مذكرة بين جامعة دمشق والمكتبة الرئاسية الروسية لتطوير التعاون العلمي
البعث – علي بلال قاسم – سانا:
استحوذت الأجندة الثقافية على فعاليات اليوم الثالث للاجتماع السوري الروسي المشترك الخامس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين، لتشكّل خصوصية الاتفاقيات والنشاطات والأعمال ومستوى الحضور تسجيلاً لتطوّرات مهمة على صعيد العلاقات وسبل دعمها بعوامل التعاون والاستمرار والعائدية المثمرة للبلدين والشعبين.
فقد شهد قصر المؤتمرات توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة دمشق والمكتبة الرئاسية الروسية لتطوير التعاون العلمي والبحثي والأكاديمي وتنظيم وعقد المؤتمرات والندوات والفعاليات الثقافية والتعليمية المشتركة، بحضور الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة وألكسندر لافرنتييف المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سورية، اللذين أشرفا على عملية تسليم المكتبة الرئاسية في الاتحاد الروسي وزارة الثقافة السورية معرض “التعرّف على الاتحاد الروسي: التراث العالمي على خريطة روسيا” الذي تبرّعت به لمكتبة الأسد في دمشق، ويكتنز نحو 41 موقعاً تاريخياً وثقافيا و11 موقعاً طبيعياً مدرجاً على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إذ تعدّ روسيا من بين الدول العشر الأوائل من حيث عدد المواقع المدرجة في “يونسكو”.
وأكّدت الدكتورة مشوّح في تصريح إعلامي أن التعاون بين البلدين وثيق، ولاسيما في مجالات الثقافة والعلوم، ما انعكس على تبادل الخبرات الروسية التي لها دور كبير في تنمية الحركة الموسيقية في سورية عبر تخريج أجيال وأكاديميين، ونحن اليوم بحاجة إلى المزيد في معاهد الموسيقا والرقص والباليه، ما يتطلب أسابيع ثقافية سورية اتفقنا على إقامتها في جمهورية دونيسك التي التقينا معاونة وزير خارجيتها، مشدّدة على أن الدبلوماسية الثقافية مهمّة وداعمة للدبلوماسية السياسية.
من جهته نوّه المبعوث الرئاسي الروسي الخاص بأهمية تطبيق التوجيهات التي تصدر من الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون في جميع المجالات، وبناء عليه سيتم تعزيز التعاون عبر إقامة معارض في دمشق والمدن السورية، معتبراً توقيع الاتفاقيات لبنة دائمة في أساس علاقات الصداقة التي لا تُشترى بالمال بل تجنى بالعمل، مبدياً ثقته بأننا على الطريق الصحيح وسنتجاوز المحن والمصاعب لما فيه خير ورخاء الشعبين.
ولفت كل من الدكتور محمد أسامة الجبان رئيس جامعة دمشق، ويوري نيوسف مدير المكتبة الرئاسية الروسية اللذين وقّعا اتفاقيات التعاون وتسليم المعرض، إلى أن الشراكة الثقافية تخدم التراث العالمي وتقدّم المعرفة لجمهور البلدين، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات للباحثين والطلبة ما يطوّر العمل العلمي والبحثي، ووضع جزء كبير من الأبحاث في خدمة جامعة دمشق العريقة.
المدير التنفيذي لمكتبة بوريس يلتسن الرئاسية في روسيا الاتحادية يو إس نوسوف أشار في كلمة إلى أن “المعرض” يضم صوراً فوتوغرافية ونقوشاً قديمة وخرائط ورسوماً توضيحية للكتب وبطاقات بريدية من المجموعة الإلكترونية للمكتبة الرئاسية، وصوراً للمركز التاريخي لمدينة سانت بطرسبرغ وكرملين موسكو والساحة الحمراء وآثار فلاديمير وسوزدال وياروسلافل وفيليكي نوفغورود وبحيرة بايكال وجبال ألتاي الذهبية وبراكين كامتشايكا والقوقاز الغربي ومواقع أخرى من التراث الثقافي والطبيعي، ما يتيح للزائر الكشف عن جمال روسيا ومعرفة العديد من الحقائق الجديدة والمثيره للاهتمام حول البلاد.
وفي كلمة مماثلة بين رئيس قسم الدعم اللوجستي في إدارة الشؤون الرئاسية بالاتحاد الروسي فلاديمير لونكوف خلال تسليم “المعرض” لوزارة الثقافة أن جميع مواد هذا المعرض مأخوذة من أرشيف المكتبة الرئاسية بالاتحاد الروسي، والذي يضم 20 موقعاً تاريخياً مدرجاً في قائمة اليونيسكو و11 موقعاً طبيعياً.
إلى ذلك وفي إطار التعاون بين سورية والاتحاد الروسي واستكمالاً للمباحثات التي تمت سابقاً حول ضرورة تبادل الخبرات والمعارف في المجالين المالي والرقابة المالية بحث الجهاز المركزي للرقابة المالية في سورية مع غرفة المحاسبات في روسيا الاتحادية اليوم سبل تطبيق برنامج العمل، الذي ينص على عقد اجتماعات دورية لتبادل الخبرات ومشاركة الجانبين في قصص النجاح التي تمت في البلدين للاستفادة منها وصولاً إلى توقيع اتفاق للتعاون.
مديرة العلاقات العامة والتدريب والتأهيل في الجهاز المركزي للرقابة المالية تغريد علم أكدت في تصريح لها أنّ الطرفين ينتميان لمنظمة الأنتوساي المنظمة العالمية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة، فهما وبموجب ذلك يتم تبادل الخبرات المتعلقة بأنواع الرقابة المالية والأداء والالتزام، مشيرة إلى أنّ رقابة الأداء بحاجة للتفعيل بشكل أكبر، وهذا ما سيتم العمل عليه مع الجانب الروسي مستقبلاً.
وزيرة الثقافة بحثت أيضاً مع وفد جمهورية دونيتسك الشعبية برئاسة معاونة وزير الخارجية ناتاليا نيكونوروفنا سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، وذلك في مبنى الوزارة.
وأشارت الدكتورة مشوح في تصريح للصحفيين إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين كانت محور المباحثات، والتي تضمنت إقامة أسبوع أو أيام ثقافية لجمهورية دونيتسك في سورية، مشيرة إلى أن هناك عروضاً ثقافية اشتهرت بها دونيتسك ولا سيما عروض الباليه والموسيقا الكلاسيكية ومسرح الأطفال، ومن المتوقع أن تجوب هذه العروض كل المحافظات.
وبينت الدكتورة مشوح أن المباحثات ضمت أيضاً إمكانية استضافة خبراء من جمهورية دونيتسك لرقص الباليه والرقص الكلاسيكي والرقص المعاصر لتدريب الكوادر الوطنية، وإقامة ورشات عمل في المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقا ومدارس الباليه، مشيرة إلى أن الأسبوع الثقافي سيكون متبادلاً بين البلدين الصديقين بغية تعريف الشعوب ببعضها.
بدورها نيكونوروفنا وصفت الثقافة بأنها مفتاح الشعوب، معبرة عن سعادتها بالتعاون الثقافي الحاصل بين البلدين.
وأشارت إلى أنّ المباحثات تضمنت أيضاً عدداً من المشاريع المحددة ضمن الإطار الثقافي والتي تخدم البلدين، لافتاً إلى أنها ستقام في القريب العاجل.
وزير الثقافة ميخائيل جيلتياكوف أكد أن الثقافة بمفهومها العام هي أقصر الطرق للتعاون بين الشعوب لكونها تعبر عن حضارة هذه الشعوب، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الاتفاقيات التي ستسهم في إغناء الثقافة في البلدين.
من جهة أخرى وقّعت الأمانة السورية للتنمية والمديرية العامة للآثار والمتاحف ومعهد تاريخ الثقافة المادية في الأكاديمية الروسية للعلوم، على اتفاقية للمباشرة في المرحلة الثانية من مشروع ترميم قوس النصر في تدمر.
وبحث وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا مع رئيسة وفد جمهورية دونيتسك الشعبية وزيرة الخارجية ناتاليا نيكونوروفنا، تطوير التعاون وتبادل المنتجات الزراعية بين البلدين.
كذلك بحث وزير الصناعة زياد صباغ مع عضو مجلس الدوما الروسي ورئيس لجنة الصناعة والتجارة بالمجلس غوتنيوك فلاديمير فلاديميروفيتش والوفد المرافق له، آليات تعزيز التعاون بين سورية وروسيا في المجال الصناعي، وكيفية الارتقاء به لتحقيق الأهداف المشتركة لكلا البلدين.
التفاصيل إضغط: (أخبار – محافظات)