قطعان “داعش” للضغط على إيران
تقرير إخباري:
تتجدّد يوماً بعد يوم الضغوط على إيران وعلى كامل محور المقاومة الذي ما زال صامداً في وجه جميع الضغوط، وأعتى الأعمال الإرهابية والوحشية مهما حاولت وتحاول تقويضه بلا كلل أو ملل.
لقد قدّمت إيران 15 شهيداً وعشرات الجرحى ضحاياً لعمل إرهابي تبنّاه تنظيم “داعش” دون تردّد في شيراز، بينما التزمت الصمت معظم الدول التي كانت تصفّق لأعمال الشغب التي اندلعت مؤخراً في عدد من مناطق إيران متذرّعة بوفاة مهسى أميني.
ويظهر الآن جلياً بعد هذا العمل الجبان التدرّج في مخطط الضغط على إيران من وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA”، والاستخبارات البريطانية والصهيونية وبتمويل سعودي بهدف النيل من وحدة وسلامة ااجمهورية الإسلامية.
لكن اللافت هذه المرة أنّ إيران لم تقف صامتة بل سمّت وحدّدت الجهات، كما أنّ إيران حذّرت القيادة الانفصالية في إقليم شمال العراق من وجود ثلاثة مراكز تدريب وتآمر عليها ضمن الإقليم، إضافةً إلى نشاطها في القبض على خلايا التجسّس والإرهاب والمخدّرات والتآمر في عدد من المدن في البلاد.
الشعب الإيراني بجميع أطيافه السياسية والاجتماعية خرج في مسيراتٍ مليونية تواكب تشييع ضحايا الإرهاب ليقول كلمته الموحّدة في رفض الإرهاب والمشاريع الإمبريالية ضدّ بلاده، كما أصدر بيانات تطالب من غُرّر بهم من القوى الخارجية، وخاصةً من فئات الشباب، أن يعوا حجم التهديد المحدق بهم جميعاً تحت مسميات “الحرية” أو غيرها من الشعارات التي سبق أن استخدمها الغرب لتدمير الدول وخاصة فيما عُرف بـ”الربيع العربي”.
السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اعتبر أن ما يحدث من أعمال إرهابية هو وظيفة جديدة لتنظيم “داعش” في أفغانستان وبأمر من مشغّليه في أمريكا وحلفها الذين أمّنوا له ولقياداته وكوادره انتقالاً آمناً من سورية والعراق، بعد فشله، إلى أفغانستان ليشكّل هناك ما يشبه قاعدة انطلاق لمخططاته الإرهابية لضرب أي بلد عصيّ في وجه مشغّليه.
ويرى محللون أنّ الوضع في أفغانستان أصبح غاية في الخطورة، وخاصةً بعد رفع أمريكا اسم بعض تنظيمات الإرهاب الموجودة هناك من “لائحة الإرهاب” ومنهم على سبيل المثال منظمة “مجاهدي خلق” الإرهابية، ليتم نشرهم في محيط إيران أو روسيا أو أوكرانيا لإثارة الصراعات، وتأجيج نار الإرهاب على الجبهات خدمةً لمصالحها، فالغرب سبق أن اغتال شخصية رسمية في إيران “الجنرال قاسم سليماني” واعترف بذلك دون أي احترام للقانون الدولي، أو سيادة الدول، وها هو الآن يسعى إلى اتخاذ ما يمكن من خُطا الضغط على إيران وبأشكال متعدّدة، آخرها اتهام إيران بتقديم المساعدة لروسيا عسكرياً في أوكرانيا، أو تلفيق تقارير تدّعي أنّ إيران أرسلت مسيراتٍ إلى روسيا لقلب موازين العملية الخاصة لمصلحتها، مستغلين وجود قرار من مجلس الأمن يحظر على إيران تصدير أسلحتها لأية دولة لفرض المزيد من العقوبات عليها، على الرغم من وجود تقارير متهافتة تنفي أن تكون تلك المسيرات إيرانية بل تدّعي أنها عديمة الدقة والأثر في المعركة وأنه تم إسقاطها جميعها.
بالمحصلة، يمكننا استخلاص أنّ أمريكا وحلفاءها يحاولون تعميم تجربة ما يسمّى “الربيع العربي”، وبشكل تتشابه فيه المراحل من استخدام لأعمال الشغب وبمظاهر متعدّدة ومتنوّعة أسبوعياً، مع الضخّ الإعلامي عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي وصولاً إلى استخدام قطعان “داعش”، وهذا يخلق السؤال: لماذا هم ماضون في ذلك رغم فشل المشروع في سورية بهمّة جيشها وقواها الوطنية، فكيف سينجح في بلد ذي إمكانيّات متفوّقة كإيران؟.
بشار محي الدين المحمد