إميل فرحة في معرضه.. تصوير تعبيري ثيمته المرأة بمختلف حالاتها
آصف إبراهيم
ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي، افتتح اتحاد الفنانين التشكيليين أمس الاثنين معرض الفنان التشكيلي إميل فرحة رئيس فرع الاتحاد في حمص، في صالة “صبحي شعيب”، ويضمّ المعرض نحو عشرين لوحة بمقاسات مختلفة، يجمع بينها حالات المرأة وانفعالاتها المختلفة ضمن إطار العلاقة المتضافرة التي تشكل هاجساً يشغلها في كلّ مكان ومختلف الظروف الاجتماعية، ولاسيما الظروف التي مرّت بها البلاد في السنوات الأخيرة التي ربما أرخت بظلالها على سيكولوجية المرأة أكثر من الرجل، وبالتالي انعكس ذلك على لوحات فرحة، حيث تكتسي الوجوه في لوحاته طابعاً خاصاً، يتميّز به، طابع أنثوي له معانٍ جمالية ترتبط بالحب والحنان، وحتى بالمعاناة أيضاً، ويمكن أن نرى لديه المرأة الحالمة التي تتطلع بترقب وأمل إلى المستقبل، إلى جانب المرأة المنكسرة المنطوية على ذاتها، دون أن يهمل الجانب الجمالي الشكلي الكامن في تفاصيل الجسد، حيث يعتني بالتقاطيع والتفاصيل الجسدية ويبرزها رغم نزوعه نحو الحالة التعبيرية التي تستهويه وتتيح للخيال لديه أن يحلق في ما وراء الواقع والشكل التسجيلي إلى بواطن وجوهر اللوحة المنضوي في عمق الجسد.
يسعى فرحة في معظم لوحاته إلى توحيد خلفية اللوحة ضمن مساحات حيادية خاملة آثرَ تركها دون تداخل لوني مكثف يشغل المتلقي عن التركيز في الموضوع الأساسي، وهو المرأة بمختلف أدوارها وتطور مراحل حياتها، لأنه يرى في واقعها تشابكاً موضوعياً وتفاعلاً درامياً مع شريكتها في الهمّ والانفعال ما يستحق تحميله رسالة فنية درامية غنية بدلالاتها الموضوعية.
هناك ثيمة أساسية في أعمال فرحة تجعلك تميّز لوحاته بيسر وسهولة ضمن أي معرض جماعي يشترك فيه، لأنه يبحث عن الهوية والبصمة التي يعطيها جلّ اهتمامه، وبحثه الدؤوب عن أدوات الارتقاء بسوية هذه الثيمة لكي لا يقع في التكرار والاستنساخ الآلي، لذلك نراه أحياناً يربط المرأة بالمكان أو بالطبيعة الصامتة أو الطبيعة الريفية المصوّرة بأسلوب تسجيلي يتداخل مع الحالة التعبيرية.
شارك فرحة في الكثير من المعارض الجماعية داخل حمص وخارجها، وأقام معارض فردية عديدة في حمص ودمشق وخارج القطر.