صحيفة البعثمحافظات

على هامش اجتماع “اللاجئين”.. وفودٌ روسية تواصل فعالياتها الثقافية والعلمية و الاقتصادية والإنسانية

محافظات – البعث – سانا:

تواصل الوفود الروسية نشاطاتها في المحافظات على هامش الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي، حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين، وأقيمت اليوم نشاطات ولقاءات متنوعة علمية وثقافية وإنسانية.

ففي طرطوس (محمد محمود)، محطات عدة تضمنتها جولة الوفد الروسي الذي زار محافظة طرطوس لبحث مجالات التعاون في جوانب مختلفة علمية واقتصادية.

وضم الوفد فرقاً مختلفة باختصاصات متعدّدة، حيث قامت تلك الفرق بالتوزع على مؤسسات عدة في المحافظة، فتمت زيارة شركة مرفأ طرطوس، ومديرية الجمارك، وغرفة التجارة والصناعة، ومديرية التربية، ومدرسة المتفوقين، وجامعة طرطوس.

وفي مرفأ طرطوس بحث الوفد إمكانية تصدير المواد الغذائية القابلة للتلف والخضار والفواكة وغيرها، وتمّ التأكيد من قبل إدارة المرفأ على وجود وتجهيز كافة الإمكانيات الفنية المطلوبة، وتزويد المرفأ مؤخراً بمآخذ كهربائية خاصة بعمل حاويات الشحن المبردة، بما يكفل جهوزية الحالة الفنية، وتقديم كافة الإجراءات بالتعاون مع هيئة التنسيق السورية الروسية المشتركة.

وفي مديرية جمارك طرطوس تم بحث سبل تنسيق التعاون الاقتصادي، والعوائق التي يمكن أن تواجه عملية التصدير بين البلدين وطبيعة المواد التي سيتم تبادلها.

وفي الشأن التعليمي زار الوفد الروسي مدرسة المتفوقين واطلع على سبل التطوير والتعاون، كما تم توقيع اتفاقية بين جامعة طرطوس ممثلة برئيسها الدكتور محمد ديوب مع جامعة سيفاستيبول الحكومية في روسيا الاتحادية ممثلة بمعاونة رئيس الجامعة الدكتورة ايرينا ايدييفا.

وتعتبر الاتفاقية أول اتفاقية تعاون بين جامعة طرطوس وجامعة حكومية أو خاصة في روسيا، حيث تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي وعمليات التعاون الطلابي وأعضاء الهيئة التدريسية وإيفاد المعيدين بما يعزز ويتوافق مع العلاقات السياسية والتاريخية بين سورية وروسيا.

وفي دمشق، زار وفد روسي يترأسه فلاديمير غوتينوف رئيس اللجنة الصناعية التجارية في البرلمان الروسي اليوم مشفى دمشق (المجتهد)، وقدم أربع حواضن أطفال ومستلزمات طبية جراحية وتجهيزات إسعافية.

واطلع الوفد خلال زيارته التي تأتي ضمن فعاليات الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين على عدد من أقسام المشفى والخدمات التي تقدم للمراجعين من تشخيص وعلاج دوائي وجراحي.

وفي تصريح لـه نوّه مدير المشفى الدكتور أحمد عباس بأهمية التجهيزات الطبية المقدمة لدعم عمل المشفى، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي بسبب العقوبات الاقتصادية، ومنها نقص التجهيزات الطبية وصعوبة تأمينها.

من جانبه أوضح رئيس الوفد أنه تم اختيار مشفى دمشق لكونه مركزاً يستقطب الكثير من المرضى، وتم اختيار حواضن الأطفال من الأجهزة المقدمة لأهميتها للأطفال حديثي الولادة، إلى جانب باقي الأجهزة والمعدات الطبية الأخرى لتزويد المشفى بتقنيات طبية حديثة، مشيراً إلى أنه يجري التنسيق لإقامة نشاطات مشتركة بين سورية وروسيا لتعزيز التعاون بالمجال الصحي.

من جهة أخرى، قدّم أكثر من 100 طالب وطالبة من الصف الثالث الثانوي العلمي والأدبي، بمدرسة الآسية الخاصة بدمشق اليوم الاختبارات التي تؤهلهم للحصول على منحة دراسية لمتابعة تعليمهم في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب (رودن).

المنحة المقدمة من جامعة (رودن) تأتي ضمن فعاليات الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين، حيث تضمنت الاختبارات أسئلة في اختصاصات “الفيزياء والكيمياء والرياضيات والمعلوماتية والتاريخ”.

وفي تصريح لـها بينت مدرسة اللغة الروسية في الجامعة “يالينا علي أفندي” أن أوراق الاختبارات سيتم تصحيحها في مقر الجامعة بموسكو ليصار لاحقاً إلى اختيار عدد من الطلاب المتفوقين للحصول على المنحة منوهة بأهمية هذه المنحة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعليم.

من جانبه أشار الأب دانيال نعمة مدير مدرسة الآسية بدمشق إلى أن أسئلة الاختبار أعدت بعد اطلاع أساتذة من جامعة (رودن) على المناهج السورية وتواصلهم مع مدرسي المواد الاختصاصية بالمدرسة، حيث تمت مراعاة مختلف مستويات الطلاب، مثمناً مبادرة الجامعة لدعم طلاب سورية في مرحلة التعليم الجامعي وأواصر الصداقة بين الشعبين الصديقين عبر التبادل الطلابي.

وعبّر عدد من الطلاب عن ارتياحهم لنموذج الاسئلة حيث لفت الطالب حليم حداد الذي تقدم لاختبار مادة الفيزياء إلى أن الأسئلة كانت متنوعة وشاملة لمنهاج مادة الفيزياء بمرحلة التعليم الثانوي، معرباً عن أمله بأن يكون من الطلاب المقبولين بالمنحة، بينما أوضحت الطالبة وصال عطية أنها تقدمت لاختبار مادة الرياضيات، ولديها رغبة كبيرة لدراسة هذا الاختصاص أكاديمياً.

وفي سياق متصل، وبهدف تأهيل وتنمية ورفع مهارات معلمي وأساتذة اللغة الروسية في وزارة التربية، أقامت جامعة موسكو التربوية الحكومية ممثلة بوفد من وزارة التربية الروسية ورشة عمل لعدد من مدرسي اللغة الروسية في سورية، وذلك على هامش الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين.

الورشة التي أقيمت في مبنى وزارة التربية وتستمر ليوم غد تضم 20 مدرساً من مختلف المحافظات، وتهدف إلى تعليم مبادئ وقواعد تعليم اللغة الروسية، وتقييم المدرس، وتبادل الخبرات بين أساتذة بعض المدارس التي تدرس اللغة الروسية، والتعريف بطرق وأساليب حديثة متطورة لتعليمها وفق الموجه الأول لمادة اللغة الروسية في وزارة التربية ومنسق اللغة الروسية في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية المهندس بسام الطويل.

الطويل أضاف في تصريح له: إنه قريباً سيكون هناك دورة لرفع كفاءة خمسين مدرساً من خريجي الأدب الروسي في جامعة دمشق، المكلفين تدريس اللغة في المدارس السورية بالتعاون مع وزارة التربية الروسية ليكون لدينا مدرسون ذوو خبرة عالية بهذه اللغة، لافتاً إلى أنه سيكون هناك درس نموذجي خلال الورشة للصف السابع أو الثامن وعلى أساس هذا الدرس يتم تقييم المدرسين العشرين وأدائهم في الصف المدرسي.

وفي تصريح مماثل أكد رئيس قسم طرائق تدريس اللغة الروسية في جامعة موسكو التربوية الحكومية ديمتري يان تشين كو أن مشاركة المدرسين في الورشة جاءت لمواكبة تطور علوم اللغة، ورفع سوية تعلم اللغة الروسية في سورية، مؤكداً أهمية التعاون مع الجانب السوري في مجال تعليم اللغة الروسية، حيث يتم العمل حالياً على إعداد مناهج متطورة لتحسين مستوى دارسيها وستكون جاهزة قريباً.

بدورها بينت نائبة مدير معهد فقه اللغة في جامعة موسكو التربوية الحكومية مارينا سراباس أن وزارتي التربية السورية والروسية في صدد تأليف كتاب للصف السابع لمادة اللغة الروسية مشيرة إلى أن المدرسين المشاركين في ورشة اليوم سيكونون موجودين في الدورة القادمة التي ستكون على ثلاث مراحل في روسيا.

وفي حمص، بحث الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث مع الدكتور ديمتري بيسبالوف رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية الاتحادية والوفد المرافق له سبل التعاون العلمي والثقافي.

وأكّد الدكتور الخطيب أهمّية التعاون العلمي بين جامعة البعث وجامعة شمال القوقاز، والتي تصب في تحقيق المصلحة العلمية والإنسانية للجانبين، لافتاً إلى ضرورة مضاعفة الجهود لإجراء أبحاث علمية مشتركة، وخاصة في مجالات النفط والغاز باعتبار جامعة البعث تتفرد بكلية الهندسة الكيميائية والبترولية من بين الجامعات السورية.

وأعرب الدكتور بيسبالوف عن استعداد الجانب الروسي للتعاون في مختلف القضايا البحثية والتعليمية وتأهيل الكوادر والإشراف المشترك على رسائل الدراسات العليا مع إمكانية تطبيق اللغة العربية- الروسية في ذلك، وتفعيل الاتفاقيات لما يخدم الشعبين، لافتاً إلى أهمية النشاطات العلمية في سورية التي تفتح آفاقاً جديدة تشمل كل المجالات،ولا سيما التي تختص بها جامعة شمال القوقاز كالنفط والغاز وعلوم الأرض وهندسة الغزل والنسيج والهندسة الغذائية التي تتفوق بها جامعتنا، وتحتل فيها المرتبة الأولى بين الجامعات الروسية.

ودعا رئيس جامعة القوقاز جامعة البعث للمشاركة في مؤتمر الشباب العلمي الذي ستعقده جامعتهم الشهر القادم.

وكان الوفد قام بزيارة كليات الزراعة والهندسة الكيمائية والبترولية والهندسة المدنية، اطلعوا خلالها على مخابر الكليات والتجهيزات الموجودة فيها.

وفي اللاذقية، وقّع وفد روسي من معهد كوفالفسكي العالي لبيولوجيا البحار الجنوبية وجامعة القرم الحكومية الفيدرالية في روسيا الاتحادية اتفاقيتين مع جامعة تشرين في اللاذقية، بهدف تعزيز التعاون العلمي والطلابي والتبادل الأكاديمي بينهما.

وأوضح مدير معهد جيولوجيا البحار في شبه جزيرة القرم رومان غوربانوف في تصريح لسانا أن الاتفاقية تأتي بهدف العمل المشترك للبحث العلمي في حوض البحر الأبيض المتوسط ودراسة تأثير البيئة والمناخ على التركيبة المائية للبحر والذي سيكون له العائد الأكبر من الفائدة للبلدين والقيام بمحاكاة للتغيرات البيئية في البحار وعمل إرشادات عملية للتعامل معها في المستقبل.

وبين الدكتور بسام حسن رئيس جامعة تشرين أن الاتفاقية تنص على تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال تبادل الزيارات لأعضاء الهيئة التدريسية والباحثين والطلاب لأغراض التدريس والبحث العلمي، وتطوير مشاريع تعاون وبرامج بحثية مشتركة، إضافة لتبادل المطبوعات والمواد العلمية والمعلومات البحثية المتوافرة.

واعتبر مستشار رئيس جامعة القرم للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية الدكتور ضياء قاعود أن توقيع الاتفاقية خطوة مهمة لتكون بداية عمل مثمر وبناء، بما يعود بالفائدة على الطرفين.

من جهته أشار الدكتور سامر غدير عميد المعهد العالي للبحوث البحرية إلى أنه تم التوصل لنقاط مشتركة بما فيه من فائدة للطرفين، بمجال الاستفادة من الخبرات الموجودة والقيام بكل الأبحاث المتعلقة بالبحار من ناحية البيولوجيا البحرية والثروة السمكية بكل أطيافها إضافة للفيزياء والكيمياء البحرية.

من جانبه عرف قائد أوركسترا نيجني نوفغورود بفرقته التي أحيت حفلاً موسيقاً غنائياً راقصاً على مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية ضمن أيام الثقافة (نيجني نوفغوردو اوبلاست) في سورية، بكلمات.. (نغني للحياة بكل اللغات ..ولكل واحد منا)..

عشرة عازفين على الإيقاع والآلات الوترية، ومعهم راقصات ومطربون نقلوا على مدار ساعتين تقريباً جزءاً من التراث الموسيقي المفعم بالحياة والجمال لهذه المنطقة في روسيا الاتحادية، والتي حملت تمجيداً لبطولات الجيش الروسي في حربه ضد النازية والنازية الجديدة.

قائد الأوركسترا يفغيني بيتروف أشار إلى أنّ الفرقة “تضم عدداً كبيراً من العازفين والراقصين, حضر قسم منهم إلى سورية لتقديم مجموعة من الأغاني التي تحكي عن تقاليد وتراث منطقتنا”، مبيناً أنه تم إطلاق أغنية جديدة هدية للجمهور السوري تغنيها الفرقة لأول مرة بحضور كاتبها.

وعلى المسرح قدم فايرنبيرك ألكسندر عضو مجلس الدوما الروسي أغنيتين برفقة الفرقة والتي وصفها بأنها تحكي عن النصر في الحرب الوطنية العظمى والمعارك التي دارت في ستالينغراد وأخرى عن التاريخ الحالي والمعركة التي يخوضها الجيش الروسي وقال “من المهم أن تصل رسالتنا، عيشوا سعداء وأحبوا بعضكم، فالحرب لم تستطع أن تحطمنا وجعلت منا أقوياء
وسعداء”.

محافظ اللاذقية المهندس عامر اسماعيل هلال عبر في كلمة له خلال الأمسية عن عمق علاقات التعاون بين سورية و جمهورية روسيا الاتحادية في مختلف المجالات ومن ضمنها الجانب الاجتماعي والثقافي الداعم للفكر الحضاري.

من جهته قال نائب محافظ منطقة نيجني نوفغورود بيتر بانيكوف في كلمة له أتينا إلى اللاذقية بوفد يضم 70 شخصاً من مختلف الاختصاصات منها الإدارة والتعليم والثقافة والأعمال ونطمح لتمكين وتعزيز أوجه التعاون المشترك في كل المجالات .

وأضاف “حضرت معنا فرقة اوركسترا منطقة نيجني ومن الشرف لنا أن تعزف على هذا المسرح أمام الجمهور السوري، والتي ستقدم فيها باقة من المنتج الثقافي لمنطقتنا ونحن على استعداد لاستضافة فرق موسيقية من سورية وأن نرد لهم حسن الضيافة التي لمسناها هنا”.

ولفت بانيكوف إلى أنه بالتعاون مع المحافظة تم توقيع أكثر من عشر اتفاقيات بين الجامعات مع إجراء لقاءات مع الأطباء وتنفيذ عمليات جراحية في طب العيون، وافتتاح مركز التعليم الطبي المستمر، ولاحقاً مركز لعلاج الحروق، مؤكدا أن التعاون الجاد بين الشعبين السوري والروسي يشكل قوة لكليهما، ومشيراً إلى أن الجهود مستمرة لإنجاز كل الاتفاقيات المطلوبة بتوجيهات من قيادتي البلدين.

ولفت مدير الثقافة باللاذقية مجد صارم إلى أن الموسيقا تبقى لغة العالم، الأمر الذي خلق حالة من التفاعل بين الجمهور والفرقة والتي غنت بأكثر من لغة وبألوان موسيقية مختلفة ،مبيناً أنها تشكل أفضل حالة للتعارف بين الشعوب وأن هذا الحفل يعطينا صورة عن الإرث الحضاري لدولة عريقة ومتجذرة في الأصالة، ولديها موسيقيون على مستوى عالمي، مشيراً إلى وجود فرص أخرى لفرق موسيقية من روسيا الاتحادية ستقدم عروضها على هذا المسرح، متمنياً أن تكون هناك فرقاً من سورية ومن اللاذقية خاصة لتقديم عروضها على المسارح الروسية ولاسيما أن النوتة الموسيقية الأولى خرجت من اللاذقية وفيها من الموسيقيين القادرين على نقل هذا التراث إلى دول العالم.

رافق الأمسية الغنائية الراقصة عرض مجموعة من اللوحات التشكيلية وصور فوتوغرافية في بهو الدار لعدد من المواقع الأثرية ومعالم منطقة نيجني نوفغورود والتي قدمها الوفد هدية إلى مديرية الثقافة باللاذقية.

وفي ريف دمشق، زار وفد روسي يضم أعضاء من البعثة الإنسانية الروسية في سورية اليوم مركز إيواء المهجرين في بلدة الحرجلة بريف دمشق، وقدم مساعدات غذائية وعينية متنوعة ومولدات كهربائية، وذلك على هامش أعمال الاجتماع الخامس السوري الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين الذي انطلقت أعماله أمس الأول.

ولفت بافل كانافلاف وزير العمل والحماية الاجتماعية في إقليم كالوغا إلى أن هذه الزيارة هي الثامنة من نوعها، والتي تحمل أهدافاً إنسانية للشعب السوري، فيما أشار ممثل غرفة المحاسبة الروسية محمودوف تيمور إلى أن هذه المساعدات من جانب منظمات حكومية روسية لتأمين بعض احتياجات الشعب السوري.

رئيس مركز إيواء المهجرين في بلدة الحرجلة عماد الخطيب نوه بالدور الروسي في تقديم المساعدات للشعب، وخاصة في مراكز الإيواء.