هواة في إيجاد الحلول!!
غسان فطوم
كيفما نظرنا من حولنا نجد الكثير من المشكلات في مؤسّساتنا، على اختلاف مواقعها ومسؤولياتها، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا لم نحسن التعامل أو التعاطي بالشكل الصحيح مع أزماتنا بأشكالها وألوانها المختلفة، بحيث نتجنّب آلامها وأوجاعها ولو بالحدود الدنيا، وما نعاني منه اليوم من “مصاعب” اقتصادية واجتماعية وتعليمية وتربوية وغيرها ليس إلا الدليل على أننا لم نتعلم من ذلك، وأننا سنبقى هواة في إيجاد الحلول الممكنة، والظاهر أن مشوارنا طويل جداً حتى نصل لدرجة الاحتراف في ابتكار وإبداع الحلول!
بكلّ أسف، إن ما يحصل هو نتيجة التعاطي النمطي مع المشكلات، تعاطٍ ما زال يعتمد على التجريب على قاعدة “يا بتصيب يا بتخيب”، قوامها قرارات وإجراءات تُتخذ على عجل لا تحقق الغاية المرجوة منها، ليستمر مشهد المعاناة على حاله في ظلّ ارتفاع تكاليف الحياة، وكثرة أعبائها التي يعجز أكبر راتب بالدولة أن يصمد أمامها ولو لخمسة أيام، فهو لا يمكن أن تتنشل المواطن من بئر الألم المعيشي، مقارنة بارتفاع الأسعار اليومي الذي يُحلّق أمام عين “حماة المستهلك” الذين أتحفونا أمس بإطلاق مركز الخدمات الإلكترونية، وخُصّصت فيه منصتان، واحدة لمواكبة أسعار السلع ومقارنتها بأسعار السوق وأخرى للشكاوى، حيث يستطيع كلّ مواطن تقديم شكوى وتعالج مباشرة وبشكل سريّ.
لكنّ سؤال المواطن هنا: إذا لم تنفع الشكوى العلنية الموثقة بالجرم المشهود، فكيف ستنجح الشكوى الإلكترونية المحاطة بالسرية؟!.. سؤال مشروع أمام عدم جدوى الشكاوى بطريقتها التقليدية، الأمر الذي أفقد المواطن الثقة بحلّ مشكلاته التي لم تعد تنفع معها إبر التخدير وسط استمرار سيمفونية التصريحات الرنانة من المعنيين ووعودهم بتحسين الوضع المعيشي!.
بالمختصر، نقول لأصحاب القرار التنفيذي: وسط هذه الظروف الداخلية والخارجية الصعبة، نحن أحوج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، لقرار جريء قوامه الشفافية والوضوح بالتعامل مع المواطن، فليس عيباً أن نعترف بإخفاقاتنا وأخطائنا ونتعلّم منها، إذ لم يعد مقبولاً الإصرار على اجترار حلول وخطط فاشلة نبرّرها بحجج وأسباب لم تعد تنطلي على أحد!!.