ثقافةصحيفة البعث

سناء بركات تتألق بالغناء العاطفي والتراثي بقيادة فتح الله

ملده شويكاني

“أنتم أجمل شيء بالأمسية” بهذه الكلمات الرائعة حيّت سناء بركات جمهورها المحبّ في أمسيتها البنفسجية، التي غنت فيها للحبّ بصوره المختلفة من التراث والأغنيات المعاصرة على مسرح الدراما في دار الأوبرا، بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، بحضور خاص للبيانو (إياد جناوي) والأكورديون (وسام الشاعر) والناي (ماهر عامر) والكمان (جورج طنوس)، والساز (د. هوشنك حبش)، فتناغمت مقامات صوتها الجميل القادر على أداء طبقات الآلتو والسوبرانو مع جمالية الألحان والمفردات العاطفية بحضورها الآسر على المسرح لاسيما أنها غنت من مسارح عالمية.

وقد تميزت الأمسية بالتركيز على المقدمات الموسيقية لبعض الآلات كصولو، إضافة إلى دورها ضمن تشكيلة الفرقة بين آلات التخت الشرقي والوتريات والإيقاعيات المنوعة والغيتار والبيانو. فعزفت الفرقة ألواناً مختلفة من الألحان تألقت بألحان بليغ حمدي، وبتوزيع جديد لوصلة التراث، وبالغناء بمرافقة آلة معينة في البدايات.

وبعد موشح لاه تيّاه الذي افتُتحت به، غنت “ع دروب الهوى مشاني حبيبي”، تحية إلى زكي ناصيف، ثم انتقلت إلى لون جديد بمرافقة البيانو في المقدمة الموسيقية وبداية أغنية “على ما يبدو دمه خفيف وشكله ظريف” لجوليا بطرس، ومن ثم تصاعد اللحن الراقص مع الإيقاعيات والأكورديون وتشكيلة الفرقة، وتخللها فاصل للكمان.

وتحية إلى الراحلة ميادة بسيليس غنت أغنيتها الحزينة “وحدي بلا رفيق” كلمات وألحان سمير كويفاتي، مع البيانو والغيتار في المقدمة الغنائية ومن ثم الفرقة.

وأعادت بركات أغنيتها الخاصة “هالوردة” كلمات وألحان نسيب ديب بإطلاقها من جديد من دار الأوبرا، والتي تميزت برقة ألحانها وكلماتها التي تسرد حكاية عاطفية ترتبط بالذكريات، وتشبه بمنحاها العام أغنيات فيروز بذكر المقعد والوردة والماضي الذي بداخلنا، فبدأت بمرافقة جميلة للبيانو والتشيللو “أنا ما عندي غيرك من قلبي صليلو، وأنا على كتفه خبي دموعي وكلماتي غنيله”.

كما غنت قصيدة “قد أتاك يعتذر”، لتنتقل إلى التراث الغنائي المصري “طاير يا هوى طاير علينا”، فعزفت الفرقة اللحن الجميل المتناغم بين الخط الإيقاعي وتشكيلة الفرقة.

الفاصل بالأمسية كان باللوحة الإفرادية بغناء بركات، بمرافقة البيانو والكمان، وصلة مقتطفات لأغنيات عبد الحليم، فبعد المقدمة الموسيقية للبيانو غنت “أهواك”، وتابعت مع الكمان ثم غنت “زي الهوى” مع الإيقاعيات والكمان والبيانو.

التراث السرياني

ومن المعروف بأن سناء بركات لها مشاركات عديدة بالغناء السرياني، فاختارت أغنية ذات الإيقاع الراقص الجميل، تغنت بحب الأرض والتمسك بها من التراث السرياني، سُبقت بمقدمة موسيقية رائعة للعازف د. هوشنك حبش على الساز وتخللتها فواصل موسيقية للعازف ماهر عامر على الآلة التقليدية “زورنا” التي تشبه الناي “نحن وأنتم شباب وشابات معاً نفلح الأرض” بحضور الدرامز.

ومن التراث السرياني إلى وصلة من التراث السوري بتوزيع جديد جميل جداً للمايسترو فتح الله تخللته وقفات إيقاعية قوية ثم متتالية إيقاعية وفاصل للساز وطبلة، منها “مرمر زماني”، “يلبق لك شك الألماس” و”آه يازين العابدين”، وغيرها.

كما قدمت الفرقة مقطوعة للموسيقا الآلية من مؤلفات وتوزيع المايسترو فتح الله على قالب اللونغا “لونغا حجاز” وفق خصوصية القالب من حيث الخانات والتسليم وتكرار المقطع الأساسي السريع.

وعلى هامش الأمسية أوضح المايسترو فتح الله بأن من الضروري أن يتابع المغنون الأكاديميون مشروعهم الذي يحمل قيمة فنية وثقافية بعيداً عن الابتذال الموجود في الأغنية المنتشرة حالياً، ومن واجبنا تقديم المميز والهادف.