الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الحكومة دفاعاً عن السياحة في ملتقاها: قطاع تنموي وخدمي ويؤمن آلاف فرص العمل

دمشق – ريم ربيع – سانا:

يبدو أن “مشاغبات” وسائل التواصل الاجتماعي والتساؤلات أو الانتقادات حول التركيز على المشاريع السياحية في هذه الفترة، وصلت آذان الحكومة التي كانت عزيمتها واضحة خلال ملتقى الاستثمار السياحي – الذي افتتح اليوم – للتأكيد على دور هذه المشاريع بالتنمية وعدم الاكتفاء بالجانب الترفيهي، ودعم القطاع الخدمي والصناعي على حد سواء، فضلاً عن دورها بالناتج المحلي.

رئيس الحكومة، المهندس حسين عرنوس، أكد حرص الحكومة على التنمية المتوازنة والشاملة للقطاعات الخدمية والاقتصادية والتنموية، معتبراً أن السياحة قطاع مهم في بنية الاقتصاد والمجتمع، ليس لما تشارك به في الناتج المحلي فقط، بل بفضل الرسالة الثقافية والإنسانية والتاريخية التي تشكلها، وفرص العمل التي تؤمنها، حيث تسعى الحكومة لتطوير وتنمية المشروعات بما يحقق الاستدامة والدور التنموي وتوفير فرص العمل.

وبيّن عرنوس أن قانون الاستثمار منح ميزات كبيرة للمشاريع، كما أن قرارات المجلس الأعلى للاستثمار ستسهم بتعافي القطاعات تدريجياً، موضحاً أن مخرجات الملتقيات السابقة كانت بالتعاقد مع مستثمرين محليين، وإنجاز وافتتاح عدد من المشاريع النوعية، كما بلغت نسبة الإنجاز في العديد من المشاريع أكثر من 80%، مما انعكس إيجاباً على مساهمة القطاع بالناتج المحلي، فضلاً عن التعاقد على عدد من المشاريع خارج الملتقيات، ومعالجة أسباب التعثر في عدد من المنشآت النوعية.

وأشار المهندس عرنوس إلى رؤية الملتقى لتحقيق الجدوى الاقتصادية المثلى باستثمار الأصول والمباني العائدة للجهات العامة والنقابات والمنظمات، مؤكداً على إيمان الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص، والحرص على إدارة هذه الشراكة بكل كفاءة بما يضمن الاستثمار الأمثل للموارد، آملاً أن يحقق الملتقى أفضل تواصل مع المستثمرين السوريين، أو العرب الذين لطالما كان  لتواجدهم بسورية أثر بالغ بتعزيز العمل لعربي المشترك وبناء منظومة سياحية تلبي أذواق المستهلكين.

وزير السياحة، رامي مرتيني، أوضح أن الملتقى يمهد لمرحلة جديدة، ليس فقط بالقطاع السياحي بل بارتباطاته بالبناء والصناعة وتأمين آلاف فرص العمل، لافتاً إلى الأرقام المشجعة للسياحة هذا العام حيث سجل 1.250 مليون قادم منذ 1/ 4 حتى اليوم، فضلاً عن عودة المغتربين وافتتاح مشاريع جديدة برساميل خاصة وبحضور عربي وللدول الصديقة.

وأشار مرتيني إلى وجود عدد من المستثمرين الوطنيين الذين استثمروا خلال الحرب، حتى وصلنا لـ 100 ألف سرير و200 ألف كرسي إطعام و10 آلاف طالب وطالبة بالكليات والمعاهد السياحية، موضحاً أنه وفق القانون 23 لعام 2022 فسيكون 80-100% من العمالة في المنشآت السياحية في عام 2030 من خريجي المنشآت التعليمية السياحية.

وأكد مرتيني على الحرص الحكومي لضمان عدم تضرر أي من المستثمرين العرب من العقوبات وذلك ضمن إجراءات محددة، ونظام تشريعي مستقر.

فيما تساءل مستثمرون عن تسهيلات المصارف في مشاريعهم أوضح وزير المالية كنان ياغي أن السيولة متوفرة بالقطاع المصرفي، ووسقوف التسهيلات الإئتمانية التي وضعت لأسباب عدة يمكن تجاوزها عبر الطلب في اللجنة الاقتصادية التي توافق على فتح السقف أو رفعه لحد معين.

بدوره وزير الاقتصاد سامر الخليل اعتبر أن قانون الاستثمار إضافة جديدة للملتقى هذا العام، وحالة الرضا على القانون يمكن قياسها من خلال عدد المشاريع الجيد وتنوع القطاعات، مؤكداً أن القطاع السياحي هو أيضاً اقتصادي وخدمي، ويشغل أيادي عاملة كثيرة، ويحفز النمو الاقتصادي، كما حظي القطاع بإدراجه ببرنامج دعم الفائدة.

أما وزير النقل زهير خزيم فأشار إلى تنسيق دائم وشراكة مع وزارة السياحة، وإعداد دفاتر شروط للمواقع التابعة لوزارة النقل، استثمر بعضها والبقية مطروح للاستثمار.

ورأى محافظ دمشق طارق كريشاتي أن الاستثمار السياحي يشكل بنية تحتية متينة، ومن يستثمر الآن “ذكي”، فمدينة دمشق تحتاج أكثر من ضعف الأسرة الموجودة فيها نظراً للطلب، موضحاً أن دمشق تشارك بـ 3 مشاريع جاهزة للاستثمار.

وفيما أشار المستثمر مرهف نزهة إلى مصاعب كبيرة وتأخير وبيروقراطية واجهت مشاريعه، حيث تحتاج المستوردات موافقة اللجنة الاقتصادية أولاً، إلا أنه لفت بالمقابل إلى تسهيلات وتجاوب حكومي مع طلباتهم، بينما اعتبر المستثمر أحمد طحان أن فكرة الاستثمار ليست مغامرة، بل مشاركة بالبناء وإعادة الإعمار.

محمد النهاري رئيس مركز الفكر الثقافي العماني ورجل أعمال أشار إلى الدور التشاركي مع سورية، والذي بدأ اليوم برحلة طيران مباشر بين البلدين، مؤكداً أن الاستثمارات ستكون متبادلة بين دول مجلس التعاون وسورية، فيما رأى عبد الله الشيباني أمين عام جمعية خبراء السياحة العرب أن الإمكانات المحلية واعدة جداً، وتمر سورية بمرحلة انتقال نوعي هام جداً في المنطقة لأهمية موقعها الجغرافي، مبيناً أن المشاريع الإماراتية بسورية موجودة منذ زمن وسيضاف إليها مشاريع ومستثمرين جدد.

.. والمهندس عرنوس يضع حجر الأساس لمشروعين سياحيين

وبالتزامن مع أعمال الملتقى، وضع المهندس عرنوس حجر الأساس لمجمع نيرفانا السياحي في منطقة الحجاز، كما وضع حجر الأساس لمشروع فندق فيكتوريا في كراج حجز المرور بدمشق، بكلفة تقديرية للمشروعين تصل إلى 195 مليار ليرة سورية.

ومشروع نيرفانا عبارة عن منشأة سياحية تجارية، وتقدر كلفته التقديرية بنحو 105 مليارات ليرة سورية، حيث يتضمّن تشييد فندق سياحي من سوية 5 نجوم، على مساحة 5133 متراً مربعاً، وبمساحة طابقية 25 ألف متر مربع، ومدة تنفيذ 47 شهراً، ومدة استثمار 45 عاماً، بعدد أسرة يصل إلى 300 سرير إضافة إلى 1250 كرسي إطعام وصالات، ويؤمن حوالي 350 فرصة عمل.

ووفق عقد الاستثمار الموقع بين المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي والشركة المستثمرة للمشروع، تقدم المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي الأرض، والباقي يقع على عاتق الشركة المستثمرة من دراسات وبناء وتنفيذ وتجهيز.

وتقدر الكلفة الاستثمارية لمشروع فندق (فيكتوريا)، الذي تعود ملكية أرض المشروع للمحافظة، بنحو 90 مليار ليرة سورية، وينفّذ على مساحة تبلغ 2436 متراً مربعاً، وبمساحة طابقية 21 ألف متر مربع، ويبلغ عدد الأسرة 400 سرير، وعدد كراسي الإطعام والصالات 1000 كرسي، وتشغل الفعاليات التجارية فيه نسبة لا تزيد على 30 بالمئة من المساحة الطابقية، إضافةً إلى أنه يوفر حوالي 300 فرصة عمل.

وفي تصريح للصحفيين، أكد رئيس مجلس الوزراء أنّ مستثمري المشروعين مواطنون سوريون قرروا البقاء في البلد والمساهمة بعملية إعادة الإعمار، مشيراً إلى إنّ الاستثمار في المشروعات السياحية يشكل بنية أساسية للاقتصاد إلى جانب الصناعة والزراعة، ولافتاً إلى الاهتمام بكل أنواع النشاطات الاستثمارية نتيجة الغنى التاريخي والحضاري لسورية ما يجعلها مقصداً للسياحة.

ودعا رئيس مجلس الوزراء المستثمرين إلى المبادرة لإقامة مشروعات استثمارية في جميع القطاعات، في ظل القوانين والتسهيلات التي تقدمها الدولة للعملية الإنتاجية.

من جهته أوضح وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني أن هذين المشروعين يؤمنان 700 فرصة عمل في مرحلة الافتتاح، وآلاف فرص العمل في مرحلة التشييد والبناء، وبعد سنوات قريبة سيتم فتح هذين المشروعين وغيرهما، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع وضع حجر الأساس للمشروعين ينعقد ملتقى الاستثمار، الذي يضم مشاركات عربية مهمة، إضافةً إلى المستثمر الوطني والوطني المغترب.

وبين رئيس الشركة المستثمرة لمشروع نيرفانا خالد زبيدي أنّ المشروع من المشاريع المهمة، التي ستكون نواة لبدء تعافي قطاع السياحة في سورية، مؤكداً أنّ الإسهام بهذه المشاريع يعد واجباً وطنياً على كل رجال الأعمال السوريين.

ولفت زبيدي إلى أنّهم يعملون على ثلاثة مشاريع سيتم إطلاقها قريباً، ومنها (مشروع إبداع ومشروع فيلات طريق المطار مع مدينة الملاهي ومول السلام).

بدوره المهندس المعماري المشرف على مشروع نيرفانا هشام سقباني أشار إلى أنّ المشروع عبارة عن مجمع سياحي، وفعاليات متممة وملحقة، وتمّ التعاقد عليه في ملتقى الاستثمار السياحي 2019، ووصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 15 بالمئة.

ولفت طارق شحادات مدير مشروع فكتوريا إلى أن المشروع يقام على كتلتي أرض، الأولى رئيسية، حيث سيتم فيها تشييد 24 طابقاً، والأخرى ثانوية تتضمن تشييد 7 طوابق.

حضر وضع حجر الأساس للمشروعين وزير النقل المهندس زهير خزيم، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كر