اليسار يسيطر على القارة اللاتينية
تقرير إخباري:
بعد فوز زعيم حزب العمال لويز إيناسيو لولا دا سيلفا برئاسة البرازيل، اكتمل تحالف وانتصار اليسار المناوئ لأمريكا والغرب، وأتمّ سيطرته على القارة اللاتينية من كولومبيا إلى المكسيك والأرجنتين والبيرو وتشيلي وبوليفيا وكوبا وصولاً إلى فنزويلا، وسيصبّ ذلك أيضاً في تفعيل دور الكتل اليسارية الجديدة حول العالم بالتحوّل والانقلاب على سياسات أمريكا والغرب.. ولهذا الفوز العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية، داخلياً وخارجياً، فمرشح الفقراء دا سليفا الذي جعل شعاره منذ ولايته الماضية “صفر فقر” ونجح بتخليص 30 مليون مواطن من براثن الفقر، سيصلح اليوم الملفات ذاتها التي أفسدها سلفه اليميني الرئيس السابق جايير بولسونارو الذي كرّر أسطوانته المشروخة بأن هناك تزويراً في الانتخابات، وبدأ مريدوه بالنزول إلى الشارع لتأجيج الوضع والإنذار بالخراب بأوامر من داعميهم في أمريكا. بالمقابل وضع دا سيلفا في خطابه توحيد الشارع المقسوم حالياً ضمن أولوياته.
على الصعيد الخارجي رحّب معظم زعماء العالم بفوز دا سيلفا بما في ذلك دول الغرب والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سلّم على ما يبدو بحقيقة أنّ الولايات المتحدة لم تعُد قطباً أو تمتلك القوة، كما أنها وإن قلبت نظام الحكم في بلد ما، أو وضعت أنظمة حكم مصطنعة ومطواعة بيديها، فهذا لا يعني أنها ستتمكّن من ثني إرادة الشعوب الباحثة عن التحرّر والمساواة وحل ملفات الفقر والبطالة والتعليم والاقتصاد والزراعة.
ويشار هنا إلى أنه على الرغم من أنّ اقتصاد البرازيل كان تابعاً للاقتصاد الأمريكي ويُصدّر له 50% من إنتاجه إلا أن دا سيلفا سبق أن نجح بتخفيف تلك النسبة إلى 13%، وحرّر اقتصاد بلاده من التبعية.
دولياً، فوز دا سيلفا سيُخرج البرازيل من عزلتها ويعيدها إلى ساحة الوجود الدولي والانفتاح الاقتصادي على العالم بعد سنواتٍ من العزلة، كذلك سيعود بالفائدة على العالم بأسره من خلال مشاركة البرازيل في حل النزاعات، ومعالجة ملفات الأمن الغذائي بشكل فعّال بما يصبّ في مصلحة الدول الفقيرة.
إلى ذلك، لا يخفي دا سيلفا ميله نحو روسيا ضدّ الاستفزازات الأوكرانية، وتأييده لموقفها ضدّ الاستعمار الغربي والليبرالية الجديدة، وقد رحّبت الخارجية الروسية بفوز دا سيلفا، وأملت بتعزيز التعاون الثنائي مع البرازيل، معوّلةً على تفعيل دورها في “بريكس” والأمم المتحدة، ومعتبرةً إياها مرشحاً قوياً للعضوية الدائمة في مجلس الأمن.
أما في الشرق الأوسط، فتكمن انعكاسات فوز اليسار البرازيلي في الوقوف بجانب القضية الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، فقدوم دا سيلفا سيعيد موقف البرازيل من القضية الفلسطينية إلى مساره الصحيح كرافض للاحتلال الإسرائيلي، ومناصر للقضية في المحافل الدولية ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، بعكس مواقف بولسونارو الذي ناصر الكيان الصهيوني حتى العظم، ووقف ضدّ حقوق الشعب الفلسطيني في العديد من مشاريع القرارات الدولية التي حاولت تجريم الكيان والتحقيق في جرائمه.
بشار محي الدين المحمد