دراساتصحيفة البعث

المؤامرة ضد إيران تتكشف

هيفاء علي 

مع كلّ يوم تتكشف المؤامرة التي تشهدها الساحات الإيرانية منذ أسابيع، والمتمثلة بأعمال التخريب، إذ بات معروفاً أن الاحتجاجات النسائية خرجت بدعم وتحريض من الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع الجماعات الانفصالية التي حولتها إلى أعمال شغب. هذه الجماعات الانفصالية تتمركز على وجه الخصوص في المنطقة الحدودية في الشمال الغربي، وفي منطقة البلوش في الجنوب الشرقي، وتحظى بدعم أجنبي.

هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها أعمال شغب من هذا القبيل في إيران، فقد اندلعت أعمال شغب مماثلة عام 2007 وعام 2017، وفي كل مرة، كما هو الحال الآن، تتسلل جماعات يقودها أجانب وسط المحتجين وتسيطر عليها. وكما جرت العادة، تحظى أعمال الشغب هذه بدعم وسائل الإعلام الغربية لتضليل وفبركة الأخبار والأحداث الكاذبة.

على سبيل المثال، فبركت صحيفة “نيويورك تايمز” ما سمّتها “المجزرة” في جنوب شرق إيران، ونشرت شهادات ومقاطع فيديو مفبركة لإثارة الرأي العام، علماً أن في تلك الحادثة التي قلبت صورتها الصحيفة رأساً على عقب، قتل فيها ستة عناصر من مكافحة الشغب، بمن فيهم العقيد علي موسوي.

إن تنظيم أعمال الشغب في زاهدان، بحسب المنطق، تمّت من قبل مجموعات إرهابية جيدة الموارد، ولا يستبعد أن يكون تمّ تمويلها من قبل هذا البرنامج الحكومي الأمريكي أو ذاك، لأنه في التفاصيل قامت مجموعة من المحرضين المسلحين والمنظمين بشكل جيد بمهاجمة ضباط الشرطة، وحاولوا إشعال النار في مراكز للشرطة. لاحقاً، وصل المزيد من المتظاهرين، وكان بعضهم يحمل بنادق، ومن غير الواضح من أطلق النار على عناصر مكافحة الشغب، كما أن هوية “القناصين” المزعومين لم يتمّ تفسيرها، علماً أن استخدام أساليب التسلل هذه متبعة من قبل الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.

حتى اليوم، تشكل إيران ركيزة للاستقرار والأمن في المنطقة وليست دولة ثورات ملونة، بحسب وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي طلب من المسؤولين الغربيين عدم إلقاء محاضرات حول سلوك الشرطة خلال أعمال الشغب المسلحة، مستنكراً التدخل الأجنبي لبعض الدول الغربية في إيران.

لا شك أن المظاهرات السلمية تختلف عن أعمال الشغب والقتل والحرق العمد والعمليات الإرهابية، وأن وفاة الشابة مهسا أميني استخدمت كذريعة لـتدخل بعض السلطات الغربية، إذ من يصدق أن موت الفتاة مهم جداً للغربيين، وهم الذين قتلوا مئات الآلاف في العراق وأفغانستان وسورية ولبنان.

بمعنى آخر، يريدون بدء حرب طائفية، لكن إيران على دراية بهذه اللعبة جيداً، وقواتها مدربة على الدفاع ضد مثل هذا الهراء.