صحيفة البعثمحافظات

الغش التجاري يطال غالبية المنتجات.. والمستهلك هو الضحية

طرطوس – دارين حسن

لا تسلم أي سلعة غذائية وغيرها في أسواق طرطوس من الغش والتلاعب بالمواصفات والمقاييس ومعايير السلامة الصحية، فالغش التجاري بات “شطارة ومنافسة” لدى الكثير من التجار وباعة المفرق وحتى أصحاب البسطات، ليقع المستهلك ضحية التدليس ما ينعكس على صحته كما يستنزف جيوبه “المنهكة” مستهجناً العدد الكبير للعناصر التموينية والدوريات الرقابية تزامناً مع الغش والتلاعب وارتفاع الأسعار!
ويجد المواطنون تعدداً في أساليب ووسائل الغش وشمولية المنتجات التي تطالها، وعند الحديث عن غش السلع والمنتجات الغذائية يحتار المتابع من أين يبدأ؟ هل من الزعتر الذي يتبل ببهارات غير مخصصة له لتضفي طعما غير مستساغ وتفقده نكهته، أم من الجبنة واللبن اللذان يخلطان بالنشاء لإكسابهما الوزن الزائد واللون الناصع البياض والقوام المتماسك المرغوب لدى المستهلك بغية الربح الفاحش على حساب الجودة، كما ويخلط السماق المطحون بملح الليمون لزيادة الوزن وتحقيق الحموضة المطلوبة لدى السيدات، ويوضع صباغ اللون الأحمر على رب البندورة للوصول إلى اللون المرغوب ما يوحي بلذة البندورة التي صنع منها الشراب!
والمنتجات الحيوانية تدخل وبقوة في ماراتون الغش، فالفروج ينقع لساعات بالماء لزيادة وزنه، وكذلك القطع التي تباع منفردة، وتباع لحمة العجل على أنها غنم، علاوة على أن كيلو اللية يباع بسعر كيلو اللحمة، أياً كان غنم أم عجل، وعندما يطلب الزبون المستهلك أوقية لحمة يتفاجأ أن أكثر من نصفها لية!
ويطال الغش أيضاً مادة التمر وتحديداً الذي يباع على البسطات أو داخل المحلات “غير معبأ” إذ تتلاصق حباته بمادة السكر، كما أن عجوة التمر معجونة بالسكر.
ورغم إحجام الكثير من المواطنين عن شراء مادة العسل لارتفاع سعرها رغم أهميتها وقيمتها الغذائية العالية، ولا سيما في فصل الشتاء، بفعل معالجتها للأمراض التنفسية، إلا أنها تدخل وبشدة في قائمة المنتجات المغشوشة لترغيب المستهلك بشرائها، إذ يخلط العسل بالكثير من السكر والصباغ ويدون عليه أسماء مختلفة، من عسل الكينا إلى عسل الشوكيات وعسل الليمون، وهو بعيد عن ذلك، كما ويجد المستهلك في الحبوب التي تباع “غير معبأة” كالفول اليابس والفاصولياء والحمص وحتى جميع أنواع البذور كالسمسم وحبة البركة وبذر الكتان…الكثير من الحصى الصغيرة لزيادة الوزن!
ما سبق الحديث عنه من تعدد أساليب الغش المتبعة في الأسواق هو جزء من مسلسل طويل ويومي من فن التحايل لكسب الربح الغير مشروع على حساب لقمة عيش المواطن وصحته…! ويطالب المستهلك بتفعيل أكبر لدور العناصر التموينية والتشدد في قمع المخالفات.
بدوره أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس نديم علوش وجود حالات الغش والتلاعب في الأسواق، وعليه تكثف العناصر التموينية رقابتها على الأسواق، حيث تتوافر على مدار الساعة، مشيراً إلى أنه تم التركيز خلال الفترة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار المحروقات على الخبز والغاز ووسائل النقل، إذ تم تنظيم عدة ضبوط بعد ورود شكاوى عديدة من المواطنين تمت معالجتها مباشرة، وتم إلزام أصحاب وسائل النقل ومعتمدي الغاز بوضع التسعيرة وإبرازها بشكل واضح، موضحاً تقاضي سعر زائد من قبل بعض معتمدي الخبز نتيجة بعد المعتمد عن الفرن، حيث تم تنظيم ١١٠ ضبوط بحقهم، وأن الأفران تحت المراقبة ويتم سحب عينات منها بشكل دائم.
وحول الغش بالمواد الغذائية، بين علوش أنه يتم سحب عينات بشكل دائم للتأكد من سلامتها، كما يتم تكثيف الدوريات والمراقبة خاصة قبيل الشهر الفضيل والأعياد، للألبان والأجبان والتمور والفروج والبيض.