شويغو يحيط نظراءه الفرنسي والتركي والبريطاني علماً باحتمال استخدام كييف لـ”القنبلة القذرة”
موسكو – تقارير:
شيئاً فشيئاً تطفو على السطح الأسباب الكامنة وراء التصعيد الغربي سياسياً وإعلامياً فيما يخص التحذير من إمكانية استخدام موسكو السلاح النووي في أوكرانيا، وخاصة الأمريكية التي أكدت أن ردّ فعل واشنطن لن يقف عند مسألة حجم الاستهداف، ما يعني أنها تتوقّع سلفاً استخداماً ضمن نطاق ضيّق لهذا السلاح، ما يؤكّد وجهة النظر الروسية حول أن هناك من يخطّط لاستخدام هذا السلاح في أوكرانيا لاتهام روسيا باستخدامه.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير، سيرغي شويغو، تناول في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، اليوم الأحد، خطر استخدام كييف المحتمل لـ “قنبلة قذرة”.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها: إن الطرفين بحثا “الوضع في أوكرانيا، الذي يتسم بنزعة ثابتة نحو تصعيد متزايد تستحيل السيطرة عليه”.
وأضافت: إن شويغو “أبلغ نظيره الفرنسي هواجسه بشأن استفزازات أوكرانيا المحتملة باستخدام قنبلة قذرة”.
وفي وقت لاحقٍ اليوم أفادت الدفاع الروسية بأن شويغو بحث الوضع في أوكرانيا هاتفياً مع كل من نظيريه التركي خلوصي أكار والبريطاني بن والاس، حيث أبلغهما هواجسه بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل أوكرانيا باستخدام “قنبلة قذرة”.
وأضاف والاس خلال المحادثة الهاتفية: “يتعين على روسيا وأوكرانيا السعي لوقف الحرب، وبريطانيا مستعدة لتقديم المساعدة في ذلك”، مشيراً إلى تمسك بريطانيا والمجتمع الدولي بوقف تصعيد هذه الأزمة.
وكانت وكالة “نوفوستي” نقلت اليوم عن مصادر موثوقة بدول مختلفة، بما فيها أوكرانيا، أن هناك مؤشراتٍ على إعداد نظام كييف استفزازاً باستخدام ما يسمّى “القنبلة القذرة” أو الأسلحة النووية المنخفضة القوة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاستفزاز، الذي يخطط لتنفيذه داخل أراضي أوكرانيا، يهدف إلى اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في مسرح العمليات الأوكراني، وبالتالي شن حملة قوية على روسيا في العالم بغية تقويض الثقة بموسكو.
ووفقاً لمصادر مختلفة، فقد أصبح معروفاً أنه تحت إشراف رعاتها الغربيين، شرعت كييف بالفعل في التنفيذ العملي لهذه الخطة.
وتم تكليف إدارة “المصنع الشرقي للتعدين والمعالجة” الواقع في مدينة جولتيه فودي بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، وكذلك معهد كييف للأبحاث النووية، بصنع “قنبلة قذرة”، ووصل العمل على المشروع إلى مرحلته النهائية، حسب المصادر.
من جهة ثانية، أعلن جهاز أمن أوكرانيا اليوم الأحد عن احتجاز رئيس شركة “موتور سيتش” وموظف رفيع آخر في المؤسسة وتوجيه تهمة لهما بالعمل لمصلحة روسيا.
وقال الأمن الأوكراني في بيان عبر “تلغرام”: “احتجزت خدمة أمن الدولة رئيس الشركة الصناعية العملاقة موتور سيش للاشتباه في عمله لمصلحة روسيا، كما احتجزت أيضاً رئيس قسم النشاط الاقتصادي الخارجي في هذه الشركة التي تتخذ من مدينة زابوروجيه مقرّاً لها.
وأوضح البيان أن احتجازهما جاء في إطار الإجراءات الجنائية المتعلقة بقضية قيام “موتور سيتش” بتوريد منتجات عسكرية بطريقة غير قانونية لـ”الطيران الهجومي الروسي”.
وحسب الأمن الأوكراني، فإن المحتجزين “أقاما قنواتٍ عابرة للحدود لتزويد روسيا بكميات كبيرة من محركات الطائرات الأوكرانية”، حيث تم استخدامها لإنتاج وإصلاح المروحيات الهجومية من طراز Mi-8AMTSh-VN “سابسان” وKA-52 (“تمساح”) وMi-28N (“صياد ليلي”) التي يستخدمها الجيش الروسي في العملية العسكرية بأوكرانيا.
وحسب رواية الأمن الأوكراني، فإن إدارة “موتور سيتش” تعاملت مع شركة “روستيخ” الحكومية الروسية، التي تنتج أسلحة للجيش الروسي.
وقال البيان إنه للتحايل على القيود التجارية، استخدم المتهمان شركاتٍ من ثلاث دول في الشرق الأوسط وأوروبا وشرق آسيا دون أن يسمّيها، حيث اشترت تلك الشركات منتجات “موتور سيتش” باسمها ثم أعادت توجيهها إلى روسيا.
وحسب الأمن الأوكراني، فإن عمليات تجارية تعتمد مثل هذا المخطط بدأت حتى قبل انطلاق العملية العسكرية الروسية.
وذكر البيان أن المحتجزين يواجهان تهماً تتعلق بمادتين من القانون الجنائي الأوكراني هما “العمالة” والتواطؤ مع الدولة المعتدية”، وتصل العقوبة بموجبهما إلى ما يصل إلى السجن لمدة 15 سنة.
ولم يذكر البيان أي أسماء، لكن وسائل إعلام أوكرانية تحدّثت أمس السبت عن اعتقال فياتشيسلاف بوغوسلايف، رئيس شركة “موتور سيتش” في مدينة زابوروجيه ونقله إلى العاصمة كييف.
يذكر أن مؤسسة “موتور سيتش”، تقوم بتطوير وتصنيع وصيانة محرّكات التوربينات الغازية للطائرات والمروحيات، وكذلك وحدات التوربينات الغازية الصناعية. وتستخدم منتجات “موتور سيتش” في الطائرات والمروحيات في 120 دولة.