أخبارصحيفة البعث

“وثيقة وطن” تحتفل بذكرى الأسير المحرّر الشهيد مدحت الصالح

دمشق – ميادة حسن/ الجولان السوري المحتل-سانا:
احتفلت مؤسسة وثيقة وطن اليوم بذكرى الأسير المحرّر الشهيد مدحت الصالح، حيث قدّمت سيرته الذاتية من خلال فلم وثائقي كشف عن بطولته وحبّه للأرض وتمسّكه بالوطن الأم وقدرته على خرق الجدار الإلكتروني الذي يفصل الجولان عن سورية.
افتتحت الحفل مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “وثيقة وطن” بثينة شعبان التي أكدت في كلمتها وحشية العدو الإسرائيلي الذي أراد أن يُبيد البشر والحجر وأن يمحو كل تفاصيل الحياة الجميلة التي كان يعيشها أهل مجدل شمس، بدءاً من أشجار التفاح في أراضيهم إلى رغيف الخبز، كما نوّهت بمقاومة أهلنا في الجولان وشجاعتهم في التنظيم والتنسيق فيما بينهم ليواجهوا أبشع أنواع الاحتلال، وبرفضهم التخلي والانسلاخ عن وطنهم الأم رغم كل الضغوط والاعتقالات التي طالت الكبير والصغير.
وتحدّثت الدكتورة شعبان عن تفاصيل حياة البطل الصالح وكيفية مقاومته الأسر وكل أنواع التعذيب التي تعرّض لها في سجون الاحتلال، حيث كان يحلم بالحرية والسلام، كما أشادت بقدرته على إرباك العدو عبر اختراقه للجدار الإلكتروني أكثر من مرة وكسر وهمه بأنه أقوى من إرادة أبطالنا وأسرانا .
وأوضحت شعبان أن مؤسسة وثيقة وطن تعمل على توثيق تفاصيل حياة أبطالنا من أسرى وشهداء وجرحى والحفاظ عليها من خلال أفلام وثائقية لكلمات الأهل والأقارب عن تجربة أبنائهم الأبطال لتبقى تجربتهم منارة للأجيال القادمة، من أجل مواجهة الفكر المتطرّف الذي يسعى إلى تخريب عقول الشباب وإبعادهم عن القضايا المصيرية المهمة وجعلها قضايا غير مجدية بالنسبة إليهم، فالتوثيق لبطولاتنا وأبطالنا يعدّ جسر عبور لهم لاستمرار عملية النضال ونقل تجاربهم المريرة مع الاحتلال والعدوان الإسرائيلي إلى الأجيال القادمة.
الدكتور ياسر الصالح بين أن الشهداء عنوان الحرية والفداء والمقاومة وهم الشهود على الاحتلال وجرائمه وعلى حقوقنا المشروعة، وأن شهادة أخيه مدحت منحتهم الفخر والاعتزاز، فصورته ترسم أبهى صور الشجاعة والوفاء للجولان وفلسطين والأمة العربية، وهو الذي لم يعرف في دربه إلا إنارة قناديل المقاومة وعشق الوطن ومساعدة الأهل والمجتمع.
زوجة الشهيد السيدة هدية أبو زيد أكدت أن “الدماء الطاهرة قدمت لوطن عشقناه منذ نعومة أظفارنا ورسمناه في قلوبنا وأحلامنا قبل أن تراه أعيننا، وهو الوطن المقدس الذي لا نحلم ببديل عنه ولا نرضى إلا بعلمنا السوري كفنا لأجسادنا”.
واختتمت شعبان الحفل بتوزيع كتاب عن ابن الجولان العربي السوري الشهيد مدحت الصالح الذي تم إنجازه برعاية مؤسسة وثيقة وطن، وذلك بحضور عائلة الشهيد وبعض الأسرى المحرّرين الذين حضروا الحفل.
وفي الجولان السوري المحتل، أكد أبناء الجولان السوري المحتل في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأسير المحرر مدحت الصالح، عزمهم مواصلة طريق النضال والمقاومة ضد المحتل الإسرائيلي، حتى تحرير الجولان وكل شبر من الأراضي العربية المحتلة.

وشدد أبناء الجولان المحتل بعد أدائهم التحية للعلم الوطني المرفوع فوق منزل الأسير الشهيد الصالح، ابن مجدل شمس، على أن اغتيال كيان الاحتلال الصهيوني للأحرار والمناضلين من أبناء الشعب العربي السوري، لن يزيدهم إلا تصميما على الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل الجولان.

وأكد الأسير المحرر عاصم الولي في كلمة آل الشهيد أن مقاومة الشهيد الصالح بدأت منذ طفولته مروراً بشبابه، ثم سنوات الاعتقال الطويلة في معتقلات الاحتلال، والتي وصلت حتى 12 عاماً، لافتاً إلى أن الصالح عمل على تعريف المجتمع العربي والدولي بقضية الأسرى في المعتقلات، واستمر بطريق المقاومة لتحرير الجولان والأراضي العربي المحتلة، حتى لحظة استشهاده.

من جهته قال عميد الأسرى السوريين صدقي المقت: إن الشهيد الصالح لا يريد منا اليوم إلا أن نكمل المشوار الذي رسم خطوطه مع آلاف الشهداء من أبناء شعبنا، خلال مسيرتهم في الدفاع عن سورية، والتضحية من أجل ترابها الذي عمِّد بدماء أطهر الرجال وأشرفهم، دماء رجال الجيش العربي السوري.

وشارك في المناسبة وفد من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، تأكيداً على وحده المسار والمصير والموقف المشترك ضد الاحتلال، حيث أكد رئيس الوفد رجا اغبارية أن حركات النضال في الضفة الغربية والقدس المحتلة ونضال أبناء الجولان المحتل، كلها تلتقي اليوم في مسار مواجهة المحتل، الذي هو واجب وطني على كل عربي شريف.