انتخابات الفشل المتجدّد والسير نحو الهاوية
تقرير إخباري:
يسيطر الإحباط على “الإسرائيليين” مع قرب موعد فتح صناديق الانتخابات يوم الثلاثاء، التي ستوسّع الهوة في جدار السياسة “الإسرائيلية” المتصدّع أساساً، إذ ستكون انتخابات الكنيست الخامسة خلال ثلاث سنوات رغم أنّ فترة ولاية الحكومة هي أربع سنوات.
وتحتدم المنافسات بين اليمين المتطرّف الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو و”معسكر التغيير” الذي يتزعّمه يائير لبيد رئيس “الحكومة” الحالي، فنتنياهو يسعى إلى تقوية حزبه “الليكود” والعودة إلى الحكم بكل الوسائل، ويستمرّ في تقاذف التهم مع لبيد، واتهامه بالسبّب بتراجع الأمن والملفات المعيشية وعدم معرفة مبادئ الاقتصاد.
أما لبيد فقد حذّر الناخبين ممّا سمّاه تهديم إنجازاته وإنجازات حزبه بيوم واحد بمجرد وصول منافسه إلى السلطة، وبالتالي ضياع حقوقهم.
أما استطلاعات الرأي فهي متفاوتة، حيث أشار بعضها إلى إمكانية تقدّم نتنياهو في الكنيست المقبل، رغم ملفات الفساد والفضائح التي ما زالت ملتصقة به وتلاحقه.
ويرى الكثير من الخبراء أنّ هذه الانتخابات لا جديد فيها، ولن يتحقق أي جديد قبل تدهور شعبية نتنياهو من داخل تكتله، وخاصةً أنه مطالَب بتشكيل حكومة يمينية أكثر تطرّفاً ممّا هي عليه الآن، كما أنّ ناخبيه هدّدوا بعدم تأييده في انتخابات سادسة إن لم يحصل على 61 مقعداً في “الكنيست”، والاحتمال الأكبر هو تحقق التعادل السلبي وتجدّد الانتخابات في بداية الربيع المقبل.
في هذه الأجواء لا يتوقّع “الإسرائيليون” وصول حكومة ذات أغلبية مستقرة ما يعني تجدّد المأزق السياسي والذهاب نحو المزيد من الفشل بعد سقوط ثلاث حكومات تحت ضغط كتل المعارضة سابقاً من خلال تعطيلها القرارات لمصلحتها، ويأتي ذلك بعد طول جمود سابق دام سنوات طويلة مع استمرار تفتت الأحزاب الكبرى، وميلها نحو دعم الكتل الصغرى بتمثيل غير واقعي لمجرّد استغلال ضمّها إلى الكتل الأكبر.
وبالمحصّلة سيشهد الكيان الإسرائيلي المزيد من الانقسامات سياسياً، وما هذه الانتخابات إلا أحد تجلياتها، ومردّ ذلك إلى أن هذه الحكومات لم ولن تنجح في معالجة الملفات الاستراتيجية، وأهمّها ازدياد العنصرية تجاه عرب 48 وبالتالي توجّههم نحو المزيد من التمسّك بعروبتهم.
ولا يغيب عن أذهاننا فشلهم الذريع في قمع أو إحباط المقاومة الفلسطينية التي ما زالت توجّه لهم ضرباتٍ موجعة وقاصمة، مع توجّهها نحو انتفاضة قريبة تختلف عن كل ما سبقها من انتفاضات.
يُضاف إلى ذلك أن فشل الكيان في إيقاف التمدّد الديموغرافي للشعب الفلسطيني، أو في إبعاد هذا الشعب عن ترابه الوطني الذي ما زال يسكنه ويتمسّك به رغم كل الضغوط والحصار والأعمال الوحشية ضدّه، واستمراره في تقليل حقوق الشعب الفلسطيني الممنوحة له بموجب الاتفاقيات الدولية، مؤشراً واضحاً على استحالة تحقق ما يسمّى “حلم الدولة اليهودية”.
بشار محي الدين المحمد