ثقافةصحيفة البعث

الفلكلور الشركسي يحتفل بأعياد تشرين

حلب – غالية خوجة

تمايل مسرح نقابة الفنانين بحلب على إيقاعات الرقص الفني الفلكلوري الذي قدّمته الجمعية الخيرية الشركسية في سورية، وفرع الجمعية بحلب بالتعاون مع مديرية الثقافة، احتفالاً بأعياد تشرين.

وقال المهندس أيمن حاج موسى عضو مجلس إدارة الجمعية بدمشق: اعتدنا الاحتفال بأعياد التشرينين “التصحيح” و”التحرير” في كلّ المحافظات، وهذه السنة احتفالنا المركزي في حلب. وتابع: يتضمن احتفالنا السنوي الخامس 12 لوحة تمثل برقصاتها التراثية المعاصرة أكثرية الفلكلور الشركسي الذي يغلب عليه طابع الفروسية والمحبة والسلام، إضافة إلى الاهتمام بالزيّ كلباس متأصل في كلّ منطقة من الموروث.. ولكلّ لوحة حكايتها، وحدثها المختلف، الرومانسي مثل اللوحة الأولى (القافا)، وأبعادها المؤكدة على الشهامة، والفروسية والمبارزة مثل اللوحة الأخيرة (القاما).

ورأى فجر سليمان، عضو إدارة الجمعية بحلب إن الموسيقا عشق، ونحن سعداء بالفرقة وبهذا الحشد من الحضور، وبمواصلة الذاكرة التراثية من خلال اللحن والأداء والأزياء والحركات الراقصة المختلفة، بينما أكد ينال يونس، أمين سر مجلس إدارة الجمعية بدمشق، أن اسمه شركسي يعني الولد الكبير، وأضاف: لكنني وحيد لوالدي. واسترسل: مغرم بالرقص الشركسي ولا أستطيع إلاّ الاندماج مع الموسيقا والرقص المتميّز بالهدوء والرجولة، وهناك لوحات تناوبية تظهر أنوثة المرأة ورجولة الفارس، ولا بدّ من الشهامة بعدم التلامس بين الفتاة والشاب تقديراً واحتراماً للفتاة، كما أن هناك رقصة “الششن” الحماسية التي يظهر فيها الشاب الرجولة والعنفوان كتعريف بنفسه، وتأتي لوحة (الوجّ) كرقصة جماعية يتشارك فيها الراقصون كلّ الحركات، لتُقارب بين الشاب والفتاة، وتختلف عن بقية اللوحات الفردية والزوجية الثنائية. وأردف: يتضمن الحفل هذه الرقصات التشكيلية المعبّرة عن القوميات الـ12 الموجودة في بلاد القوقاز كالأوسيتي والأبخازي والداغستاني والشيشاني، وتتميّز الإيقاعات، نوعاً ما، بالمنبع نفسه والمنشأ، لكن تصميم طريقة الرقص قد يختلف قليلاً تبعاً للفنيات الحديثة وتشابكها مع الفنيات التراثية التي هي المحور الأساسي.

ولفتت المهندسة لانا عزمت عضو مجلس إدارة الجمعية بدمشق إلى أهم ما يميّز اللباس الفلكلوري الشركسي: ما يخصّ الفتاة محتشم ومزخرف ويعبّر عن الأنوثة والنعومة واللطف برقيّ، بينما يأتي لباس الشاب معبّراً عن الرجولة ويتناغم مع حركاته، ومن عاداتنا الاحترام للمرأة، فلو كانت هناك معركة بين عدوين، وتدخلت المرأة ورمت شالها بينهما، توقف الطرفان عن القتال. وللمرأة رقصة “الفارسة” التراثية، وتكون بطلة اللوحة لكن بزيّ فارس شاب. وأضافت: ويتميّز الرقص الشركسي بالفن والذوق في تأدية الحركات، ولا بد من الرقص على رؤوس أصابع الأقدام والكعب مرفوع، وهو أقرب إلى رقص “الباليه” لكنه متميّز عنه بكل تأكيد.

وهكذا، اختُتم الحفل السنوي الخامس لفرقة الجمعية للرقص الفني للفلكلور الشركسي، ولم تُختتم إيقاعاته وحركاته التي تظلّ متوهجة بتراث شفاف يعمل المصمّمون على زخرفته بحداثة هارمونية مناسبة.