جين بينغ: لا نستبعد خيار القوة في إعادة التوحيد مع تايوان
البعث – متابعات
بعد نحو 100 عام على تأسيسه، عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره العشرين الذي رسم فيه سياسات الصين للأعوام المقبلة، حيث أرادت القيادة الصينية من خلال هذا المؤتمر المفصلي بكل المقاييس أن ترسم الخطوط العريضة لسياسات البلاد لخمس سنوات مقبلة، وقد برزت شعارات المئوية الجديدة فيما حمله خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ من مساعٍ لتعزيز مكانة الصين الاقتصادية وتطوير قدراتها العسكرية ودورها على الساحة الدولية.
وتأتي أهمية هذا المؤتمر من كونه يأتي في توقيت يمرّ به العالم في مرحلة مفصلية، حيث تبدو بوادر نشوء نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب واضحة في ظل صعود قويّ للصين على الساحة الدولية.
فبعد انشغال الصين طوال السنوات الطويلة الماضية في البحث عن امتلاك أسباب القوة، عادت الآن بقوّة إلى المشهد العالمي من خلال اقتصاد ضخم يؤثر بشكل قوي في الاقتصاد العالمي حيث بات من غير الممكن تجاوز مصالح الصين في أيّ نظام اقتصادي أو مالي.
الصين الآن تعلن من خلال المؤتمر أنها عادت بقوّة لاستلام المبادرة وأن جميع المحاولات الغربية لاحتوائها ستبوء بالفشل، ولا يمكن لأحد في هذا العالم أن يقفز فوق مصالح الصين، أو أن يفرض عليها بالقوة أيّ سياسة تتعارض مع مصالحها القومية.
ومن هنا أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ تمسّكه بتحقيق وحدة البلاد، مشيراً إلى أن بكين لن تتخلى عن خيار القوة في السعي إلى إعادة التوحيد مع تايوان، وستعمل على بناء جيش متطوّر على المستوى العالمي في أفق الاحتفاء بمئوية الجيش.
لقد ركز مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني على مجموعة من الثوابت والمتغيّرات في السياسة الصينية، وأماط اللثام عن رغبة عارمة لدى الحزب في بناء صين اشتراكية حديثة على نحو شامل.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن جين بينغ تأكيده خلال افتتاح المؤتمر، أن بكين ستمضي قدماً في الحفاظ على مبدأ الصين الواحدة، مندّداً بشدة بالتدخلات الخارجية في تايوان، ومنوّهاً بنجاح بلاده في الحفاظ على هونغ كونغ ونقلها من حالة الفوضى.
وجدّد الرئيس الصيني رفض بلاده لعقلية الحرب الباردة في السياسة الدولية، موضحاً أن بكين ستعزّز قدرات الردع الاستراتيجي، وستشرع في بناء جيش على مستوى عالمي.
وبيّن أن الحزب الشيوعي الصيني يدافع بحزم عن التعدّدية في العلاقات الدولية، ويعارض بشدة سياسة الهيمنة والقوة الغاشمة، لافتاً إلى أن شعار مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني يتمثل برفع راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً، وتطبيق فكرها في العصر الجديد على نحو شامل، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات والتمسك بالمبادئ الأساسية مع الابتكار وإذكاء روح العمل بجدّ وحماس، والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
تأكيد الرئيس الصيني وجوب الاستمرار في إعطاء الأولوية لتعزيز التنمية العالية الجودة، والعمل على تسريع تحوّل الصين إلى قوة صناعية رائدة في العالم، يحمل في طيّاته رغبة عارمة لدى القيادة الصينية في تسريع إنشاء نظام اقتصادي حديث، والتركيز على تحسين الإنتاجية الإجمالية وتعزيز مرونة وأمان سلاسل الإنتاج والإمدادات، كما أنه يحمل رسالة واضحة إلى الغرب الرأسمالي أن الزمن الذي كان فيه الغرب يتحكم بسلاسل الإمداد ويفرض عقوبات وحصاراً على سائر الدول قد انتهى بالفعل، فالصين الآن قادرة على استلام دفّة الاقتصاد العالمي ولن تمنح أعداءها الفرصة لإعادة الهيمنة مجدّداً على العالم.
وانطلاقاً من كل ذلك أكد شي ضرورة تعزيز نوع جديد من التصنيع وتسريع تحوّل الصين إلى قوة عالمية رائدة من حيث تطوير تقنيات التصنيع، والفضاء والنقل والشبكات وكذلك جودة المنتجات.
وأشار الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني إلى ضرورة ترسيخ المكانة الريادية للصناعات التنافسية، وتسريع العمل لتعويض النواقص في المجالات المتعلقة بأمن الدولة وتنميتها وزيادة القدرة على ضمان توفير الموارد المهمّة استراتيجياً.