المنتخب الأولمبي في غرب آسيا.. بذرة واعدة لم تنضج بعد
ناصر النجار
تناولتْ وسائل الإعلام خسارة منتخبنا الأولمبي في بطولة غرب آسيا أمام البحرين بالنقد، وبعضها كان لاذعاً، بينما تناولت صفحات “الفيس” أداء المنتخب ونتيجته بالكثير من السخرية، ما يشير إلى أن البعض لم يبلغ حدّ النضج، كما منتخبنا الذي يعدّ للمستقبل كمنتخب سيدافع عن ألوان الكرة السورية في السنوات القادمة.
ودوماً، فإن مصدر النقد السلبي اللاذع شخصي، فالكثير من الذين أرادوا رفع شأنهم عبر المنتخب، وتشريف سيرتهم الذاتية به، وجدوا أنفسهم خارجه فأرادوا الصيد منه والكيد به لمصلحة باتت معروفة للجميع، ونحن عندما نراقب هذه المسائل “التافهة” نُشفقُ على كرتنا من الطفيليين الذين نموا في مستنقع الكيد والحسد والبغضاء!
وخارج هذه الحسابات الضيّقة، فإن منتخبنا لم يستطع إظهار كلّ كوامنه الجيدة في هذه المباراة، والأسباب كثيرة، لكنها حتماً معروفة لدى الجهاز الفني المفترض أن يعالجها بعد أن يعرف الداء، وألمح البعض من داخل البعثة إلى أن الضغط والخوف كانا العاملين المؤثرين في تراجع الأداء وسوء النتيجة.
ولو استعرضنا تاريخ هذا المنتخب لوجدنا أنه حديث العهد لم يمضِ على ولادته أكثر من شهر، ولم يلعب أي مباراة دولية، ومباراته الأولى مع البحرين كانت الظهور الأول للمنتخب دولياً، لذلك فإن العاقل يعرف أن منتخبنا يشارك من أجل الفائدة قبل أن يشارك من أجل المنافسة، وأن الغاية الأسمى بناء منتخب قويّ لمستقبل البطولات، وليكون هذا المنتخب الوليد الجديد لمنتخب الرجال الذي آن الأوان لبعض لاعبيه الاعتزال الدولي على الأقل.
والحقيقةُ التي يجب ألا نتغافل عنها أن لاعبينا المختارين للمنتخب هم نتاج أنديتنا، وهم خيرة لاعبينا، وقد أثبتوا ذلك من خلال مشاركتهم في الدوري الممتاز، وهذا يعيدنا إلى الحديث عن مستوى التأهيل وكيفية صناعة اللاعبين في الأندية، وللأسف فإننا نعتقد أن العملية التدريبية والتأهيلية في الأندية على الصعيد الفني والبدني والنفسي لا تجري كما يجب، فيأتي اللاعب الموهوب إلى المنتخب ليعاد تأهيله من جديد، ولأن المنتخب هو نتاج الأندية وصورتها الحقيقية فإن أي تقصير تتحمّل مسؤوليته أنديتنا بالدرجة الأولى، لأن كرة القدم سلسلة من العمليات تبدأ من الأندية وتنتهي في المنتخبات الوطنية.
اليوم عند التاسعة مساءً ينهي منتخبنا مسيرته في غرب آسيا في الدور الأول بلقاء السعودية، ونأمل أن يقدّم أفضل مما قدّمه أمام البحرين بغضّ النظر عن النتيجة، لأن المنطق يقول: الأداء قبل النتيجة، وإذا لم يحقّق منتخبنا النتيجة المطلوبة فيكفيه أن يقدّم الأداء الذي تُرفع له القبعات احتراماً وتقديراً.