف من خلال بطاقات ائتمانية وهذه الميزة محفوفة بالمخاطر لذلك تسببت بتراجع هذه التجارة فالثقة بتسديد الفواتير بالبطاقات الائتمانية يعتبر مهزوز نسبيا وغير مضمون،اما من جانب السلع فقد ذكر المهندس نصر  أن من مخاطر التسوق الالكتروني عدم ضمان استلام السلع المطلوبة أو أنها لاتتطابق مع السلعة التي تم اختيارها على الموقع  وقد تصل ألينا غير جاهزة او لاتحمل القيمة التي نتوقعها.

خدمات

للجانب اللوجستي أهمية كبيرة في عملية التسويق الكتروني لكنه جانب لايمكن ان يتوفر بسهولة حتى في الدول المتقدمة التي تملك البنى التحتية فكيف الحال في الدول النامية، حيث يرى نصر  ان الشبكة الالكترونية يمكن ان تحقق انجازا عظيما في قطاع الخدمات كالحجز الفندقي او السفر أو خدمات القطاع المصرفي، وكلما كان لموقع متخصصا ساهم ذلك في بناء العملية التسويقية مثال على ذلك  موقع البابا والموقع التجاري الامازون، أما عندما تكون السلع استهلاكية فان عملية التسوق عبر الانترنت تكون فيها نسبة مجازفة عالية وأكثر صعوبة من الخدمات وذلك لصعوبة تطبيق عملية التسويق.

ولاشك أن تحقيق شروط التسوق الالكتروني تعتبر حالة مستحيلة نظرا لأنها تنبثق من ثقافة المجتمع وتحتاج إلى عامل الزمن بالإضافة إلى مقومات الشبكة والبنى التحتية، وجميع هذه الشروط غير متاحة لدينا وهنا يؤكدنصر انه من المفيد جدا الاعتماد على هذه التقنية الحديثة “للتسوق الالكتروني” في قطاع الخدمات لدينا حينها ستكون مجدية أكثر للترويج والتواصل مع الزبائن،  اما فيما يتعلق بالصفحات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي تعمل ضمن اطر ومفاهيم ضيقة للترويج والدعاية أي بجانب واحد من عملية التسويق وهذا يعني ان العملية التسويقية غيرمتكاملة وبالتالي غير متاحة للسلع ألاستهلاكية وفيما يتعلق بتجربتنا المحلية توصف بأنها محدودة جدا بمواقع شخصية لاتصل الى العموم، وتبقى ضمن مجموعة مغلقة وتأخذ الشكل الترويجي اذ لا يوجد ثقافة حقيقة بمعنى التراكم المعرفي الذي يتجسد بسلوك المستهلك، ويضيف نصر  هناك سوء فهم للتقنية الالكترونية للتسويق و غياب لعامل الثقة الذي ذكرناه “ثقافة الدفع وبالبطاقة”  وفي مجتمعاتنا يفضل الناس التعامل النقدي على الالكتروني.