ثقافةصحيفة البعث

“خارج التغطية” ومخرجه في افتتاح نادي “35Cine-Club”

أمينة عباس

ارتأى المخرج السينمائي جود سعيد إعلان افتتاح نادي “35Cine-Club”  في صالة زوايا غاليري باستضافة المخرج عبد اللطيف عبد الحميد وعرض فيلمه “خارج التغطية”، وهو من كتابة وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وإنتاج المؤسّسة العامة للسينما، تمثيل: فايز قزق، صبا مبارك، نضال سيجري، عمر حجو، وهو الفيلم الروائي السابع للمخرج بعد “نسيم الروح، ما يطلبه المستمعون، ليالي ابن آوى، قمران وزيتونة، صعود المطر، أيام الضجر”.

وثيقة

وأشار جود سعيد إلى أن الهدف من النادي -إدارة فراس محمد وأنس زواهري- محاولة التأسيس لمُشاهد يتمتّع بثقافة سينمائية ويرى السينما بعين مختلفة، واختياره لهذا الفيلم بالتحديد يعود لخصوصية الموضوع الذي يتناوله، حيث كان من الصعب أن يتجرأ أحد غير المخرج عبد الحميد على تناوله في الفترة التي أُنجز فيها. وأوضح سعيد في تقديمه للفيلم أن اللجنة الفكرية التي كانت موجودة في المؤسّسة العامة للسينما حينها لم ترفض الفيلم لكنها لم تعرف كيف تتعاطى مع موضوعه، لذلك أُحيل الأمر لما هو أعلى من اللجنة للبتّ بأمره، ورأى أن الفضل في إنجازه يعود لوزير الثقافة حينها د. محمود السيد، وذلك بعد حوار مطول مع المخرج، مؤكداً أنه من الضروري أن يشاهد الجيل الجديد من المشاهدين مثل هذه الأعمال لأنها وثيقة وقراءة للمرحلة التي صوّر فيها، مشيراً إلى أن النادي سيختار في كلّ شهر فيلمين ليقدمهما للحضور. 

دمشق كما لم تصوَّر من قبل

وردّاً على مجموعة من الأسئلة التي طرحها الحضور بعد مشاهدة الفيلم، أشار عبد اللطيف عبد الحميد إلى أن فيلم “خارج التغطية” صوّر عام 2005 وتمّ عرضه عام 2008 وهو من الأفلام التي يعتز بها، مشيراً إلى الصعوبات التي واجهته في تصوير هذا الفيلم، خاصة وأن العديد من المَشاهد فيه كان يتطلّب تصويرها خارجياً وفي ذروة الازدحام بمدينة دمشق، مؤكداً أنه من أكثر الأفلام التي صوّرت دمشق بطريقة جميلة، وهو ما سعى إليه فيه، مبيناً أن عدداً كبيراً من الأجانب الذين يتابعون السينما السورية أكدوا له بأنهم لم يروا دمشق ولا مرة بهذا الجمال الذي رأوه في هذا الفيلم، منوهاً بأن الفيلم أتيح له العرض في اليابان، خاصة وأن أحد أبطاله كان يابانياً يعيش في دمشق في تلك الفترة ويتحدث اللغة العربية، موضحاً في حواره مع الحضور أن السينما الواقعية لا تعني أن تدور حول الواقع بشكلٍ منسوخ، وأن الواقع يمدّ المخرج بطرف خيط ليكون ما يمكن أن يكونه لاحقاً، معبّراً عن سعادته أن هذا الفيلم عُرِض في دول عربية وأجنبية وكان في كل مرة يجد له قراءات مختلفة من قبل الجمهور، وهذا برأيه أمر طبيعي، لأن كلّ مُشاهد يقرأ الفيلم حسب معرفته وثقافته، مبيناً أن السينما لغة بصرية، وأي عنصر يظهر بشكل جليّ وواضح في الفيلم هو جزء من السرد البصري، مع إشارته إلى أن الفيلم قد يتضمن أشياء وأموراً يشعر بها المُشاهد ولا يستطيع تفسيرها، والسينما بهذا تشبه الحياة، حيث هناك العديد من الأشياء التي تحدث في الحياة دون إمكانية تفسيرها، وهناك العديد من التفاصيل في الكتابة السينمائية، وبقدر ما فيها من دالّ ومدلول فيها لحظات تخصّ القائمين على العمل، أما عن كيفية وصول هذه التفاصيل إلى المتلقي فهي مرتبطة بثقافة المُشاهد.

وعن طريقة التعريف بالشخصيات في الفيلم، بيّن عبد الحميد أنه لا يمكن لكاتب السيناريو كما كاتب الرواية أن يعرّف بشخصياته دفعة واحدة، وذلك يأتي تدريجياً، ومع نهاية الفيلم يكتمل هذا التعريف.

يُذكَر أن الفيلم الذي تدور أحداثه في دمشق يتحدث عن زهير الذي يجد نفسه مسؤولاً عن أسرتين: أسرته وأسرة صديقه الغائب، ومع تقدم أحداث الفيلم تتعقد العلاقات بين الأسرتين قبل أن يعود صديقه.

شارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان دمشق السينمائي عام 2006 ونال الجائزة البرونزية، كما عُرض في مهرجان روتردام السينمائي في دورته عام 2008 وفاز بالجائزة الكبرى لمهرجان وهران السينمائي في الجزائر عام 2008 وهو الفيلم السوري الوحيد الذي عُرض في حفل توزيع جوائز البافتا عام 2008 وهي الشبيه البريطاني لجائزة الأوسكار.